يعد فرط ضغط الدم الانبساطي نوعًا من أنواع ارتفاع ضغط الدم. لايعلم الأطباء لماذا يحدث بدقة ولكن قد تسهم السمنة وارتفاع مستويات الشحوم الثلاثية والتدخين والكحول فيه، وقد تساعد الأدوية ونمط الحياة غالبًا على ضبطه.

يصف الأطباء ضغط الدم برقمين هما: الانقباضي والانبساطي. تعرض قراءة الضغط إذ يظهر الرقم الانقباضي فوق الانبساطي. يقيس الضغط الانقباضي ضغطَ الدم خلال انقباض القلب بينما يقيس الانبساطي الضغط في الفترة بين النبضات القلبية.

توضِح جمعية القلب الأميركية – American Heart Association – AHA أن الناس يشددون كثيرًا على الرقم الانقباضي. ومع ذلك، فإن كل زيادة بمقدار 10 مليمترات من الزئبق (ملم زئبقي) في الضغط الانبساطي ما بين 40-89 تضاعف خطر الإصابة بأمراض القلب أو السكتة الدماغية.

يعرف الأطباء فرط ضغط الدم الانبساطي المعزول (IDH) بأنه أعلى من 80 ملم زئبقي لدى الأفراد ذوي الضغط الدموي الانقباضي الطبيعي.

يناقش المقال الأسباب الشائعة لفرط ضغط الدم الانبساطي والمخاطر المرافقة له وكيفية منع ارتفاع ضغط الدم والخيارات العلاجية.

أسباب فرط ضغط الدم الانبساطي:

إذا كان لدى الفرد فرط ضغط الدم، فهو يعاني من ارتفاع ضغط الدم الانقباضي والانبساطي معًا.

ومع ذلك، يحدث ارتفاع ضغط الدم الانبساطي في فرط ضغط الدم الانبساطي المعزول IDH أيضًا.

يصنف الأطباء المرحلة 1 من IDH على أنها ضغط الدم الانبساطي ما بين 80-89 ملم زئبقي. يصنفون المرحلة 2 من IDH على أنها ضغط دم انبساطي أعلى من 90 ملم زئبقي.

يعد IDH غير شائعٍ ويمثل أقل من 20٪ من حالات ارتفاع ضغط الدم.

لا يعرف الأطباء لماذا قد يصاب الفرد بفرط ضغط الدم الانبساطي، ويقترحون أن تضيق الشرايين يسبب ذلك بفعل الهرمونات في الجسم.

الأسباب الشائعة لفرط ضغط الدم الانبساطي المعزول:

  •  اضطرابات الغدد الصماء.
  •  اضطرابات الأوعية الكلوية.
  •  انقطاع التنفس أثناء النوم.

أظهرت دراسة العلاقة بين انقطاع النفس أثناء النوم الحاد وارتفاع ضغط الدم الانبساطي.

تشمل بعض الأسباب المحتملة التي يمكن الوقاية منها لـ IDH ما يلي:

 السمنة:

يربط الأطباء عادةً ارتفاع ضغط الدم مع السمنة. مع ذلك، يربطون أيضًا بين زيادة الوزن والسمنة مع فرط ضغط الدم الانبساطي المعزول IDH.

يمكن أن يتخذ أي شخص خطوات للوصول إلى وزن معتدل باتباع نظام غذائي صحي وممارسة الرياضة لتقليل خطر IDH.

إذا وجدوا صعوبة في إجراء تغييرات في النظام الغذائي أو زيادة النشاط البدني، قد يقترح الطبيب خيارات بديلة لإدارة الوزن.

 استهلاك الكحول:

تظهر بعض الدراسات أن استهلاك الكحول يسهم في ارتفاع ضغط الدم الانبساطي المعزول.

توصي AHA بألّا يستهلك الذكور أكثر من مشروبين كحوليين في اليوم وألّا تستهلك الإناث أكثر من مشروب كحولي واحد في اليوم، من أجل المساعدة في منع ارتفاع ضغط الدم.

تنص AHA أن شرابًا واحد يعادل إما:

  •  12 أونصة (oz) من البيرة.
  •  4 أونصة من النبيذ.
  •  1.5 أونصة من المشروبات الروحية بنسبة 80
  •  1 أونصة من المشروبات الروحية بنسبة 100

تربط الأبحاث بين التدخين و IDH. على سبيل المثال، وجدت دراسة في الصين أن من بين الأفراد ذوي الأعمار 90 عامًا أو أكثر، يزيد التدخين المفرط الحالي أو السابق من ضغط الدم الانبساطي.

