يُعد صرير الأسنان مشكلة شائعة بين مرضى الأسنان، كثير من الناس يطحنون أسنانهم دون أن يعرفوا ذلك. تؤثر هذه الحالة في ملايين الأشخاص. مع أنها لا تتطلب علاجًا في بعض الحالات، فإن صرير الأسنان الحاد قد يؤدي إلى الكثير من المشكلات، لذلك من المهم مراجعة الطبيب. يناقش المقال أعراض صرير الأسنان التي تتطلب مراجعة.

أنواع صرير الأسنان:

صرير الأسنان في أثناء النوم:

يؤدي هذا النوع من صرير الأسنان إلى طحنها. أكثر ضررًا من صرير الأسنان في أثناء اليقظة لأنه يحدث لا إراديًا. يؤدي تأخر تلقي العلاج المناسب إلى مضاعفات أخطر. ينتج عن صرير الأسنان في أثناء الليل مشكلة أخرى إذ لا يدرك الشخص قوة الضغط الناتج عن فكه وأسنانه. للفك والأسنان القدرة على تطبيق ما يصل إلى 110 كغ من القوة، يؤدي هذا إلى ألم في الفك والصداع ومشكلات في الأسنان.

صرير الأسنان في أثناء اليقظة:

كثيرًا ما ترتبط الحالة بالمشكلات العاطفية. يحدث صرير الأسنان عندما يشعر الشخص بالقلق أو التوتر، لذلك فإن إعادة التركيز مفيدة في هذه الحالة. نظرًا إلى أن الإنسان على علم بذلك، يمكن الانتباه لصرير الأسنان وتلافيه، على هذا قد لا يكون العلاج ضروريًا.

كيف يعرف الشخص أنه مصاب بصرير الأسنان؟

صرير الأسنان عادة تحدث دون وعي مع كثير من الأشخاص، لذلك يصعب إدراك وجوده. قد لا يدرك الإنسان أنه مصاب بصرير الأسنان حتى تواجهه أعراض مثل الاستيقاظ مع ألم في الفك، أو أن يلاحظ شخص آخر إصدار صوت طحن في أثناء النوم. قد لا تكون أعراض صرير الأسنان واضحة لكثيرين، لكن عند إجراء الفحص الروتيني للأسنان يجدون أن الطحن والعض أتلف مينا الأسنان.

قد يحدث صرير الأسنان وطحنها في أثناء النوم أو عندما يكون الشخص مستيقظًا. تُظهر الأبحاث أن آلام الوجه والصداع وآلام الرقبة وآلام الأذن هي أشيع الأعراض لذلك. قد يجري طبيب الأسنان تقييمًا للحصول على التشخيص المناسب وتحديد ما إذا كان مصدر ألم الوجه هو صرير الأسنان.

تشمل العلامات الشائعة لصرير الأسنان:

  •  النوم المتقطع: الظهور المفاجئ لاضطرابات في النوم أو مشكلات أخرى عند النوم، إلى جانب أي من الأعراض، قد يكون مؤشرًا شائعًا على طحن الأسنان في أثناء النوم.
  •  الصداع المتكرر: تكرار حدوث آلام الرأس بعد النوم علامة قوية على صرير الأسنان. يجب إخبار طبيب الأسنان حتى يحدد ما إذا كانت ناتجة عن صرير الأسنان أم لا.
  •  حساسية الأسنان: ينتج عن طحن الأسنان ليلًا تكسر المينا باستمرار، ما يؤدي في النهاية إلى أسنان أكثر حساسية. يلاحظ هذا عند الشعور بألم الأسنان عند تناول أطعمة معينة خاصة الأطعمة الباردة والحمضية.
  •  مشكلات الفم: قد يؤدي الضغط القوي الناتج عن صرير الأسنان إلى تلف الأسنان، أو حدوث مشكلات أخرى. دون وعي، قد يؤدي الصرير المتكرر إلى تلف مينا الأسنان، ما يكشف الطبقة العميقة من السن المعروفة باسم العاج. قد تُسبب هذه المشكلة زيادة حساسية الأسنان وتكسرها. إذا تركت هذه المشكلات دون علاج، قد تؤدي إلى تخلخل الأسنان وفقدانها في النهاية.
  •  ألم الفك والرقبة والأذن: يُحتمل وجود صرير أسنان في أثناء النوم عند تكرار الشعور بالألم في الفك أو الأذن أو الرقبة بعد الاستيقاظ. يرجع ذلك إلى الحركة المستمرة للعضلات في هذه المناطق في أثناء النوم. قد تبدو بعض آلام الأسنان كأن مصدرها الأذن، لكن المشكلة ليست التهابًا في الأذن. إذا ترافقت آلام الأذن مع أي من الأعراض الأخرى، تجب مراجعة طبيب الأسنان لتحديد مصدر المشكلة.
  •  اضطراب المفصل الصدغي الفكي: من المعروف أن اضطراب المفصل الفكي الصدغي يتفاقم أو يحدث بسبب صرير الأسنان. تسبب اضطرابات المفصل الفكي الصدغي الألم وضعف وظيفة عضلات الفك والمفاصل. يمكن أيضًا التعرف عليه من خلال سماع صوت نقر في الأذنين. مع ذلك، من المهم معرفة أن صرير الأسنان الحاد غير المعالج فقط هو الذي يُظهر هذه الأعراض.

