علم النفس هو علم حديث نسبيًا.

ازدادت شعبيته في بداية القرن العشرين مع فيلهلم فونت (Wilhelm Wundt)، وفي أوج حماسهم للتعلّم أكثر وأكثر عن عملية التفكير عند البشر وتصرفاتهم، تمادى العديد من الأطباء النفسيين في تجاربهم، متجاوزين الأخلاق والقوانين الطبيعية.

على الرغم من أنّ هذه التجارب كانت غير أخلاقيّة للغاية، يجب علينا ذكر أنّ هذه التجارب قد مهدت الطريق للمقاييس الأخلاقيّة الحاليِّة، ويجب علينا أن ننظر إلى هذا الأمر على أنه أمر إيجابي.

1- دراسة الوحش (1939)

تمّت هذه الدراسة المتعلقة بالتلعثم أثناء الكلام على 20 طفلًا من الأطفال اليتامى في دافنبورت في آيوا عام 1939، من قِبَل وينديل جونسون (Wendell Johnson) في جامعة آيوا، واختار جونسون طالبته ماري تودور (Mary Tudor) للقيام بالتجربة، بينما هو من يراقب البحث.

بعد وضع الأطفال في مجموعة التجربة ومجموعة المراقبة، أعطت تودور نصف الأطفال كلامًا إيجابيًا، مادحةً طلاقة كلامهم، وأعطت كلامًا سلبيًا للنصف الآخر، حيث أنّها قللت من شأن الأطفال عند قيامهم بأبسط الأخطاء أثناء الكلام وأخبرتهم أنّهم كانوا متلعثمين.

الكثير من الأطفال اليتامى الذين كان كلامهم طبيعي والذين استمعوا إلى الكلام السلبي في التجربة عانوا من آثار نفسية سلبيّة، والبعض منهم احتفظوا بمشاكل النطق طوال حياتهم.

يُطلق على هذه الدراسة «دراسة الوحش» من قِبَل بعض أقران جونسون الذين شعروا بالرعب من قيام جونسون باختبار الأطفال اليتامى ليثبت نظريته.

تمّ إبقاء التجربة مخفيّة خوفًا من تلوث سمعة جونسون في أعقاب التجارب البشريّة التي أجراها النازيون خلال الحرب العالمية الثانية.

اعتذرت جامعة آيوا علنًا عن دراسة الوحش في عام 2001.

2- مشروع التحويل (سبعينات وثمانينات القرن الماضي)

أجبر الجيش العنصري لجنوب أفريقيا مثليي الجنس من أفراده البيض من الرجال والنساء القيام بعملية تحويل الجنس في سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي، وأجروا للعديد من أفراد الجيش عمليات خصي كيميائية وصدمات كهربائية وتجارب غير أخلاقيّة أخرى.

على الرغم من أنّ العدد الدقيق غير معروف، إلّا أنّ الجراحين السابقين للجيش العنصري يقدرون عدد عمليات تحويل الجنس الإجبارية بحدود 900 عملية، وقد تمّت بين من عام 1971 وحتى 1989 في المستشفيات العسكرية، كجزء من برنامج سري لاستئصال المثليّة الجنسيّة من الجيش.

اصطاد الطبيب النفسي الخاص بالجيش وبمساعدة قسيس مثليي الجنس المشتبه بهم في القوات المسلحة، وأرسلوهم إلى وحدة الصحّة النفسيّة في المستشفى العسكري، وبصورة رئيسية إلى الجناح 22 في إحدى المستشفيات العسكريّة بالقرب من بريتوريا.

هؤلاء الذين لم يتمّ «علاجهم» بالأدوية أو الشحنات الكهربائيّة أو العلاج الهرموني أو الطرق النفسيّة الأخرى تمّ خصيهم أو تحويلهم جنسيًا.

3- تجربة سجن ستانفورد (1971)

هذه الدراسة لم تكن غير أخلاقية بالضرورة، ولكن النتائج كانت كارثيّة، والسلوك الشرير المطلق جعلها في هذه القائمة.

قاد هذه الدراسة الطبيب النفسي المشهور فيليب زيمباردو (Philip Zimbardo) وكان الهدف منها هو دراسة سلوك الأشخاص عندما يتمّ إعطاءهم أدوار حراس سجن أو سجناء، والمعايير المتوقع منهم إظهارها.

