يُقصد بضخامة الرأس أن رأس الطفل أضخم من رأس بقية الأطفال في عمره ومن جنسه، فقد تكون ضخامة الرأس غير ضارة إن كانت سمة عائلية، ومن جهة أخرى قد تكون دلالة على حالة طبية حرجة. تتضمن الحالات الطبية الشائعة ضخامة الدماغ والنزف الدماغي وسائل في الدماغ والاضطرابات الجينية، أما العلاجات فنوعية تبعًا للسبب.

ما هي ضخامة الرأس؟

هي حالة تُشخص عند 2-5% من سكان الولايات المتحدة وتعني ببساطة الرأس الكبير، وفيها يكون محيط رأس الطفل أكبر من بقية الأطفال في نفس العمر والجنس. ومن الناحية التقنية يُقاس محيط رأس الطفل حول أوسع جزء من رأسه، فإن كان رأسه أكبر من رؤوس 97% من الأطفال في نفس العمر والجنس يُشار حينها إلى ضخامة الرأس.

قد تكون ضخامة الرأس دلالة على حالة تتطلب العلاج، ولكنها قد تكون أيضًا حالة عائلية غير ضارة ولا تحتاج إلى علاج، فتسمى حينها ضخامة الرأس العائلية الحميدة.

ما هي أعراض ضخامة الرأس؟

إذا كان الطفل مصابًا بضخامة الرأس العائلية الحميدة، فلن تظهر عليه أعراض أخرى غير كبر محيط الرأس غير الاعتيادي، أما الأعراض والعلامات الشائعة فتتضمن:

  •  نمو سريع للرأس.
  •  أوردة منتفخة على رأس الطفل.
  •  تتطور متأخر وعدم القدرة على التعلم.
  •  تحديق عيني الطفل للأسفل.
  •  مساحات صلبة أو منتفخة بين عظام جمجمة الطفل في مكان عدم اكتمال النمو العظمي.
  •  فقدان الشهية.
  •  وجود حالات أخرى مرافقة لضخامة الرأس، مثل الصرع أو التوحد.

ما الذي يسبب ضخامة الرأس؟

تتراوح أسباب ضخامة الرأس من الحميدة إلى الخطيرة، فإذا كان الطفل يعاني ضخامة الرأس العائلية الحميدة سيكون حجم رأسه ببساطة أكبر من المعتاد، وحجم رأسه الضخم موروث ويشبه حجم رأس فرد آخر من أفراد الأسرة.

لكن توجد أسباب أخرى أكثر ضررًا لضخامة الرأس، بعضها خُلقي يولد به الطفل، وبعضها الآخر يتطور بمرور الوقت. وتشمل هذه الأسباب:

  •  تضخم الدماغ (ضخامة الرأس).
  •  سوائل في دماغ الطفل (استسقاء الرأس)، وهي زيادة في السائل الدماغي الشوكي (CSF) حيث يدفع السائل الإضافي الدماغ داخل الجمجمة ما يزيد الضغط عليه.
  •  النزف في دماغ الطفل، ومن ضمنه التشوهات الشريانية الوريدية.
  •  فرط نمو عظام الجمجمة (فرط التعظم القحفي).
  •  أورام الدماغ.
  •  الأورام الدموية المزمنة طويلة الأمد، والأورام الدموية هي جيوب من الدم قد تسببها إصابات الرأس الناتجة عن الاصطدام مثل السقوط أو الاهتزاز.
  •  عدوى الدماغ مثل التهاب السحايا والتهاب الدماغ أو الخراج.
  •  الاضطرابات الوراثية مثل الودانة ومتلازمة X الهشة والورم الليفي العصبي نمط 1. ومتلازمة الورم العابي PTEN مثل متلازمة كاودن، ومتلازمة جورلين ومتلازمة غريغ (التصاق رؤوس الأصابع العديد).
  •  زيادة الضغط داخل الجمجمة.