يعد ارتفاع الشحوم الثلاثية أو دهون الدم سببًا محتملاً آخر لـ IDH، ويربطها الأطباء أيضًا بالمخاطر الصحية الأخرى.

يعاني واحد من كل ثلاثة أمريكيين تقريبًا من ارتفاع نسبة الشحوم الثلاثية. فعندما تكون الدهون في الدم عالية، تخفض الكوليسترول الجيد HDL. إذا كان لدى الأفراد ارتفاع في نسبة الشحوم الثلاثية في الدم وارتفاع مستوى الكوليسترول الضار LDL، فذلك يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب والسكتة الدماغية.

يمكن خفض الشحوم الثلاثية في الدم بإجراء تغييرات غذائية. على سبيل المثال، قد يساعد اتباع حمية البحر الأبيض المتوسط الغنية بالأسماك الزيتية والفواكه والخضروات والحبوب الكاملة في تقليل الشحوم الثلاثية وخفض ضغط الدم.

عوامل الخطر:

عوامل الخطر لفرط ضغط الدم الانبساطي التي لا يستطيع الفرد السيطرة عليها تتضمن ما يلي:

  •  العمر: يشيع ارتفاع ضغط الدم الانبساطي لدى الأشخاص ذوي الأعمار أقل من 50 عامًا، ونادر في البالغين الكبار.
  •  تاريخ العائلة: يزداد خطر إصابة الفرد بـ IDH عند وجود أفراد من العائلة مصابين بفرط ضغط الدم.
  •  الحوادث القلبية الوعائية: إذا تعرض الفرد لحادث أدى إلى تلف عضلة القلب، فإن ذلك يزيد خطر إصابته بـ IDH.
  •  مرض السكري: قد يكون الأشخاص المصابون بداء السكري ومستويات السكر المرتفعة في الدم أكثر عرضةً للإصابة بـ IDH.
  •  قصور الغدة الدرقية: حوالي 30٪ من الأفراد الذين يعانون من انخفاض مستويات هرمون الغدة الدرقية لديهم IDH.
  •  أمراض الكلى: قد يحدث لدى الأفراد المصابين بمرض كلوي مزمن أيضًا IDH.
  •  الجنس البيولوجي: في دراسة كبيرة أجريت عام 2019 على ما يقارب 2.5 مليون مشارك، وجد الباحثون أن انتشار IDH كان أعلى بشكل ملحوظ عند الذكور بنسبة 4.5٪ من إجمالي السكان مقارنة بنسبة 2.2٪ للإناث.

المخاطر الصحية:

إذا كان لدى الفرد ضغط دم انقباضي طبيعي، فقد يؤثر خفض ضغط الدم الانبساطي على تنظيم تدفق الدم في الدماغ، ما يؤدي إلى الإصابة بسكتة دماغية.

وفقًا لدراسة، ربط الباحثون IDH بزيادة خطر الإصابة بالحوادث القلبية الوعائية اللاحقة.

يزيد IDH خطر إصابة الفرد بحالات صحية مختلفة، بما في ذلك:

  •  أمراض القلب.
  •  الهجمات القلبية.
  •  فشل قلبي.
  •  أمهات الدم.
  •  رجفان أذيني.
  •  أمراض الشرايين الطرفية.

أعراض ارتفاع ضغط الدم الانبساطي:

عادةً، لا يسبب ارتفاع ضغط الدم الانبساطي أعراضًا ملحوظة.

وجدت دراسة كبيرة أجريت عام 2019 أن الكثير من الناس لم يكونوا على دراية بأن لديهم IDH. من أصل 2,351,035 مشاركًا، كان لدى 3.2٪ منهم IDH.

أكثر من 86٪ لم يتلقوا علاجًا، وفقط 10.3٪ منهم كانوا على دراية بأن لديهم ارتفاعًا في ضغط الدم.

يشيع اعتقاد خاطئ بأن ارتفاع ضغط الدم يسبب التعرق أو احمرار الوجه أو الشعور بالعصبية.

يجب أن يلتمس الفرد العناية الطبية الطارئة إذا عانى من الأعراض التالية التي قد تشير إلى مضاعفات خطيرة لـ IDH، مثل الهجمة القلبية أو السكتة الدماغية:

  •  الألم الصدري.
  •  صعوبات التنفس.
  •  الشعور بالدوار.
  •  بداية مفاجئة للوهن.
  •  تغيرات كلامية.
  •  فقدان الوعي.

العلاج:

قد يسبب خفض ضغط الدم الانبساطي حدوث مشكلات قلبية، خاصة عند الشباب ذوي ضغط الدم الانقباضي الطبيعي. لذلك في هذه المجموعة، قد يختار الأطباء عدم معالجة IDH.