العوامل التي قد تسبب صرير الأسنان:

  •  نمط الحياة: قد يحدث صرير الأسنان بسبب عادات نمط الحياة غير الصحية، مثل التدخين وشرب الكحول وتعاطي المخدرات واستهلاك الكثير من مشروبات الكافيين. لهذه العادات تأثير سلبي في وظائف الدماغ والقلب والأوعية الدموية.
  •  مشكلات الأسنان: قد يؤدي صرير الأسنان إلى مشكلات في الأسنان. مع ذلك، في بعض الحالات، قد يؤدي وجود أسنان منحرفة إلى صرير الأسنان. قد يسبب وجود عضة غير طبيعية أو أسنان ملتوية ألمًا وضغطًا إضافيًا على مفاصل الفك. إضافةً إلى ذلك، قد يساهم أيضًا التهاب الفم في الطحن أو الانقباض.
  •  الدواء: قد تسبب بعض الأدوية صرير الأسنان، مثل مثبطات امتصاص السيروتونين، التي تعالج اضطرابات القلق والحالات النفسية الأخرى. أيضًا، قد تسبب مضادات الاكتئاب الأخرى، مثل الباروكستين والفلوكستين صرير الأسنان.
  •  اضطرابات النوم: تحدث العديد من حالات صرير الأسنان في أثناء النوم بسبب نشاط الدماغ في أثناء النوم، يشمل ذلك الحلم واضطرابات النوم.
  •  انقطاع التنفس في أثناء النوم: من أكثر اضطرابات النوم شيوعًا ويؤدي إلى صرير الأسنان في أثناء النوم. المشكلات العاطفية مثل القلق والتوتر والغضب والإحباط قد تؤدي إلى صرير الأسنان، إذ يطحن بعض الأشخاص أسنانهم ويضغطون عليها عند محاولة التركيز أو عند القلق.
  •  يزيد تعاطي المخدرات وشرب الكحول واستخدام الكافيين وتدخين السجائر واستخدام العقاقير الترفيهية من خطر صرير الأسنان.

تشمل عوامل الخطر الأخرى:

  •  العمر: أثبتت الدراسات أن صرير الأسنان أكثر شيوعًا بين الأطفال.
  •  التاريخ العائلي أو العوامل الوراثية: تزداد احتمالية إصابة الشخص باضطراب صرير الأسنان حال وجود حالة سابقة ضمن العائلة.
  •  حالات صحية أخرى: يرتبط صرير الأسنان بمجموعة متنوعة من الاضطرابات الصحية، مثل مرض باركنسون والخرف واضطراب الجزر المعدي المريئي والصرع والرعب الليلي واضطراب نقص الانتباه/فرط النشاط، والاضطرابات المرتبطة بالنوم مثل توقف التنفس أثناء النوم.
  •  نوع الشخصية: من المرجح أن تعاني أنواع الشخصية العدوانية أو التنافسية أو مفرطة النشاط صرير الأسنان أكثر من سواها.

لماذا يُعد صرير الأسنان ضارًا؟

يؤدي الطحن الشديد إلى كسر الأسنان أو تخلخلها أو فقدانها. تخلق الأسنان المتخلخلة مساحات في خطوط اللثة تجذب البكتيريا للنمو وتسبب في النهاية انحسار اللثة.

انحسار اللثة حالة تنسحب فيها اللثة من سطح السن، ما يؤدي إلى كشف الجذور. تؤدي هذه المشكلة في النهاية إلى فقدان الأسنان. يؤدي الصرير المزمن إلى تآكل الأسنان ما يؤدي إلى ترميم الأسنان باستخدام الجسور والتيجان والغرسات والمعالجات اللبية وأطقم الأسنان لاستعادة الأسنان التالفة.

قد يؤدي صرير الأسنان الشديد إلى كسر الأسنان أو فقدانها، ليس هذا فحسب، بل قد يؤثر سلبًا أيضًا في الفكين، ما يؤدي إلى اضطراب الفك الصدغي أو تفاقم مشكلاته، ما يؤثر في المظهر العام والوظيفة المناسبة للفكين.

هل صرير الأسنان قابل للعلاج؟

يعتمد العلاج على السبب. قد يحدد طبيب الأسنان مصدر صرير الأسنان بطرح الأسئلة وفحص الأسنان. قد ينصح طبيب الأسنان بما يلي بناء على مدى تلف الأسنان وسببه المحتمل:

  •  ارتداء واقيات ليلية: قد يكون واقي الفم -جهاز طب الأسنان أو الجبيرة الإطباقية- مفيدًا. صُممت الواقيات الليلية لتناسب الفكين العلوي والسفلي، والغرض منها إبقاء الفك في وضع أكثر استرخاء.
  •  منشفة دافئة: وضع منشفة دافئة ورطبة على جانبي الوجه عند الشعور بالألم نتيجة صرير الأسنان، تساعد على ارتخاء العضلات التي تسبب الألم نتيجة الانقباض.
  •  تقويم الأسنان أو العلاجات الترميمية: تتميز العضة غير المتساوية بأسنان لا تتلاءم جيدًا معًا. إذا قرر طبيب الأسنان أن سوء العضة هو الذي يسبب صرير الأسنان، قد يوصي باستخدام حشوات أو تيجان أو تقويم أسنان جديد لتصحيح وضع الأسنان.

اقرأ أيضًا:

المسكنات الأفيونية بعد قلع الأسنان هي الأسوأ على الإطلاق

ألم الأسنان: الأسباب والأعراض والتشخيص والعلاج

ترجمة: سلاف الغزالي

تدقيق: فاطمة جابر

المصدر