كيفية تشخيص ضخامة الرأس

 قبل الولادة

يستطيع مقدم الرعاية الصحية تحديد إصابة الطفل بضخامة الرأس قبل ولادته بمراجعة نتائج اختبارات الأمواج فوق الصوتية الروتينية التي تُجرى في نهاية الثلث الثاني من الحمل أو بداية الثلث الثالث منه.

 بعد الولادة

يقيس مقدم الرعاية محيط رأس الطفل في أثناء الزيارات وحتى السنة الخامسة من عمره ويقارن الحجم بأطفال آخرين في نفس العمر وبالعائلة أيضًا. ولدى تشخيص ضخامة الرأس، فإن الخطوة التالية هي تحديد السبب.

 الفحص العصبي

يتضمن ذلك:

  •  طرح أسئلة وإجراء اختبارات لتحديد تاريخ نمو الطفل وحالته الحالية.
  •  السؤال عن تاريخ عائلي من إصابات الدماغ أو الجهاز العصبي.
  •  سؤال الأم عن إصابتها بعدوى في أثناء الحمل، أو إذا أصيب الطفل بعدوى مثل التهاب السحايا بعد الولادة، فقد يسبب ذلك استسقاء الرأس.
  •  السؤال عن تقيؤ الطفل أو معاناته نوبات الصداع التي تُلاحظ بالتغيرات في السلوك المعتاد والبكاء الذي لا يمكن تهدئته. فهذه العلامات تدل على زيادة الضغط داخل الدماغ.
  •  السؤال عن تاريخ من النوبات الصرعية لدى الطفل.

 الفحص البدني

ويتضمن ذلك قياس محيط رأس الطفل إضافةً إلى:

  •  المسافة بين عظام الجمجمة (اليافوخ) فهذه المساحات أو البقع الرخوة هي المكان الذي لم يكتمل فيه تكوين العظام بعد. عادة ما يغلق اليافوخ في الجزء الخلفي من الرأس في الشهر الثاني أو الثالث، ويُغلق اليافوخ الموجود في الجزء الأمامي بين 9-18 شهر، واليافوخ الواسع والثابت هو دلالة على زيادة الضغط داخل الجمجمة.
  •  أوردة فروة الرأس الكبيرة على رأس الطفل هي علامة على زيادة حجم الدم في الأوعية الدموية في دماغهم.
  •  يُشار إلى تحديق عيني الطفل للأسفل بدلًا من التحرك أو التحديق إلى الأمام بظاهرة غروب الشمس في مرحلة الطفولة أو غروب الشمس عند الرضيع (setting-sun eye)، وهي علامة على زيادة الضغط داخل الدماغ.
  •  عدم زيادة الوزن، أي وجود شهية ضعيفة وعدم اكتساب الوزن ويسمى بالفشل في النمو الذي قد يرتبط أحيانًا بمشكلة في الدماغ.

 اختبارات التصوير

  •  التصوير بالأمواج فوق الصوتية (US): قد يكون هذا أول اختبار تصوير يطلبه مقدم الرعاية الصحية للطفل لأنه آمن (لا يحوي إشعاع) وسريع وسهل التنفيذ ولا يتطلب تخدير. قد يُظهر اختبار التصوير هذا معظم هياكل الدماغ إن لم تغلق اليوافيخ بعد (خاصة اليافوخ الأمامي للجمجمة).
  •  التصوير الطبقي المحوري المحوسب (CT) يظهر اختبار التصوير هذا التغيرات في أنسجة المخ. ونظرًا لاستخدام الإشعاع في التصوير المقطعي المحوسب، فقد يطلبه مقدم الرعاية الصحية إذا لم تُوفر الأمواج فوق الصوتية معلومات كافية أو عندما يكون التخدير غير ممكن.
  •  التصوير بالرنين المغناطيسي السريع (MRI) هذا الإصدار الخاص من التصوير بالرنين المغناطيسي هو اختبار سريع لا يتطلب التخدير. قد يكشف عن سوائل زائدة في دماغ الطفل.