لا يعد IDH شائعًا عند البالغين الكبار، ولكن قد يختار الأطباء نهجًا غير جراحي إذا كان موجودًا. علاج الأفراد الأكبر سنًا اعتمادًا على المرض القلبي الوعائي الكامن لديهم هو أفضل نهج للأطباء.

تتضمن خيارات الأدوية الخاصة بـ IDH:

  •  حاصرات قنوات الكالسيوم.
  •  مثبطات الإنزيم المحول للأنجيوتنسين.
  •  حاصرات مستقبلات الأنجيوتنسين.
  •  مدرات البول.

قد يوصي الأطباء أيضًا بإجراء تغييرات في نمط الحياة لتقليل IDH لديهم والتي تتضمن:

  •  تقليل استهلاك الكحول.
  •  الحفاظ على وزن معتدل.
  •  ممارسة الرياضة يوميًا أو معظم الأيام.
  •  تناول حمية غذائية متوازنة.
  •  تجنب التبغ.
  •  مراقبة مستويات ضغط الدم في المنزل.

الوقاية:

قد يتمكن بعض الأشخاص من منع حدوث ارتفاع ضغط الدم الانبساطي من خلال تجنب التدخين والكحول وتقليل دهون الدم والحفاظ على وزن معتدل.

في حالات أُخرى، قد تعني بعض العوامل التي لا يمكن السيطرة عليها -مثل الجنس البيولوجي والتاريخ العائلي والتعايش مع مرض السكري- عدم قدرة الشخص على منع ارتفاع ضغط الدم الانبساطي.

هل يمكن أن يسبب القلق ارتفاع ضغط الدم الانبساطي؟

تشير بعض الأبحاث إلى أن القلق يحفز زيادة ضغط الدم الانبساطي وحده.

صرح مؤلفو دراسة عام 2016 بضرورة زيادة البحث لفهم كيف يرفع القلق ضغط الدم بالضبط ولماذا يحدث لدى بعض الناس فقط، خاصةً الشباب.

تنص إحدى الاقتراحات على أن الإجهاد العقلي قد ينشط جزءًا معينًا من الجهاز العصبي الذي يثير شلالاً من الهرمونات التي تتداخل في تنظيم ضغط الدم.

متى تجب استشارة الطبيب؟

إذا تمت مراقبة ضغط الدم في المنزل ولم تسجل قراءات أقل على الرغم من إجراء تغييرات في نمط الحياة، فيجب الاتصال بالطبيب. قد يساعد الأطباء في تحديد السبب الكامن وراء ارتفاع ضغط الدم.

يجب على الفرد السعي للحصول على رعاية طبية فورية إذا كان لديه قراءتان من 180/120 ملم زئبق أو أعلى في غضون 5 دقائق، خاصة إذا كان يعاني من صداع أو نزيف في الأنف.

التوقعات:

لا يربط الأطباء بين زيادة ضغط الدم الانبساطي والحوادث القلبية الوعائية لدى الأفراد الأصغر سنًا.

ومع ذلك، فإن زيادة الضغط الانبساطي في الأعمار ما بين 40-89 يزيد من مخاطر الإصابة بأمراض القلب والسكتة الدماغية. لذلك، يجب على الأفراد العمل مع الطبيب لإيجاد خيارات علاجية مناسبة وتحسين توقعاتهم.

الملخص:

الضغط الانبساطي هو الرقم الأدنى في قراءة ضغط الدم.

يحدث فرط ضغط الدم الانبساطي المعزول (IDH) إذا كان الشخص يعاني من ارتفاع ضغط الدم الانبساطي، ما يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب والسكتة الدماغية.

قد يؤدي التدخين واستهلاك الكحول والسمنة وارتفاع نسبة دهون الدم إلى IDH. إضافة إلى أن مجموعات معينة من الناس لديهم مخاطر متزايدة للإصابة بـ IDH، بما في ذلك الشباب الذكور والأشخاص المصابين بداء السكري أو الحوادث القلبية الوعائية السابقة.

يندر ارتفاع ضغط الدم الانبساطي لدى الكبار، وقد لا يعالج الأطباء هذه المجموعة، وقد يوصون بالعلاج للأفراد الأكبر سنًا بناءً على حالة قلبِهم الصحية.

اقرأ أيضًا:

دواء لارتفاع الضغط يحارب الشيخوخة ويطيل العمر

كيف تساهم قلة النوم في ارتفاع ضغط الدم؟

ترجمة: رؤى عريان

تدقيق: بدور مارديني

المصدر