يُعد المغنيسيوم معدنًا أساسيًا في جسم الإنسان؛ إذ يدخل في أكثر من 300 عملية حيوية في جسم الإنسان، إلّا أنّ زيادة نسبته في الدم تشكل خطرًا على الصحة.

المصطلح الطبي المُعبر عن هذه الحالة هو (فرط مغنيسيوم الدم) hypermagnesemia، ويُعد فرط جرعة المغنيسيوم المسبّب الرئيسي لها؛ إذ يبلغ المعدل الطبيعي للمغنيسيوم في الدم 1.7 – 2.3 mg/dl، في حين تشير زيادة نسبته عن 2.6 mg/dl إلى حدوث فرط مغنيسيوم الدم.

يحدث فرط مغنيسيوم الدم عادًة عند الذين يعانون من حالات مرضية سابقة مثل الفشل الكلوي، فمن النادر حدوث هذه الحالة عند الأشخاص الأصحاء كما تتسبب بها الجرعات الزائدة من المتممات أو بعض الأدوية.

أعراض فرط جرعة المغنيسيوم:

يمكن أن يُلاحظ على المرضى الذين لديهم امتصاص عالٍ للمغنيسيوم الأعراض الآتية:

  •  خمول.
  •  تورد الوجه.
  •  إسهال.
  •  غثيان.
  •  مغص.
  •  إقياء.
  •  اكتئاب.
  •  ضعف العضلات.
  •  عدم انتظام ضربات القلب.
  •  ضغط دم منخفض.
  •  احتباس البول.
  •  صعوبات في التنفس.
  •  توقف القلب.

ما احتمالية حدوث فرط جرعة المغنيسيوم؟

من النادر حدوث فرط في جرعة المغنيسيوم عند الناس الأصحاء، أو بسبب النظام الغذائي، إنما تحدث بسبب الجرعة العالية منه المأخوذة من المتممات أو الأدوية، وتسبب أعراضًا خفيفة لفرط الجرعة مثل الإسهال، والغثيان، والمغص.

الأشكال الآتية من المغنيسيوم الأكثر احتمالًا في تسبب الأعراض السابقة:

  •  كربونات المغنيسيوم.
  •  كلوريد المغنيسيوم.
  •  غلوكونات المغنيسيوم.
  •  أكسيد المغنيسيوم.

نادرًا ما تُوفر الجرعة العالية جدًا من المتممات أو الأدوية أكثر من 5000 mg من المغنيسيوم يوميًا، هذه الكمية تسبب سُمية بالمغنيسيوم، من بين تلك الأدوية الملينات أو مضادات الحموضة.

تطرح الكلية المغنيسيوم الزائد من الجسم، ويكون امتصاصه أكثر عند الذين لديهم مشاكل بولية، أو فشل كلوي. لذلك ينصحهم الأطباء بتجنب المتممات والأدوية التي تحتوي عليه.

عوامل الخطورة والعلاج:

تشمل عوامل الخطورة لفرط جرعة المغنيسيوم:

  •  وجود أمراض الكلية.
  •  وجود حالات طبية أخرى، مثل: قصور الغدة الدرقية أو داء أديسون أو اضطرابات الجهاز الهضمي.
  •  أخذ متممات أو أدوية تحتوي على المغنيسيوم بكميات كبيرة.

يكون العلاج الأول لفرط المغنيسيوم في الدم هو إيقاف استهلاك المتممات، أو الأدوية التي تحتوي عليه. وتشمل العلاجات الأخرى:

  •  سوائل وريدية.
  •  مُدرات البول.
  •  غسيل الكلى.

من الممكن أن يُحقن كالسيوم وريدي في حال كان فرط المغنيسيوم حادًا.

الأدوية التي تحتوي على المغنيسيوم:

تحتوي الملينات على كميات عالية من المغنيسيوم نظرًا لتأثيراتها المُلينة الطبيعية؛ إذ تُؤمّن هذه الأدوية كميات منه أكثر من الكمية الموصى بها، إلّا أنّ الجسم لا يمتص هذه الكمية كلها.

مثلًا: تحتوي ملعقة كبيرة من حليب المغنيسيا على 500mg من عنصر المغنيسيوم، وتصل الجرعة اليومية للبالغين إلى أربع ملاعق كبيرة يوميًا، لكن الجسم يطرح كثيرًا منه بسبب تأثير الدواء المُلين.

تحتوي بعض أدوية الشقيقة والأدوية المستعملة في علاج عسر الهضم وحرقة المعدة على المغنيسيوم، لذلك تُؤخذ هذه الأدوية تحت إشرافٍ طبي فقط.

