إن علامات الولادة –يُقال عنها أحيانًا الوحمات– هي علامات ملونة تظهر غالبًا على الجلد، وعادةً ما تظهر عند الولادة أو لاحقًا.

هناك أنواع عديدة ومختلفة من علامات الولادة وبعضها شائع جدًا.

ولكن هناك نوعان رئيسيان من علامات الولادة:

  • العلامات الوعائية (غالبًا ما تكون حمراء، أرجوانية، أو وردية)، وهي ناجمة عن أوعية دموية غير طبيعية في داخل أو تحت الجلد.
  • العلامات الصبغية (عادةً ما تكون بنية)، وهي ناجمة عن تركٌّز الخلايا الصباغية.

ودائمًا ما تحدث العلامات الوعائية في منطقة الرأس والعنق، وبشكل رئيسي في الوجه.

ولكن كِلا النوعين يمكن ظهوره في أي مكان، حتى داخل الجسد!

إذا تأثرت الأوعية الدموعية السطحية أو أصيبت فسوف تظهر علامة وعائية دموية حمراء، أو أرجوانية، أو وردية في منطقة الإصابة، وإذا كانت الأوعية المصابة عميقة، فسوف تظهر العلامة زرقاء.

والعلامة المصطبغة هي علامات سمراء أو بنية في البشرة.

العلامات الوعائية

فيما يلي بعض العلامات الوعائية الأكثر شيوعًا:

اللطخة السلمونية (علامة طائر اللقلاق)

إن اللطخات السلمونية هي لطخات أو علامات مسطحة وحمراء والتي يمكن ظهورها في الجفون والعنق وجبهة الرأس عند الولادة.

ويعد هذا النوع هو أكثر الأنواع شيوعًا ويحدث تقريبًا لدى نصف أطفال العالم.

كما أن معظم «اللطخات السلمونية» سوف تبهت تمامًا خلال شهور، ولكن إذا ظهرت في الجبهة، فمن الممكن أن تختفي خلال أربع سنوات.

وعلى صعيد آخر فإن العلامات في ظهر العنق تستمر لفترة أطول.

وتصبح «اللطخات السلمونية» أقل ملاحظة عندما يبكي الطفل حيث أنها تمتلئ بالدم وتصبح داكنة أكثر.

الورم الوعائي الدموي

الأورام الوعائية الدموية، والمعروفة أيضًا بعلامات الفراولة، هي علامات بارزة لدى البشر وعادةً ما تكون حمراء، ويمكنها الظهور في أي مكان في الجسم.

في بعض الأحيان، تظهر الأورام الوعائية الدموية عميقًا في الجلد، ومن الممكن أن تجعل لون البشرة أزرقًا أو أرجوانيًا.

وتعد هذه العلامات شائعة وخاصة لدى الفتيات، علاوة على ذلك، فهي تصيب نحو 5% من الأطفال بعد الولادة مباشرة.

وهي تزداد بسرعة في الحجم ولا سيما في أول ستة أشهر من تكوينها قبل أن تنكمش وتختفي خلال سبع سنوات تقريبًا.

وقد تحتاج الأورام الوعائية الدموية التي تتضخم بسرعة عالية، أو تلك التي تتداخل وتعيق الرؤية أو التغذية، إلى علاج.

التشوهات الشُعيرية «الوحمة نبيذية اللون»

إن التشوهات الشُعيرية، والمعروفة باسم «الوحمة نبيذية اللون» هي علامات مسطحة حمراء أو أرجوانية اللون، وتصيب عددًا قليلًا جدًا من الأطفال حديثي الولادة، ومن الممكن أن تختلف في الحجم حيث يترواح حجمها بين القليل المليميترات إلى بعض السنتيميترات في القُطر.

الوحمات النبيذية دائمًا ما تظهر في جانب واحد من الجسم وفي الغالب تظهر في الوجه، منطقة الصدر، والظهر (وعلى الرغم من ذلك يمكنها أن تظهر في أي منطقة من الجسم).

وتميل هذه العلامات أن تكون حساسة إلى الهرمونات، بالإضافة إلى أن هذه العلامات تصبح أكثر وضوحًا وأسهل في الملاحظة في فترات الحمل، والاحتلام وفي سن انقطاع الطمث لدى النساء. ومعظم تلك العلامات يكون دائمًا ومن المحتمل أن يصبح اللون أكثر عمقًا ووضوحًا عبر الزمن.