وُضِع السجناء في مواقف مسببة لعدم الراحة، مهينة، ومؤدية إلى تبدد الشخصيّة.

لم يتمّ إعطاء الحراس أي توجيهات أو تدريب حول كيفيّة تنفيذ أدوارهم.

في البداية، كان المتطوعون غير متأكدين حول كيفيّة تنفيذ أدوارهم، ولكن بعدها لم يواجهوا أي مشكلة.

في اليوم الثاني من التجربة قام السجناء بالتمرد، مما أدى إلى استجابة شديدة من الحراس، بدأت الأمور بالانحدار من هذه النقطة.

قام الحراس بإدخال نظام امتيازات، وكان الغرض منه هو كسر التضامن الموجود بين السجناء وخلق عدم ثقة بينهم.

أصبح الحراس مجانين بالشكّ فيما يخص هروب السجناء.

أدّى هذا إلى أن يسيطر نظام الامتيازات على كل النواحي، حتى على الوظائف الجسدية للسجناء.

بدأ السجناء يمرون باضطرابات عاطفية والكآبة والشعور بالعجز.

خلال هذا الوقت، كان قسيس السجن يزور السجناء.

عرّفوا عن أنفسهم على شكل أرقام وليس أسماء، وعندما سُئلوا عن الطرق التي يودون اتباعها لكي يهربوا من السجن، كانوا حائرين، كانوا قد عاشوا أدوارهم بصورة كبيرة.

أنهى دكتور زيمباردو التجربة بعد خمسة أيّام، عندما أدرك كيف أصبح السجن حقيقيًا للمشتركين.

على الرغم من أنّ التجربة استمرت وقتًا قصيرًا، النتائج كانت مهمّة للغاية.

مقدار السرعة التي يسيء فيها الشخص استخدامه للقوة عندما يوضع في الظروف الصحيحة.

فضيحة سجن أبو غريب التي صدمتنا عام 2004 هي مثال مهم لنتائج زيمباردو.

4- التجارب السريريّة على القردة (1969)

في حين أنّ التجارب الحيوانيّة من الممكن أن تكون مهمّة للغاية في فهم البشر، وفي تطوير علاجات منقذة للحياة، فقد حدثت تجارب تجاوزت حدود الأخلاق.

تجارب الدواء التي أجريت على القردة عام 1969 هي مثال مهم.

في هذه التجربة، تمّ تدريب القردة والفئران على حقن أنفسهم بالعديد من المخدرات، مثل المورفين والكحول والكودين والكوكايين والمنشطات، وعندما تصبح الحيوانات قادرة على حقن أنفسها تُترك مع أجهزتها وكميات كبيرة من المواد المخدرة.

كانت الحيوانات مشوشة جدًا في البداية -كما تتوقع- حتى أنّ بعض الحيوانات حاولت الهروب حتى كسروا أيديهم في محاولة هروبهم.

القردة التي أخذت الكوكايين عانت من تشنجات وحتى بعضهم قام باقتلاع أصابعهم -من الممكن أن يكون سببها الهلوسات- وإحدى القردة التي تناولت المنشطات قامت بانتزاع الفرو من ذراعها وبطنها، وفي حالة المورفين والكوكائين مجتمعين، ماتت في غضون أسبوعين.

الغرض من التجربة كان لفهم آثار الإدمان والمخدرات، وهو أمر -كما نعتقد- يعلمه الأشخاص المنطقيون والأخلاقيون، ولم نكن بحاجة إلى المعاملة الشنيعة هذه للحيوانات.

5- تجربة لانديز المتعلقة بتعابير الوجه

في عام 1924، قام كارني لانديز (Carney Landis)، المتخرّج من قسم الطب النفسي من جامعة مينيسوتا بتجربة لمعرفة فيما إذا كانت المشاعر المختلفة تكوِّن تعابيرًا معينة خاصة بهذا الشعور.

الغرض من هذه التجربة هو معرفة ما إذا كان للناس تعبيرٌ مشترك عند شعورهم بالاشمئزاز أو الصدمة أو الفرح والمشاعر الأخرى.

معظم المشاركين في التجربة كانوا طلابًا.

أُخِذوا إلى المختبر وصبغت وجوههم بخطوط سوداء، من أجل دراسة حركة عضلات الوجه.