لماذا نحتاج إلى المغنيسيوم؟

يحتاج الجسم إلى المغنيسيوم للبقاء بصحة جيدة، فهو أساسي في كثيرٍ من العمليات الحيوية مثل:

  •  وظيفة العضلات.
  •  وظيفة الأعصاب.
  •  تركيب البروتين.
  •  تكوين العظام.
  • تركيب DNA.
  •  إنتاج الطاقة.
  •  صحة القلب.
  •  الحفاظ على مستويات السكر في الدم.
  •  الحفاظ على ضغط الدم.

تشير بعض الدراسات إلى أن المغنيسيوم قد يساعد في علاج أو منع الحالات الآتية:

  •  ضغط الدم المرتفع.
  •  أمراض القلب.
  •  النمط الثاني من داء السكري.
  •  هشاشة العظام.
  •  الصداع النصفي.

على الرغم من ذلك، فإنّ تأكيد تأثيرات المغنيسيوم في هذه الحالات يتطلب مزيدًا من الدراسات.

نقص المغنيسيوم:

يُعد نقص المغنيسيوم في الدم أكثر شيوعًا من فرط مغنيسيوم الدم، خاصًة عند الناس الأصحاء؛ إذ تُشير بعض الدراسات إلى أنّ 10-30٪؜ من الأفراد لديهم مستويات منخفضة من المغنيسيوم.

يوصي مكتب المكملات الغذائية في المعاهد الوطنية الأمريكية للصحة بالكميات اليومية المسموح بها من المغنيسيوم والتي تبلغ:

  •  400-420mg للرجال البالغين
  •  310-320mg للنساء البالغات
  •  350-360mg في أثناء الحمل

تشمل عوامل الخطورة لعوز المغنيسيوم:

  •  داء كرون وغيرها من أمراض الجهاز الهضمي.
  •  النمط الثاني من داء السكري.
  •  اضطراب تعاطي الكحول.
  •  التقدم بالعمر.
  •  بعض الأدوية، مثل مثبطات مضخة البروتون ومدرات البول.
  •  الإناث المراهقات، بمعدلٍ متوسط، قد يحصلن على كمية مغنيسيوم قليلة من النظام الغذائي.

مصادر المغنيسيوم:

يمكن استيفاء احتياجات المغنيسيوم من النظام الغذائي والمتممات الغذائية. من الأطعمة التي تحتوي على المغنيسيوم:

  •  البقوليات، مثل الفاصولياء السوداء والفاصولياء البيضاء.
  •  المكسرات، بما فيها اللوز والكاجو والفول السوداني وزبدة الفول السوداني.
  •  الحبوب الكاملة، مثل الأرز البني والشوفان.
  •  البطاطا وتحديدًا عندما تُؤكل مع قشرتها.
  •  الخضار الورقية الخضراء، مثل السبانخ.
  •  حبوب الإفطار المُدعمة.
  •  منتجات الصويا، مثل حليب الصويا.
  •  منتجات الألبان، مثل الحليب والزبادي.

لا حاجة إلى الحد من كمية المغنيسيوم في النظام الغذائي إذ باستطاعة الجسم أن يُفرزه عبر الكلى على نحوٍ طبيعي.

المتممات:

معظم الأشخاص لا يحصلون على كميات كافية من المغنيسيوم من الوجبات الغذائية وحدها، لذلك يحصلون عليها من المتممات، وفي الوقت نفسه فإنّ أخذ المتممات يُوفر كميات زائدة من المغنيسيوم. لذلك لتجنب فرط الجرعة يجب عدم أخذ أكثر من 350 mg من المغنيسيوم يوميًا.

مصادر المغنيسيوم الموضعية:

تدعم بعض الدراسات فكرة أنّ الجسم يستطيع امتصاص المغنيسيوم عبر الجلد في عملية تسمى (الامتصاص عبر الجلد) transdermal absorption ، لهذا السبب يمكن أن يحصل الأشخاص عليه باستعمال أملاح إبسوم أو زيوت المغنيسيوم الموضعية

كيف يمكن معرفة أن الشخص لا يحصل على كمية كافية من المغنيسيوم؟

في حال الشك في أنّ الشخص لا يحصل على كفايته من المغنيسيوم من الوارد الغذائي تجب ملاحظة هذه الأعراض: تقلصات عضلية، أو تشنجات وزيادة في الإرهاق، وزيارة الطبيب لإجراء فحوص دموية ومعرفة مستويات المغنيسيوم في الدم.

اقرأ أيضًا:

فوائد المغنيزيوم الصحية

المغنيزيوم: مصادره وفوائده وتأثيراته في الجسم

ترجمة: سوزان محمد

تدقيق: ريمي سليمان

المصدر