عند وفاة أحدهم، قد تترك كلماتك أثرًا كبيرًا. قد تصعب معرفة الشيء المناسب لقوله بعد وفاة أحدهم، لذلك نعتمد على المقولات والجمل التقليدية التي طالما استخدمناها. ولكن مع أن تعزية أحدهم أفضل من الصمت، فقد لا تكون الجمل التقليدية والمعروفة أفضل خيار لدينا وقد لا تعبر عمّا يدور بخاطرنا أيضًا.

ما عليك مراعاته عند تعزية أحدهم

يمكن أن نقول العديد من الأشياء لتعزية شخص على خسارته. مع ذلك، يجب أن تراعي بعض الأمور الأساسية قبل قول أي شيء، مثل ما يلي:

قل خيرًا. قد يمنعنا خوفنا من التفوه بكلام غير مناسب لأحدهم في فترة الحداد من قول أي شيء بالمرة. قد يشعر الشخص في فترة الحداد بالعزلة أو بالخيانة حتى في الوقت الذي يكونون في أمس الحاجة للدعم. توجد عدة طرق لمواساة ودعم الآخر، لكن من الأفضل أن تقول شيئًا محرجًا أو غير مُعبر على أن تصمت بالمرة.

من المهم أن نتذكر أنه يوجد العديد من الطرق لمواساة أحدهم. إن أردت إرسال الزهور مع بطاقة بعبارة قصيرة أو شراء العشاء لهم في مطعم ما، فهذا يظهر لصديقك أو زميلك أنهم يخطرون في بالك بطريقة مريحة لكلا الطرفين.

لا تنسى أن الأمر متعلق بهم. غالبًا، نعتمد على تجاربنا الشخصية في سبيل فهم ما يمر به أو يعانيه الآخرون. بعد فقدان أحدهم، نستطيع ذكر تجربتنا الشخصية للصديق أو الزميل لمواساته ولكن يفضّل فعل ذلك بحذر.

برغم النية الحسنة، قد يؤول الأمر إلى دعمهم لك ومواساتك أنت بدلًا عنهم ويزيد هذا من الضغط النفسي على خسارتهم الشخصية. في أثناء مواساة أحدهم، من المهم تذكر أن الأمر يتعلق بهم، لذلك من الأفضل ألا تذكر تجاربك الشخصية إن لم تكن مفيدةً أو في محلها.

يختلف الحزن من شخص لآخر. قد يتلقى الشخص دعمًا كبيرًا في الأيام الأولى من الحداد لكن هذا لا يعني أن حزنهم ينتهي بنهاية فترة الحداد. يؤثر الحزن في كل شخص بطريقة مختلفة وقد تختلف ردة فعل الشخص على كل خسارة على حدة.

في أثناء مواساة شخص حزين على وفاة شخص، لا تنسى أن الحزن يختلف من شخص لآخر وأنه لا توجد طريقة محددة للتعامل مع فقدان شخص أو وفاته. انتبه إلى ما يقولونه وما يحتاجون إليه لضمان أنك تقدم لهم أفضل دعم ممكن.

عبارات وجمل معبرة تستطيع قولها عند وفاة أحدهم

تصعب معرفة الشيء المناسب لقوله لمواساة صديق أو زميل، تجدون هنا بعض البدائل المناسبة عن جمل المواساة الشائعة والتي قد تساعد في دعمهم.

«عائلتنا تصلي لكم».

إن حضرت الجنازة بنفسك، فقد ترغب في التحدث نيابةً عن عائلتك إن لم يحضروا معك وهذا أمر لائق للغاية. قد توصل رسائل فردية من عائلتك للشخص المعني حسب طلبهم منك أو إن وجدَت علاقة مقربة بينهم، وبإمكانك أيضًا القول أن العائلة بأكملها ترسل أحر التعازي وأشد الدعم.

«لن ننساهم».

تُعد هذه أيضًا جملةً هامة، إذ تظهر للشخص أن الناس تشاركه حزنه إضافةً إلى أنها تعترف بصعوبة وواقعية الوفاة. بإمكانك إضافة أي تعليقات شخصية هنا عن الفقيد، ذكرى مشتركة في الصف أو موقف ما.

«أذكر عندما…».

إن وُجِد وقت مناسب، من اللطيف أن تشارك ذكريات وقصص عن الفقيد. غالبًا ما تكون الجنازة مزدحمةً للغاية ولكن قد تساعد القصص القصيرة من الطابع السعيد أو المضحك في رسم البسمة على وجه الشخص الحزين. بعد الجنازة، قد تكون مشاركة القصص طريقةً رائعةً لتكريم ذكرى الشخص وللإثبات لعائلته وأصدقائه مدى محبة الآخرين للفقيد.

