كيف سيؤثر اكتشاف 1000 طفرة جديدة في جينات فصائل الدم على عمليات نقل الدم؟


يعتبر المشروع الدولي -والذي يضم 1000 نموذج من المادة الوراثية- أكبر مشروع رسم خرائط للمتغيرات الجينية البشرية حتى الآن على مستوى العالم. حيث قام ماتياس مولر من خلال إنشاء برنامج حاسوبي جديد بمعالجة المادة الوراثية لـ 2504 شخص، ثم قام بجمع هذه النماذج ضمن قاعدة بيانات مطورة وخاصة بجينات خلايا الدم الحمراء، وقارن بينها وبين متغيرات جينية معروفة سابقًا. وكانت النتيجة اكتشاف 1000 طفرة غير معروفة حتى الآن والتي قد يكون لها تأثير سلبي في حالات نقل الدم.

 

يقول ماتياس مولر- طالب الدكتوراه في قسم الطب المخبري-: «لم يحدث من قبل أن كان هناك رسم خرائط لجينات فصائل الدم في الأشخاص الأصحاء على مستوى عالمي، وأغلب متغيرات فصائل الدم المعروفة سابقًا تم اكتشافها عندما فشلت عمليات نقل الدم بين المتبرع والمتلقي؛ لذا قد بدأت من الجينات لتحديد التغييرات في الحمض النووي، والتي قد تؤدي إلى تكوين مستضد جديد، والذي من المحتمل أن يسبب مشاكل في عمليات نقل الدم»

-عدم التوافق قد يؤدي إلى الموت:

يوجد على سطح خلايا الدم الحمراء جزيئات مكونة من السكر والبروتين، والتي تحمل اختلافات صغيرة تؤدي إلى تكوين مستضدات مختلفة.
إن القدرة على تحديد توافق فصائل الدم مهم جدًا في عمليات نقل الدم والحمل، وكذلك قبل عمليات زراعة الأعضاء. وقد يؤدي نقل الدم الغير متوافق إلى رد فعل خفي وقوي، بحيث تتكسر خلايا الدم الحمراء مما يعرض المريض إلى الوفاة.

 

أظهرت دراسة ماتياس مولر أن 89% من المتغيرات الجينية كانت معروفة سابقًا، ولكن من بين 11% المتبقية هناك ما يعادل 1000 طفرة مختلفة والتي كانت غير موجودة في الكاتالوجات الرسمية لمتغيرات فصائل الدم المعروفة.

وأضاف ماتياس مولر:« بالطبع، ليس كل المتغيرات تؤدي إلى مستضدات جديدة، لكن نحن بحاجة إلى الاستمرار وإجراء المزيد من التحليلات لمعرفة كيف يتغير التعبير الجيني، أو بمعنى كيف تتأثر الجزيئات الموجودة على سطح الخلايا»

 

-مستضدات غير مكتشفة في إفريقيا:

في الوقت الحالي تم تعيين 352 من المستضدات، ولكن الأبحاث حتى الآن ركزت بشكل رئيسي على السكان في أوروبا وأمريكا الشمالية. بينما ستكون إفريقيا حقلًا للأبحاث المستقبلية، حيث يوجد أكبر اختلاف بين التجمعات السكانية، كما أن الأبحاث على سكان إفريقيا في ازياد إلى جانب شيوع عمليات نقل الدم هناك، هذا يعني أنه من المحتمل أن يتم اكتشاف الكثير من المستضدات.

ويختتم ماتياس مولر: «يمكن للباحثين من خلال قاعدة البيانات تلك، والموجودة على الإنترنت دراسة فصيلة دم معينة ومعرفة مكان حدوثها في العالم. وقد صممت هذه القاعدة بشكل يسهل استخدامها في حالات نقل الدم. كما يمكن للباحثين الآن التوسع بقاعدة البيانات مع جينات أخرى مسؤولة عن أمراض تصيب البشر، أو بيانات مأخوذة من مشاريع رسم الخرائط الجينية»

 

للإطلاع على قاعدة البيانات، يمكنك زيارة الرابط:
هنا

-ماهي المستضدات؟

المستضد هو جزء من جزيء موجود على سطح الخلية يمتلك وظائف متعددة كنقل المواد الغذائية والإشارات المهمة.
تمتلك الأفراد المختلفة مستضدات مختلفة، لذا عند نقل خلايا تحمل مستضدات معينة إلى شخص آخر لا يمتلك نفس المستضدات كما يحدث في عمليات نقل الدم وزراعة الأعضاء يؤدي إلى رد فعل مناعي، كالتحلل السريع لخلايا الدم أو رفض العضو المزروع.


إعداد: لينا ابراهيم
تدقيق: أسمى شعبان
المصدر