قد تظهر كتل سرطان الثدي في أي مكان من الثدي. عند الإناث، تظهر غالبًا في المنطقة الخارجية العليا، وهي الجزء الخارجي العلوي من الثدي، وتصل إلى الإبط. أما عند الذكور، فعادة ما تظهر كتل سرطان الثدي بالقرب من الحلمة أو تحتها.

يعد سرطان الثدي مصدر قلق خطير يؤثر في ملايين الأشخاص في جميع أنحاء العالم. والاكتشاف المبكر لسرطان الثدي أمر بالغ الأهمية للعلاج الناجح. والطريقة الأساسية لتحديد سرطان الثدي هي اكتشاف الكتل في أنسجة الثدي، لكن من المهم ملاحظة أنه ليست كل الكتل في الثدي سرطانية.

تكشف هذه المقالة المكان الأكثر شيوعًا لتطور كتل سرطان الثدي، وكيفية التعرف عليها، والأعراض المرتبطة بها، والخطوات التي يجب اتخاذها لدى اكتشاف وجود كتلة.

أين تتطور كتل سرطان الثدي ضمن منطقة الثدي؟

مع أن كتل سرطان الثدي قد تتطور في أي مكان في الثدي، فهي تتطور أكثر في المنطقة الخارجية العليا من الثدي، وهي الجزء الأعلى والأقرب إلى الجانب الخارجي من الصدر، بالقرب من منطقة الإبط.

وفقًا لدراسة أجريت عام 2017 على 110 نساء مصابات بسرطان الثدي، أُصيب ما يزيد عن 60% من المشاركات بأورام في المنطقة الخارجية العليا من الثدي.

ووجدت دراسة قائمة على الملاحظة عام 2022 تتكون من 290 امرأة نتائج مماثلة. ووجد الباحثون أن كتل سرطان الثدي توزعت في المناطق التالية من الثدي (حسب الموقع و عدد المشاركات):

  •  الربع الخارجي العلوي 70% (203 من 290).
  •  الربع الخارجي السفلي 4.5% (13 من 290).
  •  الربع الداخلي العلوي 10.3% (30 من 290).
  •  الربع الداخلي السفلي 14.1% (41 من 290).
  •  في المركز 1% (3 من 290).

سرطان الثدي أكثر شيوعًا عند الإناث، لكن الذكور قد يصابون بسرطان الثدي أيضًا. وعادةً ما تكون كتل سرطان الثدي لدى الذكور وكأنها كتلة صلبة أو حصاة تحت الجلد في منطقة الحلمة.

كيفية التعرف على كتلة سرطان الثدي

تتميز كتل سرطان الثدي بكثير من الخصائص المحددة، ولتشخيص سرطان الثدي، يجب على الطبيب إجراء عدة اختبارات. وتشمل خصائص كتل سرطان الثدي ما يلي:

  •  الملمس والحجم: عادة ما تكون كتل سرطان الثدي صلبة بعكس أنسجة الثدي المحيطة. وقد يتراوح حجمها بين صغيرة جدًا إلى كبيرة، لذا فإن الحجم وحده ليس مؤشرًا نهائيًا.
  •  الألم: غالبًا ما تكون كتل سرطان الثدي غير مؤلمة. لكن حدوث الألم غير مستبعد عند الإصابة بسرطان الثدي، وقد تكون بعض الكتل السرطانية طرية أو غير مريحة.
  •  الحركة: غالبًا تكون متحركة وقد تتغير في الحجم والشكل طوال الدورة الشهرية، بعكس كتل الثدي الحميدة، فعادة تكون كتل سرطان الثدي ثابتة ولا تتحرك داخل أنسجة الثدي.

ما هي الأعراض الأخرى بالإضافة لوجود كتلة؟

  •  تغيرات الجلد: قد يسبب سرطان الثدي تغيرات في ملمس الجلد، مثل ترصع الجلد أو التجعد وقد يصبح الجلد فوق المنطقة المصابة أسمك أو أكثر احمرارًا أو يصبح مظهره برتقاليًا.
  •  تغيرات الحلمة: التغيرات في مظهر الحلمة، مثل التحول إلى الداخل، أو خروج إفرازات مختلفة عن حليب الثدي، قد يشير ذلك إلى السرطان.
  •  تغيرات الحجم أو الشكل: قد تكون التغيرات الملحوظة في حجم الثدي الواحد أو شكله علامة تحذير.
  •  تضخم العقدة اللمفاوية: قد تشير الغدد اللمفاوية المتورمة في منطقة الإبط أو الترقوة إلى أن سرطان الثدي قد انتشر خارج أنسجة الثدي.

ما هي الخطوات التي يجب اتباعها لدى وجود كتلة في الثدي؟

عند اكتشاف وجود كتلة أو ملاحظة تغييرات في الثدي تدعو للقلق، يجب زيارة الطبيب لإجراء الفحوصات اللازمة. وقد يطلب الطبيب اجراء تصوير مثل تصوير الثدي بالأشعة السينية أو الموجات فوق الصوتية أو التصوير بالرنين المغناطيسي لإجراء تقييم أفضل للكتلة.