«سأحضر العشاء».

قد يكون الدعم العملي أحد أفضل طرق المواساة. قد تُعلم الشخص أنك موجود لأي مساعدة أو دعم لكن دون أن يشعر الشخص أنه عبء على الآخرين.

لا تطلب من الشخص التفكير في الطريقة التي ستساعده بها، بل اعرض عدة اختيارات مناسبة لكما. قد يعني هذا تنفيذ بعض الواجبات مثل الاعتناء بالأطفال أو إعداد العشاء، أو ببساطة شراء العشاء لهم في أحد المطاعم حتى لا يقلقوا حيال إعداد الطعام لفترة. بعد وفاة أحدهم، يوجد العديد من الأمور الواجب فعلها لذا قد يفيد أيضًا الاتصال بخدمة للمساعدة في تنظيف المنزل خلال تجازوهم محنة الفقدان.

عبارات عليك تجنبها

عند مواساة صديق أو زميل، عليك تجنب بعض الجمل كليًا، مثل الجمل الآتية:

«على الأقل…».

بالرغم من أن هذه الجملة تهدف لإيصال رسالة أن الفقيد لم يعد يعاني من الألم أو العذاب، فقد تُقلص أيضًا من أهمية الخسارة. يُعد أثر الحزن والخسارة أهم وأكبر من هذا ومن المهم تذكر ذلك.

«كل شيء يحدث لسبب ما».

لا يوجد طريقة للتهرب من الحزن أو الخسارة وتُسبب عبارات مثل «كل شيء يحدث لسبب ما» الضيق للفرد لأنها تشعره بأن ما يشعر به أمر غير مقنع. بالواقع، قد تحدث الأشياء دون سبب أحيانًا. بدلاً من أن تحاول معالجة أو حل حزن صديقك أو زميلك، عليك ببساطة مساندتهم ودعمهم.

«إنها مشيئة الرب».

إن تشاركت أنت وصديقك أو زميلك ذات الإيمان أو المعتقد، فمن اللائق أن تلجأ للنصائح ذات الطابع الروحي أو الديني. لكن عليك تفادي فرض معتقداتك الدينية أو الروحية على أي أحد وخاصةً إن كان شخص في فترة الحداد. إن اعتبرت أن الخسارة أو الفقدان هي جزء من خطة إلهية ما أو ما شابه فهذا قد يحد من الأثر الحقيقي للوفاة على عائلة وأصدقاء الفقيد.

«أفهم ما تشعر به».

قد تقول هذا بغية التعاطف مع أحدهم ولكن قد تضع هذه العبارة كل التركيز عليك بدلًا من الشخص الآخر. وبما أن الجميع يشعر بالحزن بطريقة مختلفة، من الأفضل أن تركز على مساعدة صديقك بتجاوز محنته الحالية فقط.

«كانوا سيريدونك أن …».

عليك تفادي افتراض ما قد يريده الفقيد أو يتمناه ممن يحبه. من المهم أيضًا ألا تخبر الشخص في فترة الحداد بالطريقة التي عليه أن يحزن بها أو ما يجب عليه الشعور به. اترك لهم القرار بكيفية التعامل مع هذه الخسارة.

لا توجد طريقة واحدة للتعامل مع حزن فقدان أحدهم، يعني هذا وجود العديد من الأساليب عندما يتعلق الأمر بمساعدة صديق أو فرد من العائلة بالتعامل مع الحزن. قد تكون المساعدة ببضع كلمات لطيفة لتكريم ذكرى الفقيد، أو حتى عرض المساعدة الفعلية مثل الاعتناء بالأطفال أو إعداد الطعام أو ببساطة الاطمئنان على الشخص من وقتٍ لآخر.

بينما يمكنك تفادي عدة عبارات أو جمل في أثناء مواساة أحدهم، يُعد حضور الجنازة أو تقديم المساعدة أو مشاركة الذكريات أو الوجود بجانبهم خطوات هامة لمواساة أحدهم.

اقرأ أيضًا:

كيف نتعامل مع الفراغ الذي خلفه شخص عزيز فقدناه؟

لماذا نحزن لوفاة الشخصيات الخيالية؟

ترجمة: قمر بيازيد

تدقيق: آية فحماوي

المصدر