ما هي مضاعفات ضخامة الرأس؟

تتضمن المضاعفات:

  •  الضغط على جذع الدماغ داخل جمجمة الطفل.
  •  استسقاء الرأس الذي قد يؤدي إلى الوفاة إذا لم يُعالج بسرعة.
  •  نوبات الصرع.
  • تأخر النمو.
  •  وظائف المخ غير الطبيعية.

كيفية علاج ضخامة الرأس

يعتمد العلاج على السبب الرئيسي.

 ضخامة الرأس العائلية الحميدة و BESSI

إذا لم يكن لدى الطفل أي أعراض عصبية تؤثر في مراحل نموه، ويوجد تاريخ عائلي لضخامة الرأس، فمن المحتمل أن يكون حجم الرأس وراثيًا ولا حاجة للعلاج.

ضخامة الرأس العائلية الحميدة والتضخم الحميد للحيز تحت العنكبوتي في مرحلة الطفولة (BESSI) هي أيضًا حالة غير ضارة و حميدة. وفي هذه الحالة يوجد سائل دماغي شوكي إضافي في الدماغ، لكنه لا يسبب ضررًا ويزول من تلقاء نفسه دون علاج.

 ضخامة الرأس المرتبطة بأسباب وراثية

قد يلزم العلاج المستمر الذي يشمل العلاج الطبيعي والعلاج المهني وعلاج النطق واللغة والعلاج السلوكي.

تراكم السوائل في الدماغ أو نزيف الدماغ

يحتاج هذا إلى عملية جراحية لتخفيف تراكم السوائل أو وقف نزيف الدماغ.

 ورم في المخ

قد يشمل العلاج الجراحة والعلاج الكيميائي والإشعاعي والستيروئيدات.

هل الوقاية من ضخامة الرأس ممكنة؟

لا تشير كلمة ضخامة الرأس إلى حالة مرضية بالضرورة، فقد يكون الرأس الكبير حالة طبيعية وصحية تمامًا إذا كان حجم الرأس الكبير نموذجيًا في العائلة. وعليه لا يوجد شيء يمنع ضخامة الرأس. ولكن عمومًا توجد علاجات للمساعدة في إدارة أسبابه المتعددة.

ما هي التوقعات للطفل المصاب بضخامة الرأس؟

إذا كان رأس الطفل أكبر حجمًا ولكنه حقق مراحل نمو طبيعية وفحصًا عصبيًا طبيعيًا، فغالبًا ما تكون ضخامة الرأس غير مرضية وتكون النتيجة جيدة ولا حاجة إلى علاج. أما إذا كان الطفل مصابًا بضخامة الرأس والسبب مجهول، فإن التوقعات تعتمد على السبب.

متى يجب الاتصال بالطبيب؟

يجب التواصل مع مقدم الرعاية الصحية فورًا لدى ملاحظة ما يلي:

  •  منطقة لينة منتفخة على رأس الطفل.
  •  قلة في الشهية للأكل.
  •  التقيؤ.
  •  حركات العين غير عادية.
  •  الشعور بالنعاس أكثر من المعتاد.
  •  سرعة الانفعال.

كم ينمو رأس الطفل في أثناء الطفولة؟

فيما يلي مخطط بسيط لمتوسط زيادة محيط الرأس حسب العمر:

ما الفرق بين ضخامة الرأس وتضخم الدماغ؟

ضخامة الرأس هو مصطلح واسع، هذا يعني ببساطة رأس كبير بشكل غير طبيعي. ويشمل تضخم الدماغ بوصفه سببًا محتملًا، وتضخم الدماغ هو مصطلح مميز يعني دماغ كبير بشكل غير طبيعي.

اقرأ أيضًا:

ضخامة اللسان: الأسباب والأعراض والتشخيص والعلاج

لماذا تطورت أدمغتنا لتصبح بهذه الضخامة؟

ترجمة: محمد انبيعه

تدقيق: فادي الخطيب

مراجعة: محمد حسان عجك

المصدر