قديمًا كان تصميم وبناء موقع إنترنت ضربًا من السحر الأسود يمارسه سحرة يعرفون لغة غريبة تُسمى (HTML)، أما الآن فقد اختلفت الأمور، وأضحى المجال مفتوحًا لبناة مواقع الإنترنت، إذ تتوافر العديد من الاختيارات لتصميم و بناء موقعك الخاص، ويعتمد اختيارك كثيرًا على حدود التحكم الذي تريده في كود الموقع، وإلى أي حد ترغب في إضفاء طابعك الشخصي عليه، فالكثير من الخدمات تمنع كتابة سطر برمجي واحد، وبعضها الآخر يقدم نموذجًا هجينًا، أما إن كنت راغبًا ولديك المهارة في البرمجة فبإمكانك اختيار طريقة أكثر عملية، تعتمد على برمجة الموقع بنفسك، وسنستعرض كل الخيارات بالتفصيل.

الخدمات المُستضافة

من أكثر الطرق شيوعًا لإنشاء مواقع الإنترنت استخدام خدمات استضافة الويب، وكل ما تحتاج إليه لاستخدام هذه الخدمة هو متصفحك المفضل والاتصال بالشبكة لتتمكن من تصميم الموقع كاملًا، ومن أشهر هذه الخدمات:

  •  Weebly
  •  Wix
  •  Strikingly
  •  Moonfruit
  •  Google Web Designer
  •  Website Builder 1&1
  •  GoDaddy Website Builder
  •  Yola

تُسهّل جميع تلك الخدمات عملية بناء موقع إنترنت، باختيار المكونات الرئيسية للموقع من القوائم وسحبها ثم إفلاتها على شاشة المصمم فقط، وغالبًا تستطيع بناء موقعك بملء استمارة بمعلوماتك، ومن ثم يُبنى الموقع من تلك المعلومات، ما يزيد من سرعة وكفاءة بناء الموقع باستعمال هذه الخدمات، وتقدم تلك الخدمات خططًا تسعيرية متعددة ومختلفة، يناسب أرخصها -الذي قد يكون مجانيًا- الراغبين في بناء موقع شخصي بسيط أو عرض لمحفظة أعمالهم، أما إن كنت راغبًا في موقع أكثر تعقيدًا، فعليك الاشتراك في إحدى الخطط الأعلى سعرًا بعد اطلاعك على الميزات التي تقدمها، وعمومًا ننصح بالبدء بخطة رخيصة الثمن ثم الترقي حسب حاجتك.

أنظمة إدارة المحتوى (CMS)

إن كان لديك مدونة شخصية فعلى الأرجح أنت من مستخدمي ووردبرس، وهو تطبيق أضحى مرادفًا للمدونات، مع أنه تطبيق ممتاز لبناء مواقع متكاملة، ولبناء موقع باستعماله ما عليك إلا اختيار سمة للموقع من بين آلاف السمات، ويمكنك تحميل العديد من السمات من الموقع أو من مواقع خارجية لبيع السمات مثل Template Monster أو Theme Forest.

قبل اختيار ووردبرس عليك مراعاة الآتي:

من أقوى الخصائص عند استعماله لتصميم موقعك إمكانية المعاينة الفورية، فعند تغيير السمة تستطيع معاينة شكل الموقع على نسخة اختبارية، ويمكن أيضًا تطوير المحتوى وجدولة إطلاقه تدريجيًا للمحافظة على المظهر المتجدد للموقع.

من المهم أيضًا التفكير في ميزة بناء الصفحات من قاعدة بيانات من المكونات، تمامًا كما في الصور والفيديوهات وغيرها من المكونات المستعملة على المدونات، إذ يحتفظ ووردبرس بكل مكونات الصفحات في قاعدة بيانات عليك أن تراعي استضافتها.

كيف تبني موقع الإنترنت الخاص بك دون كتابة كود - تصميم وبناء موقع إنترنت - العديد من الاختيارات لتصميم وبناء موقعك الخاص - متصفح الإنترنت

إضافةً إلى بعض الاعتبارات:

