يحتوي عرق السوس على مركبات مفيدة مثل الغليسرهيزين وهو مضاد أكسدة ومضاد للميكروبات وله خواص مضادة للالتهاب وفوائد صحية مثل تقليل الارتجاع الحمضي.

يأتي عرق السوس من جذر نبات عرق السوس الذي ينمو في آسيا وجنوب أوروبا والشرق الأوسط.

يعود استخدام عرق السوس بوصفه دواءً إلى العصور المصرية القديمة حين كان الفراعنة يصنعون من الجذر مشروبًا حلو المذاق، ويُستخدم الآن في علاج أمراض متنوعة، وفي تحلية الحلوى والمشروبات والأدوية.

يحتوي عرق السوس على ما يقارب 300 مركب، لكن المكون الفعال الرئيسي فيه هو الغليسرهيزين المسؤول عن الطعم الحلو لعرق السوس، وعن الخواص المضادة للأكسدة والالتهاب والكائنات الدقيقة.

مع ذلك، يرتبط تناول الغليسرهيزين ببعض الآثار الجانبية، لذلك تُستخدم أحيانًا بعض منتجات عرق السوس منزوعة الغليسرهيزين.

الفوائد المحتملة:

تُظهر الأبحاث الحالية مجالًا واعدًا للاستخدامات الطبية المتعددة لعرق السوس، لكن تجب الإشارة إلى أن مزيدًا من الأبحاث ما زالت ضرورية لدعم النتائج المفيدة.

قد يساعد في علاج الأمراض الجلدية:

تشير الأبحاث إلى أن مستخلص عرق السوس قد يساعد على علاج العديد من الحالات الجلدية مثل حب الشباب والإكزيما، وقد وجدت دراسة أُجريت عام 2019 أن الكريمات الحاوية على مستخلصات عرق السوس وجذر الجنسيان ولحاء الصفصاف كانت فعالة في علاج أعراض الإكزيما أكثر من الدهانات المحتوية على الكورتيزون.

قد يساعد في علاج قرحة المعدة:

قد يساعد مستخلص جذر عرق السوس والغليسرهيزين الذي يحتويه على علاج قرحة المعدة. تتطور القروح المؤلمة في المعدة أو أسفل المريء أو في المعي الدقيق نتيجة وجود بكتيريا الملتوية البوابية.

‏وجدت دراسة أجريت عام 2023 على الحيوانات أن عرق السوس قد يستطيع تخفيف آلام القرحة المعدية بزيادة إنتاج المخاط وتخفيف الالتهاب وتحسين فلورا الأمعاء.

أجريت أيضًا دراسة عام 2016‏ شملت 120‬ بالغًا، توصلت إلى أن استهلاك مستخلص عرق السوس، إضافةً إلى العلاج الدوائي، يقلل وجود الملتوية البوابية بعد أسبوعين من الاستخدام.

قد يكون له خصائص مضادة للسرطان:

يُدرس حاليًا مستخلص جذر عرق السوس لتأثيراته الوقائية ضد أنواع معينة من السرطان، وفقًا للمعهد الوطني للسرطان.

أظهرت الدراسات التي أُجريت على الحيوانات أن جذر عرق السوس ساعد على إبطاء أو منع نمو الخلايا في سرطان الجلد، وسرطان القولون والمستقيم وسرطان الثدي.

ما زالت آثار عرق السوس على سرطانات الإنسان غير معروفة نظرًا إلى اقتصار الأبحاث على التجارب المعملية و الحيوانية.

مع ذلك، تشير الأبحاث إلى أن مستخلص عرق السوس قد يملك فعالية العلاج المعتمد لالتهاب الغشاء المخاطي الفموي، وهو أحد الآثار الجانبية للعلاج الكيميائي.

قد يُخفف من أمراض الجهاز التنفسي العلوي:

وجدت دراسة أُجريت عام 2019 أن مستخلص الغليسرهيزين من عرق السوس قد يُساعد في تخفيف الربو نظرًا إلى خصائصه المضادة للالتهابات، ويُشير الباحثون أيضًا إلى أنه قد يكون علاج الربو الأقل احتمالية للآثار الجانبية.

وجدت دراسة أخرى أُجريت عام 2019 أن شاي جذر عرق السوس ومستخلصه قد يحميان من التهاب الحلق العقدي، لكن توجد حاجة إلى مزيد من البحث.

قد يحمي من التسوس:

تشير الأبحاث إلى أن عرق السوس قد يساعد على الحماية من التسوس وعلاج المشكلات الفموية التالية:

  •  القلاع الفموي
  •  قروح الفم
  •  تسوس الأسنان
  •  التهاب دواعم السن.

مع ذلك، توجد حاجة إلى مزيد من الأبحاث بشأن الجرعات المستخدمة والشكل الأمثل من عرق السوس المناسب لصحة الفم.

فوائد محتملة أخرى:

يرتبط مستخلص جذر عرق السوس بالعديد من الفوائد المحتملة الأخرى، مثل:

  •  المساعدة في علاج مرض السكري
  •  تقليل أعراض انقطاع الطمث
  •  تعزيز فقدان الوزن
  •  علاج التهاب الكبد الوبائي سي.