وتعرّضوا بعدها للعديد من المحفزات المصممة لتشعرهم بشعور قوي.

عندما تفاعلوا مع المحفزات، تمّ تصويرهم من قِبَل لانديز.

أُجبِر المشاركون على شم الأمونيا، والنظر إلى صور إباحية، ووضع أيديهم في وعاء مليء بالضفادع، ولكن نقطة الجدال في هذه التجربة حدثت في الجزء الأخير من الدراسة.

أُعطي المشاركون فأرًا حيًا وطلبوا منهم قطع رأسه.

في حين أن المشاركين رفضوا الفكرة، ثلثهم قاموا بهذه العملية.

أصبح الوضع أسوأ بسبب حقيقة أنّ أغلب الطلّاب لم يعلموا كيف يقومون بالعملية بطريقة إنسانية؛ ولذلك عانت الحيوانات معاناة كبيرة.

أما بالنسبة للذين رفضوا القيام بالعملية، فقد التقط لانديز السكين وقام بالعملية بدلًا عنهم.

آثار الدراسة هذه كانت أكثر أهميّة لأنّ الأدلة أظهرت أن الناس مستعدون للقيام بأي شيء تقريبًا عندما يتمّ وضعهم في موقف مشابه، ولم تثبت الأدلة أن للبشر مجموعة مميزة من تعابير الوجه.

6- ألبرت الصغير (1920)

جون واتسون (John Watson)، عالم النفس المشهور في السلوكيات كان ميالًا لاستخدام الأيتام في تجاربه.

أراد واتسون معرفة ما إذا كان الخوف استجابة فطريّة أو مكتسبة.

ألبرت الصغير، اللقب الذي تمّ إعطائه للرضيع ذي التسعة أشهر والذي اختاره واتسون من المستشفى.

تمّ تعريضه لأرنب أبيض، وفأر أبيض، وقرد، وأقنعة مع أو بدون شعر، والقطن، والصوف، وصحيفة محترقة، ولأمور متنوّعة أخرى ولمدة شهرين، ومن ثم بدأت التجربة.

وضِعَ ألبرت على مرتبة في وسط غرفة، وتمّ وضع فأر مختبر بالقرب من ألبرت وسمحوا له باللعب معه.

حتى تلك النقطة، لم يظهر الطفل أي خوف من الفئران.

فيما بعد، كان واتسون يقوم بإحداث صوت عالي من خلف ظهر ألبرت عن طريق ضرب قضيب معدني بالمطرقة، عندما يقوم الطفل بلمس الفأر.

عندما حدث هذا، كان الطفل يبكي وقام بإظهار علامات خوف عندما سمع هذا الصوت.

وبعد القيام بهذا الأمر عِدة مرات، أصبح ألبرت يصاب بعدم الراحة في كل مرة يرى بها الفأر.

قام ألبرت بربط الفأر بالصوت العالي وكان يعبّر عن استجابته للخوف عن طريق البكاء.

عمم ألبرت شعوره بالخوف على كل شيء أبيض وزغبي.

الجزء غير السعيد للغاية في هذه التجربة هو أن ألبرت الصغير لم يتعافَ من خوفه، وكان قد غادر المستشفى قبل أن يستطيع واتسون علاجه.

7- العجز المكتسب (1965)

في عام 1965، قام أخصائيا الطب النفسي مارك سيليغمان (Mark Seligman) وستيف ماير (Steve Maier) بتجربة بوضع ثلاثة مجموعات من الكلاب في ثلاث مجاميع.

الكلاب من المجموعة الأولى أطلِق سراحهم بعد وقت محدد، من دون أن يتمّ عليهم أي ضرر، الكلاب من المجموعة الثانية تمّ ربطهم على شكل أزواج، وكل كلب من كل زوج يتمّ تعريضه لصدمة كهربائية يمكن إنهاؤها عن طريق الضغط على عتلة.

أما الكلاب من المجموعة الثالثة كانت مربوطة على أزواج كذلك، وكان أحد الكلاب يتعرّض لصدمات كهربائية، ولكن الشحنات لا تتوقف عند الضغط على العتلة، كانوا يتعرضون للصدمات بصورة عشوائية وكانت الشحنات لا مفر منها، مما أدى إلى ما يُسمى بـ«العجز المكتسب».

