توجد أسباب عديدة قد تجعل العثور على الأوردة أمرًا شاقًا عندما يكون المريض بحاجة لحقن العلاج عبر الوريد أو عند سحب الدم لإجراء الفحوصات المخبرية.

يحتاج معظم الأشخاص فحص الدم في مرحلة ما في حياتهم، وهذا الفحص يتطلب عينة دم تُؤخذ من الوريد في السطح الداخلي من المرفق، ربما يسبب هذا الإجراء البسيط كدماتٍ في بعض الأحيان عندما يواجه المختص في عملية سحب الدم صعوبات لتحديد مكان وريد المريض.

ولكن لماذا يصعب إيجاد وريد المريض بعض الأحيان؟

يشرح الدكتور مارك وايتلي، استشاري جراحة الأوردة واختصاصي الأوردة في عيادة وايتلي، وهي سلسلة مراكز لعلاج الأوردة في إنجلترا، وجود عدة أسباب وراء المصاعب التي قد تواجه المختصين في تحديد مكان الأوردة أو تحسسها، بما في ذلك عمق تلك الأوردة و حجمها، ومستوى التوتر لدى المراجع وهل كان يعاني من الجفاف أم لا؟

أشار وايتلي إلى أن السبب وراء الصعوبات في تحديد الوريد قد يكون عوامل خارجية مثل الأدوات المستخدمة في عملية سحب الدم أو درجة حرارة الغرفة.

التقنية المناسبة في عملية سحب الدم هي وضع الشريط أعلى الذراع حول العضلة ذات الرأسين، الهدف هو توسيع الأوردة في أسفل اليد. فور توسع تلك الأوردة حينها يمكن سحب الدم باستخدام حقنة تحت الجلد، لكن إذا كان الشريط قد وُضع بطريقة ضيقة أو رخوة جدًا فإن الوريد قد لا يبرز عند سطح الجلد.

يضخ القلب الدم الشرياني عبر الشرايين عند مستوى ضغط مرتفع، بينما يعود الدم الوريدي إلى القلب عبر الأوردة الموجودة في الذراع عند مستوى ضغط منخفض.

قال وايتلي: «إذا كان الشريط حول الذراع ضيقًا فلن يصل الدم إلى الجزء السفلي من الذراع وقد لا تمتلئ الأوردة، وإذا كان الشريط رخوًا جدًا فإن الدم الوريدي قد يتسرب لأسفل الشريط وقد يؤدي إلى انكماش الأوردة».

درجة الحرارة مهمة للغاية لأن سطح الوريد هو جزء من نظام السيطرة على درجة حرارة في الجسم، قال وايتلي: «عندما تكون درجة حرارة الجسم مرتفعة جدًا فإن جميع الأوردة تتوسع لتساعد على فقدان الحرارة، ولكن عندما تكون درجة حرارة الجسم منخفضة فإن الجسم يفرز هرمونات لتقليص تلك الأوردة ويصغر قُطرها فتكون عملية توسيع تلك الأوعية مستحيلة عمليًا».

قد يكون وريد الشخص صغيرًا جدًا أوعميقًا للغاية فيكون من الصعب للغاية تحديد ذلك الوريد أو تحسسه.

يقول وايتلي: «من الصعب تحسس موقع الوريد وتحديده إذا كان موقعه بعيدًا عن الجلد خصوصًا لدى الأشخاص الذين يعانون من السمنة المفرطة».

وأضاف أن بعض الأشخاص يكون وريدهم متموجًا ويتحرك باستمرار وقد يتغير موضعه في أثناء دخول الحقنة.

غالبًا، يكون لارتفاع مستوى التوتر والقلق دور في صعوبة تحديد الوريد، فعند ارتفاع مستوى القلق والتوتر فإن الأوعية الدموية في الجلد ستتقلص في استجابة لوضع القتال أو الهروب، بينما الأوردة التي تغذي العضلات فإنها ستتمدد.

قال وايتلي: «نتيجة للقلق والتوتر الشديد فإن الأوعية الدموية ستتقلص فيصاب المريض بالشحوب، وعلى هذا النحو سيكون من الصعب للغاية توسيع تلك الأوردة لإجراء عملية سحب عينة الدم».

السبب الآخر الذي يشكل عائقًا في عملية تحديد الوريد هو الجفاف والحالات الأخرى التي تؤثر في كمية الدم في جسم المريض مثل الصدمات أو اضطرابات في نشاط الجسم تحصل بعد إجراء العمليات الجراحية وأهم أعراضها هو نقص حجم الدم في الجسم، أو العمليات الجراحية التي سبق وأن أجريت في المناطق التي توجد فيها الأوردة، وهذا يجعل ثبات تلك الأوردة أمرًا صعبًا.

أوضح وايتلي أن المريض الذي قد أجرى عدة فحوصات تتطلب سحب الدم من الوريد أو خضع لحقن العلاج عبر الوريد أو كان قد خضع لعملية جراحية تؤثر في الأوردة في الذراع قد يؤدي إلى غياب الأوردة التي قد تضررت بشدة لدرجة أنه لا يمكن سحب الدم منها.

اقرأ أيضًا:

تقنية جديدة بالأشعة تكشف مكان الأوردة الدموية

كيف تنشأ الأوعية الدموية بمواصفات مختلفة لتغذية أعضاء متعددة؟

ترجمة: ياسين أحمد

تدقيق: باسل حميدي

المصدر