توجد حاجة إلى مزيد من الأبحاث لدعم هذه الفوائد.

الآثار الجانبية المحتملة واحتياطات الاستخدام:

أقرت إدارة الغذاء والدواء أن عرق السوس آمن للاستخدام في الأطعمة عمومًا، لكنها لا تراقب المكملات الغذائية من ناحية نقاوتها أو فعاليتها أو دقة المعلومات المذكورة في ملصقات المكونات. لذلك من المهم استشارة اختصاصي الرعاية الصحية قبل تناول عرق السوس للمساعدة على علاج الحالات الصحية.

الجرعة الزائدة من عرق السوس:

قد يؤدي الاستخدام المزمن والجرعات الكبيرة من منتجات عرق السوس إلى تراكم الغليسرهيزين في الجسم، تشير الأبحاث إلى أنه في حالات نادرة قد يسبب ما يلي:

  •  ارتفاع ضغط الدم
  •  انخفاض مستويات البوتاسيوم
  •  عدم انتظام ضربات القلب
  •  فشل كلوي
  •  فشل القلب الاحتقاني
  •  وذمة رئوية.

من الأشخاص الذين ينبغي لهم تجنب استهلاك عرق السوس؟

قد يُشكل الاستخدام المزمن لعرق السوس خطرًا على المصابين بارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب وأمراض الكلى وكذلك على الحوامل والمرضعات.

التداخلات الدوائية:

أثبتت الدراسات أن جذر عرق السوس يتداخل مع العديد من الأدوية متضمنةً:

  •  أدوية ضغط الدم
  •  مميعات الدم
  •  الأدوية الخافضة للكوليسترول
  •  المدرات البولية
  •  موانع الحمل التي تحتوي على هرمون الإستروجين
  •  مضادات الالتهاب غير الستيرويدية.

يُفضل تجنب منتجات عرق السوس عند تناول أي من هذه الأدوية إلا إذا نصح الطبيب بخلاف ذلك.

الجرعة والأشكال المتوفرة من جذور العرقسوس:

يمكن شراء عرق السوس طازجًا أو مجففًا مكملًا غذائيًا، يتوفر مستخلص جذور عرق السوس بعدة أشكال منها:

  •  كبسولات
  •  مساحيق
  •  صبغات
  •  جل موضعي
  •  شاي.

كمية عرق السوس الآمنة يوميًا:

لا توجد حاليًا توصية معتمدة بجرعة محددة. أشارت دراسة عام 2021 إلى أن الجرعة تختلف حسب شكل عرق السوس والحالة الصحية المعالجة. مثلًا، يُوصى بتناول قرصين من نوع منزوع الغليسرهيزين بتركيز 380 ميللي غرام قبل الأكل لعلاج ارتجاع المريء. في حالة الربو، توجد ثلاثة خيارات:

1–5 غرامات من مسحوق عرق السوس المجفف ثلاث مرات يوميًا.

2–5 مل من صبغة عرق السوس ثلاث مرات يوميًا.

250–300 ملغم من مستخلص عرق السوس ثلاث مرات يوميًا.

مع ذلك، توصي منظمة الصحة العالمية بالحد من تناول الغليسيرهيزين إلى 100 ميللي غرام يوميًا، حدًا أقصى.

يوجد خيار آخر هو استخدام كبسولات أو مساحيق الخالية من الغليسيرهيزين، وهو المركب المسؤول عن معظم الآثار الجانبية لعرق السوس. من غير الواضح هل تقدم تلك المنتجات الفوائد الصحية ذاتها؟ لذلك من الأفضل استشارة اختصاصي الرعاية الصحية قبل استخدام أي من منتجات عرق السوس.

أسئلة شائعة:

هل يساعد عرق السوس على شفاء الأمعاء؟

تشير بعض الأبحاث إلى أن جذور عرق السوس قد تفيد في توازن فلورا الأمعاء لدى الفئران، لكن توجد حاجة إلى مزيد من الدراسات على البشر.

هل يمكن شرب شاي عرق السوس يوميًا؟

لا يسبب فنجان واحد من شاي عرق السوس آثارًا جانبية غالبًا، لكن شرب كميات كبيرة منه يوميًا قد يؤدي في حالات نادرة إلى ارتفاع ضغط الدم وانخفاض مستويات البوتاسيوم، وقد يؤدي ذلك إلى دخول المستشفى.

خلاصة:

يُستخدم عرق السوس منذ آلاف السنين لعلاج العديد من الأمراض مثل مشكلات الجهاز التنفسي واضطرابات الهضم. تُظهر مركباته النباتية تأثيرات قوية بوصفها مضادات أكسدة ومضادات التهابات ومضادات للميكروبات.

مع أن عرق السوس قد يساعد في تخفيف الارتجاع الحمضي والأكزيما والقرحات الهضمية ومشكلات صحية أخرى، توجد حاجة إلى المزيد من الدراسات الشاملة على البشر.

اقرأ أيضًا:

الجانب المظلم الخطير لعرق السوس الأسود

عرق السوس بين الفوائد والمخاطر علينا الحذر

ترجمة: ميس مرقبي

تدقيق: نور حمود

المصدر