الخصائص الكهربائيّة والميكانيكيّة والحراريّة الإستثنائيّة لأنابيب الكربون النّانويّة تجعلُ منها مادّة جذّابة لصانعي الإلكترونيّات. رغم ذلك، اعتقد العلماء أنّ إنشاء كثافة مرتفعة من إسطوانات الغرافين الصّغيرة بالكيفيّة الّتي نحتاجها للإلكترونيات سيكون صعبًا.

أمّا الآن، فقد رَسَمَ فريقٌ من جامعة كامبردج في إنجلترا تقنية بسيطة للزّيادة من كثافة “غابات” الأنابيب النّانويّة الّتي تمّ إنشاؤها على دعائم موصلة حوالي خمس مرّات زيادة على التّقنيات السّابقة (“غابات” لأن تجمّعات أنابيب الكربون النّانويّة تبدو شبيهة بالغابات). الأنابيب النّانويّة ذات الكثافة المرتفعة قد تعوّض يومًا ما بعض العناصر الإلكترونيّة المعدنيّة، ممّا سيقود إلى أجهزة أسرع. الباحثون قد نشروا ما توصّلوا إليه في مجلّة “Applied Physics Letter”.

يقول جون روبرتسون، أستاذ مجموعة الأجهزة الإلكترونيّة والموادّ في دائرة الهندسة في جامعة كامبردج: “جانب الكثافة المرتفعة غالبًا ما يتمّ تجاهله في العديد من عمليّات إنشاء الأنابيب النّانويّة، وهي خاصّيّة غير إعتياديّة في مقاربتنا،” ثمّ يضيف “الغابات ذات كثافة مرتفعة هامّة لتطبيقات معيّنة لأنابيب الكربون النّانويّة، مثل الرّوابط الإلكترونيّة والرّوابط الحراريّة”.

روبرتسون و زملاؤه أنشأوا أنابيب كربون نانويّة على سطح ناقل من النّحاس كان مُغطّى بالكوبّالت والموليبدينوم اللّذان عملا كموادّ محفّزة مساعدة. و في مقاربة غير مألوفة، أنشأ الباحثون الأنابيب في حرارة أقلّ من تلك المتعارف عليها في صناعة أشباه الموصلات. عندما تمّ تحليل التّفاعل بين الموادّ عبر التّحليل الطّيفي للإنبعاثات الضّوئيّة بالأشعّة السينية، إتّضح تكوّن أرضيّة داعمة تتجذّر فيها الغابة. نموّ الأنابيب النّانويّة الّذي لحق ذلك أشار إلى أكبر نسبة كثلة بالمقارنة للكثافة تمّ تحقيقها حتّى الآن.

و يقول الباحث هيساشي سوجيم من كامبردج: “في الإلكترونيّات الميكروسكوبيّة، قد يحل مقاربة إنشاء غابات أنابيب كربون نانويّة على موصلات محل الرّوابط الحاليّة المبنيّة على النّحاس في الجيل القادم من الأجهزة”. في المستقبل، قد تساعد غابات أنابيب كربون نانويّة على تطوير موادّ ربط حراري، إلكترودات بطّاريّات و كذلك مكثّفات خارقة.


 

مصدر