تعد اللقاحات دورات تدريبية للجهاز المناعي، فهي تساعد الجسم على مكافحة المرض دون تعريضه لأعراض ذلك المرض، فعند دخول البكتيريا المرضية أو الفايروس إلى الجسم فإن الخلايا المناعية – المعروفة بالخلايا اللمفاوية – تستجيب عن طريق تكوين أجسام مضادة وهي عبارة عن جزيئات بروتينية، تحارب هذه الأجسام المضادة الغزاة، مثل: (البكتيريا أو الفايروس)، وتسمى مستضدات، تحمي الجسم من الإصابة بالعدوى مرة اخرى.

ووَفقًا لمركز مكافحة الأمراض والوقاية منها، يستطيع الأشخاص الأصحاء إنتاج ملايين الأجسام المضادة يوميًا، ومكافحة العدوى بكفاءة، إذ لا يعرف الشخص حتى أنه تعرض للعدوى.

ولسوء الحظ فإن المرة الأولى التي يواجه فيها الجسم مستضدًا ما (بكتيريا أو فايروس)، قد يستغرق عدة أيام لترجمة تلك الاستجابة إلى أجسام مضادة، ولمستضدات سيئة كفايروس الحصبة، وبكتيريا السعال الديكي، فإن عدة أيام لتكوين الأجسام المضادة تعد فترةً طويلةً، فالعدوى قد تنتشر، أو تقتل الشخص المصاب قبل أن يتمكن الجهاز المناعي من إيقافها، وهنا يأتي دور اللقاحات، فوَفقًا لمستشفى الأطفال في مركز فيلادلفيا لتعليم اللقاحات، يُعد اللقاح عبارةً عن مستضداتٍ ضعيفةٍ أو ميتةٍ، لايمكنها إصابة الشخص بالعدوى، ولكن الجهاز المناعي ينظر إليها على أنها خطرٌ، وينتج أجسامًا مضادةً كرد فعلٍ، وبعد زوال الخطر، معظم الأجسام المضادة سَتُتحلَّل، ولكن الخلايا المناعية المعروفة بخلايا الذاكرة ستبقى في الجسم، وعندما يواجه الجسم هذا المستضد مرةً أخرى، فإن خلايا الذاكرة تُنتِج الأجسامَ المضادةَ بسرعةٍ، وتهاجمَ المستضد قبل فوات الأوان.

تعمل اللقاحات على مستويات مختلفة، فبعض الأشخاص لايمكن تلقيحهم إما لكونهم صغارًا جدًا، أو كون جهازهم المناعيَّ ضعيفًا جدًا، ولكن جميع الأشخاص المحيطين بهم يجب تلقيحهم.

أما الأشخاص غير الملقحين فتحميهم ما تعرف بمناعة المجموعة، وهي بعبارةٍ أخرى من غير المرجح أصلًا أن يكونوا على اتصال بأشخاصٍ مصابين، ولذلك على الأغلب هم لن يصابوا بالمرض.


  • ترجمة : بشار الجميلي
  • تدقيق: رجاء العطاونة
  • تحرير : رغدة عاصي
  • المصدر