تحدث قرحة كيرلينغ (قرحة الشدة) في السبيل الهضمي عند تعرض الشخص لأذى جسدي شديد، وتحديدًا بعد الحروق. يُعد العرض الأكثر شيوعًا لقرحة كيرلينغ النزف الهضمي العلوي.

أسباب قرحة كيرلينغ:

يُعد عامل الخطر الرئيسي الحروق التي تتجاوز 30% من مساحة الجسم، حتى إن كانت حروقًا خفيفة في بعض الحالات النادرة، كالحرق بعد التعرض لأشعة الشمس، فيدخل الجسم في الشدة، ما يؤدي إلى تقرُّح في بطانة السبيل الهضمي.

أعراض القرحة المتعلقة بالشدة:

قد لا تظهر أي أعراض في بعض الحالات، لكن إذا ظهرت الأعراض، فأكثرها شيوعًا النزف الهضمي العلوي.

قد تصيب هذه القرحة المريء أو المعدة أو الصائم، وهو القسم الأول من الأمعاء الدقيقة. غالبًا ما يتطلب النزف نوعًا من المعالجة.

قد تظهر أعراض أخرى منها:

  •  التعب
  •  الإقياء والغثيان
  •  براز غامق وليِّن

المضاعفات:

من المضاعفات الأساسية المرافقة لقرحة كيرلينغ هو الانثقاب، إذ تخترق القرحة الغشاء المخاطي في المنطقة المصابة من السبيل الهضمي، تاركةً فوهة تؤدي إلى تسريب العصارات الهاضمة والطعام من خلالها إلى جوف البطن. على الرغم من أن الانثقاب يحدث في أقل من 1% من الحالات، فإنه يُعد حالة إسعافية.

بما أن النزف يُعد العرض الأكثر شيوعًا، فقد يؤدي إلى حدوث صدمة نقص في حجم الدم في حال كان شديدًا.

التشخيص:

لتشخيص قرحة كيرلينغ، يفحص مقدمو الرعاية الصحية امتداد الحرق عند الشخص وأي أعراض قد يعانيها، إضافةً إلى الحرق. عند ظهور أي أعراض لقرحة كيرلينغ، يُجرى تنظير هضمي علوي.

تُستخدم في التنظير الهضمي العلوي أداة صغيرة مع كاميرا مثبتة في نهايتها. تدخل الأداة من الفم وللأسفل عبر المريء بهدف الحصول على صورة أفضل لما يجري. قد يُجرى التنظير لشخص مصاب بحروق واسعة، ومن ثم يُجرى تشخيص قرحة كيرلينغ.

العلاج:

لطالما كان العمل الجراحي الخيار العلاجي الأول لعلاج قرحة كيرلينغ، ولكن علاجات القرحة قد تطورت بتسارع في الأعوام الخمسة الماضية.

يُعد العلاج الأكثر شيوعًا لقرحة كيرلينغ إعطاء جرعة كبيرة من الأدوية المستخدمة لإنقاص كمية الحمض المعدي عند الشخص. تُعرف هذه الأدوية باسم مثبطات مضخة البروتون (PPI).

إنذار قرحة كيرلينغ:

تستجيب قرحة كيرلينغ جيدًا للمعالجة، وغالبًا ما يتماثل المرضى المصابون للشفاء. يسوء إنذار قرحة كيرلينغ عند ترافق القرحة مع النزف الهضمي.

الوقاية:

قد تكون الوقاية من قرحة كيرلينغ صعبة؛ لأنها من مضاعفات أذيات الحروق الجسدية، وعادةً ما تكون هذه الحروق مجرد حوادث.

عند تعرض الشخص للحروق، غالبًا ما يُعطى مضادات الحموضة (لإنقاص الحمض المعدي) في محاولة للوقاية من حدوث قرحة كيرلينغ.

الخلاصة:

تُعد قرحة كيرلينغ فتحات في السبيل الهضمي، تحدث بعد تعرض الشخص لشدة جسدية كبيرة. غالبًا ما تكون الأذية الجسدية المرافقة لقرحة كيرلينغ حروقًا. تُعد الحروق التي تغطي أكثر من 30% من مساحة الجسم الأكثر شيوعًا وترافقًا مع قرحة كيرلينغ.

مع أنها قد لا تكون عرضية، لكن العرض الأكثر شيوعًا لهذه القرحة هو النزف أو الألم البطني أو الغثيان والإقياء والبراز الغامق واللين أو التعب. الطريقة الوحيدة لتشخيص القرحة هي التنظير الهضمي العلوي.

يُجرى علاج الشخص المتعرض لحروق الذي أصيب بقرحة كيرلينغ بإعطاء أدوية مضادات الحموضة لإنقاص الحمض المعدي، وعليه لا يزداد الضرر الحاصل من القرحة. الوقاية المثلى لقرحة كيرلينغ هي الوقاية من الحروق بالأساس، ومع ذلك فإن إعطاء مضادات الحموضة للأشخاص المصابين بالحروق الواسعة قد يفيد في إنقاص خطورة الإصابة بقرحة كيرلينغ.

اقرأ أيضًا:

الحروق: درجاتها، كيفية علاجها، الوقاية منها ومخاطرها المختلفة

القرحة المعدية: الأسباب والأعراض والتشخيص والعلاج

ترجمة: طارق أبو لبن

تدقيق: تسنيم المنجد

مراجعة: هادية أحمد زكي

المصدر