  1.  يتطور ووردبرس ويترقى باستمرار، ما يعني إمكانية توقف أحد مكونات موقعك عند صدور تحديث.
  2.  عند استضافة قاعدة البيانات عليك مراعاة استمرارية إتاحتها وتوافرها، لذا، ربما عليك التفكير باستضافتها على خادم مخصص، خاصةً في حالة بناء موقع لعملك التجاري لضمان استمرار الخدمة وتقليل أوقات انقطاعها.
  3.  مثل أخذ نسخة احتياطية من قاعدة البيانات، من المهم أيضًا أخذ نسخة احتياطية من ملفات موقعك، خصوصًا إذا كان واجهة عملك أو مؤسستك الرئيسية.
  4.  عليك دائمًا اختبار السمات الجديدة على نسخة تجريبية من موقعك، فقد لا تحتوي السمات الجديدة على أماكن مُخصصة لعرض محتويات موقعك، وقد تحتاج إلى إعادة ضبط كود (PHP) المستخدم لبناء كل صفحة لعرض السمات بالصورة المتوقعة.
  5. استعمال ووردبرس بوصفه نظامًا لإدارة المحتوى يعني أن العديد من المستخدمين يستطيعون تحديث المحتوى بسهولة، ما يتطلب سياسة تحديث واضحة لتجنب المشكلات الأمنية.
  6.  من أقوى ميزات منصة ووردبرس واجهة المستخدم التي تسمح بتغيير الصفحة بنقر بضعة أزرار أو الاختيار من قائمة، ما يجعله نظامًا رائدًا خاصة للمؤسسات الصغيرة.
  7.  يتوافر العديد من أنظمة إدارة المحتوى الأخرى.

قوة ووردبرس

تكمن قوة ووردبرس بوصفه نظام إدارة محتوى في قدرته على توسيع وتمديد قدرة النظام على تسليم الموقع الذي ترغب فيه أنت أو عملك التجاري بالضبط، وجذب استخدامه لإدارة المحتوى اهتمام العديد من المطورين الذين طوروا إمكانياته، لذلك يتوفر الآن عدد مهول من المكونات سهلة الدمج، ما يصعب عملية اختيار الأنسب من بينها، وأفضل طريقة لذلك وضع هدف واضح لتصميم كل صفحة، وفور معرفة ما يجب أن تحتويه كل صفحة في موقعك يمكنك البحث عن أنسب مكون سهل الدمج، وتمكنك بعض الأدوات مثل فيجوال كومبوزر من إنشاء محتوى فريد على صفحة خالية من موقعك، دون الحاجة إلى معرفة لغة برمجية أو مهارات تصميمية.

تتوافر العديد من أنظمة إدارة المحتوى الأخرى مثل جوملا أو دروبال لبناء موقعك، ويمكن تثبيتها واختبارها بسهولة مجانًا لمعرفة هل تحتوي ما تبحث عنه؟

المواقع الشخصية

بخلاف المواقع التجارية، قد يكون الموقع الشخصي سيرةً ذاتية موسعة أو موقعًا لتسهيل العثور عليك في العالم الرقمي، ومن أهم خدمات بناء المواقع الشخصية:

  1.  About.me
  2.  BrandYourself
  3.  VisualCV

إن لم تجرب أي منها من قبل فيفضل أن تحاول تسجيل نطاق باسمك في أقرب وقت ممكن، وقد يوفر مزودو خدمات الإنترنت خدمة تسجيل النطاق، وهو أمر مهم لربط موقعك بنطاق عند نشره على الإنترنت.

التصميم وسهولة الاستخدام

بصرف النظر عن طريقة بناء موقعك ، يجب في النهاية أن يكون جذابًا للزائر ويدفعه للتفاعل والانخراط في الاستخدام حتى لا يفقد موقعك زوارًا تربكهم أو تزعجهم التصميمات المبالغ في تعقديها فينتقلون إلى موقع آخر، وظهرت العديد من المبادئ الرئيسية في العقد الأخير لتصميم المواقع:

  1.  لا تبالغ في تعقيد تصميم موقعك ولا تُربك زوارك أو تشتتهم بعناصر تصميمية غير ضرورية.
  2.  قلل استعمال اللافتات الوامضة والعناصر المتحركة الأخرى قدر الإمكان، واستخدمها فقط للفت الانتباه في عرض محدود الفترة أو مرة واحدة.
  3.  استعمل نفس طريقة التصفح في كل صفحة، وتأكد من وجود زر للعودة للصفحة الرئيسية في كل صفحة.
  4.  بينت الدراسات أن الفترة القصوى لانتظار المستخدمين على صفحة هي 8 ثوان، لذا عليك التأكد من سرعة تحميل صفحاتك في فترة أقل من ذلك، إذ تتناقص الفترة التي ينتظرها المستخدم على الصفحة باطراد سنويًا.
  5.  استعمل صفحات النمط المتعاقب (CSS) وتجنب استعمال الجداول لتخطيط موقعك لأن ذلك يضمن سرعة تحميل صفحاتك.
  6.  اكتب النصوص بطريقة قابلة للاستعراض السريع، فمعظم المستخدمين يبحثون عن العناوين العريضة والفرعية قبل قراءة بقية النص على الصفحة.
  7.  لا تخسر عملية بيع واحدة أو زبونًا متعجلًا، لذا ضع عربة التسوق واختيار المنتجات في مكان يسهل ملاحظته والوصول إليه.
  8.  ذيّل كل صورة بنص توضيحي، يساعد ذلك على تحسين العثور على موقعك في محركات البحث، ويتيح وصول من يعانون مشكلات في الإبصار.
  9.  يجب تصميم موقعك بطريقة تتيح إمكانية الوصول إليه وتصفحه للجميع، إذ ينص القانون على وجوب احتواء المواقع على مستويات عالية من إمكانية الوصول للجميع متضمنين ذوي الإعاقة.
  10.  تأكد من سرعة استجابة موقعك وحسن تحميله على جميع الأجهزة ومختلف الشاشات ذات الأحجام المتنوعة.

