وفقًا لتقرير فريقٍ دوليٍّ من خبراء مجال الروبوتات والذكاء الاصطناعيّ، يُعتبر تطوير وتعزيز القدرة على اتخاذ قرارتٍ أخلاقيةٍ واحدةً من أهم عشر عقباتٍ تواجه الروبوتات في المستقبل القريب.

نُشرت ورقةٌ بحثيةٌ جديدةٌ في مجلة العلوم الخاصة بالروبوتات تجمع أهم عشر عقباتٍ رئيسيةٍ لم تُحل عند الروبوتات حتى الآن.

وقد جُمعت هذه التحديات الملحة من استطلاعٍ مفتوحٍ على الإنترنت، ودُرس عن طريق فريقٍ من الخبراء بقيادة غوانغ تشونغ يانغ (مدير مركز هاملين للروبوتات الجراحية في إمبريال كوليدج لندن في المملكة المتحدة).

أربعة تحدياتٍ تتعلق بتطوير التكنولوجيا من شأنها إعادة تشكيل مستقبل الروبوتات بحيث تتخطى فكرة التروس والمحركات، وتشمل تصنيع وابتكار مواد جديدة وطرقٍ للتصنيع.

وقد يكون ذلك باستخدام وسائط تعمل بين الدماغ والكمبيوتر لزيادة القدرات البشرية لدى تلك الروبوتات، وتشمل تلك التحديات تطوير بطارياتٍ غير مكلفةٍ لكنها طويلة الأمد، وخططًا أكثر ذكاءً لجمع الطاقة؛ مثل النوم عند الإنسان والطعام على سبيل المثال، واستخدام الطبيعة كمصدر إلهامٍ عن طريق إضافة المبادئ البيولوجية إلى التصميم الهندسيّ، أو دمج المكونات الحية في الهياكل الروبوتية.

وتركز ثلاثة تحديات أخرى على المشاكل الأساسية في مجال الروبوتات: تطوير التحرك الجمعي لدى الروبوت، وتحسين الملاحة والاستكشاف، وتطوير الذكاء الاصطناعي ( أن تعلم كيفية التعلم)، واستخدام الحس السليم لاتخاذ القرارات الأخلاقية والاجتماعية.

هناك تحديان حاسمان في مجال التفاعل الاجتماعيّ، فيجب أن يتم تعليم الروبوتات فهم التعقيدات الاجتماعية البشرية، والطب؛ لأنه عند زيادة استخدام الروبوتات الذكية ستواجه مجموعةً كبيرةً من الأسئلة القانونية والأخلاقية والتقنية كذلك.

التحدي الأخير يذكرنا بالقضايا التي كثيرًا ما تبرز في الخيال العلميّ، مثل المعضلات الأخلاقية، والمشاكل الأمنية المتمثلة في دمج الروبوتات المستقلة في المجتمع.

يوصي الباحثون أن نتعامل مع هذه المخاوف المعقدة – من ناحية القواعد أو المجتمع- في وقتٍ مبكرٍ حتى وإن كانت التكنولوجيا لا تزال قيد التطوير.
أكد دكتور توبي والش (أستاذ الذكاء الاصطناعيّ في جامعة نيو ساوث ويلز)، الذي لم يشارك في تلك الدراسة لكنه يوافق على أن الأخلاق هي حقًا واحدةٌ من التحديات الكبرى التي تواجهنا في العقود المقبلة بالنسبة للروبوتات قائلًا: »نلاحظ أنه ينبغي أن نكون أكثر قلقًا بشأن المخاوف البشرية من الذكاء الاصطناعيّ، المشكلة والحل يكمنان في البشر وليس التكنولوجيا، ويجب أن يبقى ذلك في أي مستقبل.«

وأضاف دكتور والش أنَّ التحديات تفتقر إلى الرؤية، ولن تلهم الشباب اليوم الدخول إلى الميدان الخاص بالتطوير منها.

في رأيه قد يكون التحدي الكبير في مستقبل الروبوتات القريب هو بناء الروبوت لاكتشاف الحياة على أقمار النظام الشمسيّ، أو الذهاب إلى غرف المنازل والتقاط الملابس من الأرض لغسلها ووضعها لهم بعيدًا في خزانة الملابس.

ويقر الباحثون أنَّ القائمة المجمعة ليست شاملة، ولكنَّ التصدي لهذه التحديات العشرة سيكون له آثارٌ اجتماعيةٌ وسياسيةٌ واقتصاديةٌ كبيرةٌ في السنوات القادمة.


  • ترجمة: عمرو سيف
  • تدقيق: تسنيم المنجّد
  • تحرير: ندى ياغي
  • المصدر