وقد يوصي الطبيب أيضًا بإجراء خزعة للكتلة، والخزعة هي إجراء لاستخراج عينة صغيرة من الأنسجة من المنطقة الورمية. وينظر الخبراء إلى العينة المأخوذة من الأنسجة تحت المجهر لتحديد وجود سرطان أو عدمه.

إذا أكدت الاختبارات أن الورم هو سرطان، فسيعمل الأطباء لإنشاء خطة علاج قد تشمل جراحة لإزالة الثدي بالكامل أو جزء منه، وتوجد علاجات أخرى مستخدمة مثل:

  •  العلاج الكيميائي.
  •  العلاج بواسطة الأشعة.
  •  العلاج الهرموني.
  •  العلاج الموجه.

كيفية التحقق من كتل سرطان الثدي

لا توصي جمعية السرطان الأمريكية (ACS) بأن يجري الناس الفحوصات الذاتية للثدي بوصفه جزءًا من جدول الفحص الروتيني لسرطان الثدي، وذلك لأن الأدلة التي تشير إلى فائدة ذلك قليلة لمن لديه خطر متوسط للإصابة بسرطان الثدي.

بدلًا من ذلك، يقترحون أن يصبح الناس على دراية بالشكل والشعور الطبيعي لأثدائهم ليتمكنوا من الإبلاغ عن أي تغييرات إلى مختصي الرعاية الصحية.

وقد يكون الفحص الذاتي للثدي مفيدًا لأولئك الذين لديهم مخاطر أعلى من المتوسط للإصابة بسرطان الثدي. ولإجراء فحص ذاتي للثديين تُتبع الخطوات التالية:

  •  الوقوف أمام المرآة وفحص الثديين بصريًا بحثًا عن أي تغيرات في الحجم أو الشكل أو ملمس الجلد. والتحقق من تشوهات الحلمة وعلامات ترصع الجلد أو التجعد.
  •  رفع الأذرع لفحص الثديين من زوايا متعددة.
  •  الاستلقاء ثم استخدام باطن الكف للبدء بحركة دائرية والتحريك من الخارج إلى الداخل، مع الانتباه للمناطق التي تبدو مختلفة عن بقية أنسجة الثدي.
  •  تحريك اليد صعودًا ونزولًا في أثناء الاستلقاء لتحسس منطقة الثدي وجسها بأكملها، بالإضافة إلى منطقة الإبط.

ما هي أسباب ظهور كتل الثدي غير السرطانية الحميدة؟

قد تؤدي كثير من الحالات غير السرطانية أيضًا إلى تكوين كتل الثدي الحميدة:

  •  التغيرات الكيسية الليفية: قد تؤدي التغيرات الهرمونية طوال دورة الأنثى الشهرية إلى تطوير أكياس مليئة بالسوائل يسميها الأطباء كيسات.
  •  الأورام الليفية: وهي كتل صلبة غير سرطانية غالبًا ما تكون غير مؤلمة.
  •  الالتهابات: قد تسبب الالتهابات في أنسجة الثدي، مثل التهاب الثدي أو الخراجات، كتلًا وتسبب ألمًا موضعيًا.
  •  الصدمة أو الإصابة: قد تؤدي الكدمات أو إصابة أنسجة الثدي إلى تكوين كتلة.
  •  الأورام الشحمية: هي كتل دهنية حميدة قد تحدث في الثدي.

الخلاصة

قد تتطور كتل سرطان الثدي في أي جزء من الثدي، ولكن الربع الخارجي العلوي هو الموقع الأكثر شيوعًا لظهور سرطان الثدي.

يتضمن تحديد كتل سرطان الثدي من خلال تقييم حجمها وشدة ألمها وإمكانية حركتها مع إدراك الأعراض الأخرى، مثل تغيرات الجلد وتشوهات الحلمة والتورم.

يمكن للكشف المبكر من خلال الفحوصات الذاتية المنتظمة للثدي والتقييم الطبي السريع أن يحسن بشكل كبير فرص العلاج ونجاحه.

ليست كل كتل الثدي سرطانية، وقد تظهر الكثير من الحالات الحميدة أيضًا.

اقرأ أيضًا:

دواء إكسيميستان لعلاج سرطان الثدي: الاستخدام والتحذيرات

شركة أمازون تطور لقاحات ضد سرطان الثدي والجلد، فما فاعليتها؟

العوامل المؤهبة التي تؤدي لظهور سرطان الثدي

توصيات الجمعية الأمريكية للسرطان للكشف المبكر عن سرطان الثدي

الذكاء الاصطناعي يتفوق على الأطباء في تشخيص سرطان الثدي!

ما هو نمط الحياة الذي يزيد خطر الإصابة بسرطان الثدي؟

ترجمة: سارة دامر

تدقيق: لين الشيخ عبيد

مراجعة: محمد حسان عجك

المصدر