قال عالم النفس الدكتور هدسون في بحث إن المشاركين أبلغوا عن مستوى أعلى من الرفاهية عند التسكع مع أصدقائهم من مستوى الرفاهية عند قضاء الوقت مع شركائهم أو أطفالهم، وأكد هدسون أن هذه الرفاهية لا تتعلق بالشخص ولكن بالنشاط الذي تمارسه مع هذا الشخص، إذ إن الناس يميلون لقضاء وقتهم في القيام بأنشطة أكثر إمتاعًا مع الأصدقاء من تلك التي يقومون بها مع الأهل، والتي تتضمن أعمالاً منزليةً رتيبةً.

يقول هدسون:«تشير هذه الدراسة أنه لا علاقة للسعادة بالأصدقاء أو الأقارب، فعندما نمارس نفس الأنشطة التي نمارسها مع الأصدقاء مع الأهل أو الأقارب سنحصل على نفس المستوى من السعادة، ونستمتع بقضاء الوقت مع أطفالنا وأزواجنا».

طُلب من 400 مشارك في الدراسة أن يتذكروا الأوقات التي يقضونها مع عائلاتهم وأصدقائهم وتحديد الأنشطة التي مارسوها وهل جعلتهم هذه الأنشطة يشعرون بالسعادة والارتياح أم لا؟

ساعدت هذه المعلومات، ومقارنتها بإفاداتهم عن مشاعرهم في أوقات مختلفة من اليوم هدسون وشريكيه، ريتشارد لوكاس وبرنت دونيلان، في تقدير معدلات السعادة مع العائلة والأصدقاء.

وجدت الدراسة أن الأنشطة التي يقوم بها الناس مع شركائهم وأطفالهم تشمل التنشئة الاجتماعية، والاسترخاء، وتناول الطعام، ويميل الناس لفعل أنشطة مماثلة مع الأصدقاء مع أعمال ممتعة أكثر وأعمال منزلية أقل، فقضاء الوقت مع الأطفال يعني تنفيذ أعمال مملة مثل الأعمال المنزلية، غير أن المشاركين عدوا رعاية الأطفال نشاطًا إيجابيًا جعلهم يشعرون بالسعادة، ويؤكد العديد من المشاركين أنهم يشعرون بمستويات مماثلة من السعادة مع الأصدقاء والأهل عندما تقل تلك الأنشطة المملة التي يفعلونها.

سر السعادة: العائلة أم الأصدقاء - لا علاقة للسعادة بالأصدقاء أو الأقارب - الأنشطة التي نمارسها مع الأصدقاء مع الأهل أو الأقارب

يقول هدسون: «من المهم إيجاد فرص لقضاء الوقت مع أزواجنا وأطفالنا وتحديد ما نشعر به حينها، والعلاقات الأسرية التي لا تتضمن سوى الأعمال المنزلية ورعاية الأطفال ليست أسعد العلاقات».

ولكن قبل كل ذلك يجب أن نعلم ماهي السعادة وكيف نستطيع تحقيقها؟ السعادة من المفاهيم التي ترتبط بالرضا والراحة فهي تظهر على الشخص الذي يعيش داخل محيطها وفي اللغة معنى السعادة هو كل ما يُدخل الفرح والسرور على النفس البشرية.

السببان الرئيسيان لتحقيق السعادة هما السكون العقلي والحضور، لكي تحقق السعادة عليك أن توقف عقلك عن خلق قصص سلبية، فكلما كان عقلك ساكنًا هادئًا كنت أسعد، وتذكر دائمًا أن كل شيء على ما يرام.

التواجد والحضور، فعندما نكون حاضرين سنجد السعادة والجمال في كل شيء قد نكون محبوسين في سجن ومع ذلك نستشعر أشعة الشمس وهي تنير كل شيء في الصباح.

كن حاضرًا ساكنًا ستكون السعادة الدائمة هي حالتك الطبيعية وليست سعادةً عابرةً. إذا كنت لا تصدق عليك خوض هذا التحدي، اذهب إلى الخارج، يفضل أن يكون مكانًا هادئًا، إلى الحديقة مثلًا أو الشاطئ وكن هادئًا خاليًا من التفكير لمدة 5 إلى 10 دقائق ركز على طائر أو شجرة انتبه له، راقبه، واسمعه، وكن معه.

بعد انتهاء التمرين فكر في هذا الوقت الذي قضيته هل كنت حزينًا أو كئيبًا؟ إذا اندمجت فعلًا مع هذا الشيء فستكون إجابتك لا، وستجد أنك شعرت بالسعادة والسلام.

يُعد إبقاء عقلنا ساكنًا وحاضرًا مهارةً كنا نمتلكها ونحن أطفال صغار، فيستطيع الطفل فعل ذلك طوال النهار، ولكننا عندما نكبر ننسى هذه المهارة ولا نهتم بها، لذلك إذا تعلمنا استخدام هذه المهارة مرةً أخرى والعودة لحالتنا الطبيعية يمكننا أن نصبح سعداء مرة أخرى.

هذه هي عوامل السعادة، إبقاء عقولنا ثابتةً وحاضرةً، عندما نتعلم هذه الأفكار ونستطيع تنفيذها حينها سنصبح سعداء.

اقرأ أيضًا:

هل الزواج شرط أساسي لتحقيق السعادة؟

ترجمة : محمد طوسون

تدقيق: سمية المهدي

مراجعة: آية فحماوي

المصادر: 1 2