النقطة الأخيرة من أهم الاعتبارات عند تصميم أي موقع، سواء كان شخصيًا أو تجاريًا، وذلك للانتشار الواسع للأجهزة الذكية واللوحية، ولا داعي للقلق، فغالبًا تحقق قوالب تصميم المواقع أو سمات ووردبرس هذه الميزة، ما يعني إمكانية عرض الموقع على مختلف الشاشات والأجهزة.

برمجة الموقع يدويًا

حال امتلاكك المهارة اللازمة للتعامل مع (HTML) إلى جانب (CSS) فيمكنك بالتأكيد بناء موقعك وبرمجته بنفسك، ولن تحتاج سوى إلى محرر نصوص بسيط على حاسوبك، ويتوفر العديد من برامج تصميم الويب التي تسمح لك بكتابة أكوادك الخاصة، وأخرى تسمح بالتصميم المرئي، لكن عليك الاستعداد لتعديل كود الموقع بنفسك:

  1.  Adobe Dreamweaver
  2.  Coffee Cup HTML Editor
  3.  Aptana Studio 3

تُعد تلك التطبيقات مثالية إن توافرت لديك الخلفية التقنية في تصميم المواقع، لكن إن لم تتوافر لديك تلك الخلفية سيكون الأمر شاقًا وعسيرًا، ويستطيع المستخدمون ذوو الخبرة في برمجة المواقع استضافتها من حواسيبهم الخاصة، فمن الاستخدامات الشائعة للوحة (Raspberry Pi) استخدامها بوصفها خادمًا للويب دائم الاتصال والتوافر، ما يسمح باستضافة موقع شخصي صغير، وتستطيع متابعة سلسلة الفيديوهات التعليمية لمعرفة طريقة عمل ذلك، لكن عليك ملاحظة أن خادم الويب لن يكون متاحًا إلا للطلبات من داخل الشبكة الداخلية، وإن أردت إتاحة موقعك لأي أحد من أي مكان فعليك إعداد الموزع وتثبيت عنوان آي بي وإعداد قواعد تحويل المنافذ.

المواقع قليلة الصخب

فور اختيارك طريقة تصميم موقعك، تصبح عملية بناء موقعك واضحة، وتقدم الخدمات المُستضافة طريقة واضحة لتحقيق أهدافك، بتقديم عناصر تصميمية متقدمة وجاهزة للاستخدام.

يملك المدونون خبرة في استعمال نظم إدارة المحتوى تسمح لهم بمعرفة طريقة استعمال منصات التدوين أساسًا لتصميم المواقع، وعادة ما يتضمن ذلك اختيار السمة المفضلة لديك أو التي يتطلبها نشاطك، ولكن لا تنس أن الكود هو ما يُبنى عليه كل موقع على الإنترنت.

تُعَد الأدوات المرئية وسيلةً جيدة لإخفاء الكود الذي يقوم عليه الموقع، لكن معرفة الكود الذي بُني عليه الموقع يسمح لك بإصلاح المشكلات متكررة الحدوث.

بصرف النظر عن الأسلوب المتبع لبناء موقعك أو موقع عملك التجاري، تذكر دائمًا أن كل صفحة على موقعك موجهة إلى جمهورك، فاحرص على عرضها بصورة تجذب انتباههم وتحفز تفاعلهم.

اقرأ أيضًا:

هل سيتدمر الانترنت وكيف؟

هل يؤثر تصفح الانترنت أثناء دوام العمل على إنتاجيتك؟ دراسة تدحض كل الخرافات

ترجمة: أحمد جمال

تدقيق: محمد حسان عجك

مراجعة: أكرم محيي الدينيه

المصدر