علامات الولادة الصبغية

بعض العلامات الصبغية الأكثر شيوعًا:

بقع القهوة بالحليب- Café-au-lait spots:

هي بقع في الجلد لونها كلون القهوة: أي بنية.

ومعظم الأطفال لديهم واحدة أو اثنان منهم، ولكن إذا كانت أكثر من ست بقع خلال الفترة التي يكون فيها الطفل ذو خمس سنوات، فيجب أن تراجع طبيبك العام، فمن الممكن أن تكون إحدى علامات الورم العصبي الليفي (مجموعة من الحالات الجينية التي تتسبَّب في نمو الأورام حول الأعصاب).

البقع المنغولية:

هي علامات ولادة لونها أزرق-رماد، وشكلها يبدو كشكل الكدمات، وهي تظهر منذ الولادة.

ومن السهل رؤية تلك العلامات لدى الأشخاص أصحاب البشرة السمراء والداكنة، وفي العادة تظهر أسفل الظهر أو الأرداف.

وعلى الرغم من ذلك فيمكن أن تظهر تلك العلامات في أي مكان في الجسم أو الأطراف.

ويمكن للبقع المنغولية أن تبقى لمدة شهور أو سنوات، ولكن في المعتاد تختفي عندما يصبح عمر الطفل أربع سنوات.

وتكاد تكون تلك العلامات غير ضارة على الإطلاق ولا تحتاج لعلاج، وقد يحدث لبث بين تلك العلامات والكدمات العادية.

الوحمة الخُلقية الصبغية أي ميلانينية – الخلايا :Congenital Melanocytic naevi

إن الوحمات الخُلقية صبغية الخلايا والمعروفة أيضًا باسم الشامات الخُلقية، هي شامات سوداء أو بنية كبيرة الحجم نسبيًا، وتظهر منذ الولادة.

وهذه الوحمات شائعة جدًا، وترجع الأسباب وراء ظهورها إلى النمو الزائد للخلايا الصبغية في البشرة، فمعظم الوحمات الخُلقية ميلانينية الخلايا تصبح أصغر وأقل ملاحظة نسبيًا مع الوقت، على الرغم من كونها تزداد دُكنًا أثناء الاحتلام، أو أن تصبح ذات شعر أو كثيرة الحُفر والنتوءات.

ويتراوح حجم الوحمة من أقل من 1.5 سم (حوالي 0.6 بوصة) إلى أكثر من 20 سم (حوالي 7.9 بوصة) بطول القطر.

وخطورة تطور هذه الوحمات وتحولها إلى سرطانٍ في البشرة قليل، ولكن تزداد الخطورة مع تزايد حجم الوحمة.

ما الذي يُسبِّب علامات الولادةأو الوحمات؟

لم يُفهم إلى الآن السبب وراء تكوُّن علامات الولادة، ولكن المعروف أنها غير مورثة، فعلامات الولادة الوعائية تنتج من أوعية دموية غير طبيعية في أو تحت الجلد، وعلامات الولادة الصبغية تحدث نتيجة عناقيد من الخلايا الصبغية.

ومن المعتقد أن الوحمة نبيذية اللون تحدث لأن الأعصاب التي تتحكم باتساع أو ضيق الشعيرات الدموية لا تعمل بشكل طبيعي أو لا يوجد الكثير منها، وهذا يعني أن الدم المنقول إلى البشرة في هذه المنطقة ينتقل بشكل دائم، وهذا هو ما يتحكم بلونها إن كانت حمراء أو أرجوانية.

وترتبط الوحمة النبيذية في بعض الأحيان بحالات أخرى، مثل متلازمة «Sturge-Weber syndrome» ومتلازمة «Klippel-Trenaunay syndrome».

علاج علامات الولادة أو الوحمات:

إن معظم علامات الولادة غير ضارة ولا تحتاج إلى علاج.

فبعض الأنواع تختفي وتبهت عبر الزمن، في حين أن أنواعًا أخرى مثل الوحمة النبيذية سوف تبقى دائمًا إذا لم تُعالَج.

وفي بعض الحالات، من اللازم أن تُعالَج علامة الولادة لأسباب طبية، مثل إذا كانت الأورام الوعائية الناقلة تعيق مخارج الهواء، وتؤثر على الرؤية، أو أن تتقرح.

كما قد يُقرر بعض الأشخاص البحث عن العلاج لأسباب تجميلية فقط.


  • إعداد: أحمد عبد القادر
  • تدقيق: هبة فارس

المصدر