افترضت الكلاب أنها لا تستطيع القيام بأيّ شيء لإيقاف الصدمات، وقد أظهرت الكلاب في المجموعة الثالثة علامات سريريّة للاكتئاب.

فيما بعد، تمّ وضع كلاب المجموعة الثالثة في صندوق وحدهم، وتمّ تعريضهم لصدمات من جديد، ولكنهم كانوا يستطيعون إنهاء الصدمات بسهولة عن طريق القفز خارج الصندوق.

هذه الكلاب استسلمت بكل بساطة، مظهرين علامات متعلقة بالعجز المكتسب.

8- دراسة ميلغرام (1974)

دراسة ميلغرام السيئة السمعة هي إحدى أكثر التجارب النفسية شهرةً.

أراد ستانلي ميلغرام (Stanley Milgram)، أخصائي الطب النفسي الاجتماعي في جامعة يال، اختبار موضوع الخضوع للسلطة.

نظّم تجربته مع «معلمين» والذين كانوا المشاركين الفعليين في الدراسة، و«متعلمين» والذين كانوا ممثلين.

تمّ إخبار كل من المعلمين والمتعلمين أن الدراسة كانت بخصوص الذاكرة والتعلّم.

تمّ إعطاء كل من المعلمين والمتعلمين قصاصات ورق بصورة عشوائية -هذا ما أخبروه لهم- في حين أن جميع القصاصات مكتوب عليها «معلم».

أما المتعلمين تظاهروا أنهم استلموا قصاصات تحتوي على «متعلم»، وبهذه الطريقة تمّ خداع المعلمين.

تمّ فصل كل من المجموعتين في غرفتين منفصلتين، ولم يستطيعوا سوى سماع أحدهم الآخر.

قام المعلمون بقراءة سؤال، متبوع بأربعة إجابات محتملة للسؤال.

إذا كان المتعلِّم خاطئًا في جوابه، يقوم المعلمون بتوجيه صدمات كهربائية تزداد شدتها بعد كل إجابة خاطئة.

إذا كانت صحيحة، لا يتمّ تعريض المتعلّم إلى صدمة، ويتقدم المتعلم للسؤال القادم.

في حقيقة الأمر، لم يتعرّض أيّ أحد إلى شحنة كهربائية.

تمّ ربط مسجل يحتوي على صرخات تمّ تسجيلها سابقًا وتمّ ربطها لتعمل في كل مرة يقوم بها المعلِّم بالضغط على زر الصدمة الكهربائية.

عندما وصلت الصدمة الكهربائية إلى فولتية عالية، يقوم المتعلم/الممثل بضرب الحائط بيده طالبًا من المعلم التوقف.

في النهاية، تتوقف كل الصرخات والقَرع إلى أن يعم الصمت.

في هذه النقطة، أظهر العديد من المعلمين علامات عدم ارتياح شديدة وطلبوا إنهاء التجربة.

شكك البعض في التجربة، ولكن العديد منهم تشجعوا للاستمرار وتمّ إخبارهم أنهم لن يكونوا مسؤولين عن أي نتائج.

إذا أظهر أحد المشاركين رغبته في إيقاف التجربة، يتمّ إخباره من قِبَل أحد المسؤولين عن الدراسة «أكمل رجاءً»، «تتطلب التجربة تعاونك الكامل»، «من الضروري للغاية إكمالك التجربة»، «ليس لديك حل آخر»، إذا أظهروا نيتهم في التوقف بعد التحذيرات الأربعة هذه، يتم إيقاف التجربة.

فقط 14 من 40 شخص أوقفوا التجربة قبل الوصول إلى صدمة ذات 450 فولت، مع أنّ كل المشاركين شككوا في التجربة، ولكن لم يرفض أي معلم إيقاف الصدمات بصورة جديّة قبل 300 فولت.

في عام 1981، كتب توم بيترز (Tom Peters) وروبرت وترمان الابن (Robert H. Waterman Jr) أنّ تجربة ميلغرام وتجربة سجن ستانفورد لاحقًا كانتا مرعبتين في توضيحهما للخطر الموجود في الجانب المظلم من الطبيعة البشريّة.

9- بئر اليأس (1960)

لم يكن الدكتور هاري هارلو (Harry Harlow) شخصًا عطوفًا.

يشتهر هارلو بالتجارب التي أجراها على قردة ريسوس المتعلقة بالعزلة الاجتماعية.

أخذ دكتور هارلو قردة ريسوس رضيعة كانت قد ارتبطت بالفعل بأمهاتها ووضعها في غرفة منعزلة عمودية فولاذية وحدها دون أيّ اتصال من أجل قطع الرابط بينها وبين أمهاتها.

وبقيت القردة في هذه الغرفة لأكثر من سنة.

خرجت جميع القردة من الغرفة وهي مصابة بالذهان، والعديد منها لم يتعافَ.

استنتج دكتور هارلو أن الطفولة السعيدة والطبيعية لا تحمي من الكآبة، في حين أن الكاتب العِلمي ديبورا بلوم (Deborah Blum) أطلق على النتائج هذه «نتائج الفطرة السليمة».

يعتقد جين ساكت (Gene Sackett)، من جامعة واشنطن في سياتل، أحد تلاميذ هارلو في مرحلة الدكتوراه أن حركات حريّة الحيوان في الولايات المتحدة قد بدأت بسبب تجارب هارلو.

يقول ويليام مايسون، أحد طلّاب هارلو: «هارلو استمر بالقيام بهذه التجارب إلى أن أصبح من الواضح للعديد من الناس إن عمله هذا كان يمثّل انتهاكًا للإدراك الطبيعي.

إذ أن أيّ شخص يحترم الحياة أو البشر سيجد هذا الأمر مهينًا.

الأمر يبدو وكأن هارلو قال سأبقى أقوم بهذه التجارب لعشر سنوات أخرى، والأمر الذي أوّد القيام به لاحقًا، هو أن أخلّف فوضى عارمة خلفي! إذا كان هذا هدفه، فقد قام بعمل مثالي».

10- ديفيد ريمر (1965-2004)

في عام 1965، وُلِد طفل في كندا باسم ديفيد ريمر.

في عمر الثمانية أشهر، تمّ إحضاره للمستشفى من أجل عملية اعتيادية، الختان.

ولسوء الحظ، خلال هذه العملية تمّ بتر قضيبه.

حدث هذا الأمر بسبب استخدام الأطباء لإبرة الكي الكهربائية بدلًا من مشرط الجراحة الإعتيادي.

عندما زار الوالدان الطبيب النفسي جون موني (John Money)، اقترح حلًا بسيطًا لمشكلة معقدة للغاية وهو تغيير الجنس.

كان الوالدان مضطربين للغاية من الموقف هذا، ولكنهم وافقوا على العملية في النهاية.

لم يعلموا أن نيّة الدكتور الرئيسية هي إثبات أن التنشئة -وليس الطبيعة- هي من تحدد الهوية الجنسيّة.

ومن أجل فائدته الشخصيّة، قرر استخدام ديفيد كحالة لبحثه الشخصي.

ديفيد، الذي أصبح بريندا، مرّ بعملية بناء مهبل وتمّ تزويده بالمكملات الهرمونية.

اعتبر الدكتور موني أن التجربة ناجحة، متجاهلًا الآثار السلبيّة لعملية بريندا الجراحية.

كانت تصرفات بريندا تصرفات ذكر بصورة كبيرة وكانت تعاني من مشاعر متضاربة ومشوشة بخصوص العديد من المواضيع.

والأسوأ من كل هذا، لم يخبرها والداها عن الحادث المروّع الذي عانت منه في طفولتها.

سبّب هذا الأمر خوفًا مدمرًا في العائلة.

كانت والدة بريندا ميالة للانتحار، والدها كان معاقرًا للكحول، أما أخوها فقد كان مصابًا بإحباط شديد.

وأخيرًا، أخبر والدا بريندا ابنتهم الخبر بخصوص جنسها عندما أصبح عمرها أربعة عشر عامًا.

قررت بريندا أن تصبح ديفيد من جديد، توقفت عن أخذ الأستروجين، ومرّت بعملية إعادة بناء قضيب.

لم يقل دكتور موني أيّ شيء بعد تصريحه بنجاح العملية، تاركًا العديد من التفاصيل المرتبطة بمعاناة ديفيد مع هويته الجنسية.

في عمر الـ38، عام 2004، أقدم ديفيد على الانتحار.


  • ترجمة: سنان حربة.
  • تدقيق: صهيب الأغبري.
  • تحرير: عيسى هزيم.
  • المصدر