قد تكون خسارة أحد الوالدين بسبب مرض السرطان صادمةً، حتى إن كان أحدهم مريضًا منذ فترة زمنية طويلة. قد يبدو الأمر جائرًا بعض الشيء خاصةً إن كان أحد الوالدين ليس كبيرًا جدًا في العمر.

قد يكون المرض استحوذ على العائلة بالفعل. وسواء عند الاعتناء بالمريض منذ مدّة أم عند العلم مؤخرًا بالتشخيص، يكون الاستعداد لفقدانه صعبًا. نتمنى ونأمل أن يُشفى من السرطان. ومع الوقت قد تنقلب الأدوار ويرعى الابن الأب أو الأم. وينبغي التحضير لرثائهم حتى قبل وفاتهم وهذا ما يُدعى بالحزن الترقّبي (Anticipatory grief).

مراحل الحزن الثلاث

1. الخَدَر:

في البداية نراقب مرور الأيام ونحن في حالة من الصدمة. ستسترعي انتباهنا الوجبة الأولى بعد وفاتهم، ثم اليوم الأول والأسبوع الأول وحتى عندها قد لا يبدو الموت أمرًا حقيقيًّا. سننشغل بتحضيرات الجنازة والبقاء إلى جانب من بقي على قيد الحياة.

سيزورنا أفراد العائلة والأصدقاء جالبين معهم الطعام وما في جعبتهم من ذكريات. وبعد مرور الأسبوع الأول سيعود كلٌّ منهم إلى حياته الخاصة وسيغدو بيت الطفولة هادئًا جدًا وعندها سيبدأ الواقع الجديد بالظهور والوضوح.

2. مواجهة الخسارة:

خلال السنة الأولى، سنبدأ بتقبل الخسارة. قد تنبجس الدموع فجأةً دونما سابق إنذار. قد نمسك سماعة الهاتف للاتصال بهم وعندها نتذكر أن محادثة شخص ميت غير ممكنة. قد نفكر طويلًا بأحداث مرضهم وكيفية مفارقتهم الحياة. أو قد نفكر بكل محطات حياتنا التي لن يقدر فقيدنا أن يشهد عليها. قد تراودنا النكات التي اعتاد أن يلقيها أو الإطراءات التي كان يمطرنا بها. تمنح هذه الرابطة السكينة أحيانًا وأحيانًا تستجلب الحزن.

تكون أعياد الميلاد والذكريات السنوية والأعياد أمرًا شاقًا خلال السنة الأولى. قد لا نرغب في الاختلاط بالآخرين، لكن من الضروري أن نحظى بأصدقاء وعائلة بإمكانهم الوقوف إلى جانبنا عندما يشتد الحزن على القلب. تبدو بقية الأيام عادية، لسنا خائنين لذكرى والدنا عند الشعور بالفرح أحيانًا. إنه لأمرٌ طبيعي أخذ إجازة من الحزن.

3. تقبّل الخسارة:

لن يتلاشى الحزن بعد السنة الأولى. قد تحزننا فكرة مستقبل لن نشاركه مع فقيدنا. لكن سنحظى بأيامٍ أقل عندما يجتاحنا حزنٌ عميق. ستصطبغ أعياد الميلاد وكل محطات حياتنا بالحزن، لكن سنجتر القوة الكافية لتخطي هذا الحزن.

العناية بالنفس

عندما نمضي قُدمًا في حياتنا بعد وفاة أحد الوالدين، علينا تذكر أننا نعالج الحزن بآليات مختلفة. لا يجب الضغط على النفس لتخطي الحزن خلال فترة زمنية محددة.

التركيز على الاهتمام بالنفس

ستغمرنا المشاعر الكثيفة خلال الأشهر الأولى. يراودنا الشعور بالذنب على ما فعلناه أو ما لم نفعله خلال فترة مرضه. قد يراودنا الإحساس بالندم على علاقتنا به أو الحسد أو قد نقطع علاقتنا بأشخاص يحظون بوالدين معافَيين. يجب أن نحرص على أخذ قسطٍ كافٍ من النوم وأكل طعام صحي والمحافظة على دقة البرنامج اليومي قدر الإمكان والاستعانة بأصدقاء يمكنهم المساعدة.

استعادة القوة

خلال الأشهر الأولى للحزن، قد نصبح غافلين ومرتبكين أو قلقين أو متبرّمين، وقد ينقلب هذا إلى مصدر آخر للشعور بالذنب أو العار في العمل والحياة الشخصية. قد نرغب بأخذ إجازة من العمل أو المدرسة للبقاء إلى جانب الوالد الباقي على قيد الحياة. من الطبيعي أن نرفض أي مسؤوليات أو أعباء جديدة في العمل أو المنزل.

مقاومة التغييرات الكبيرة

نحاول ألا نلجأ لإحداث تغييرات مهمة في حياتنا خلال السنة الأولى من الوفاة. يسارع بعض الناس إلى الارتماء بأحضان الزواج أو الطلاق في هذه المرحلة أو إلى الاستقالة من مهنتهم أو التسرب من المدرسة. لكن من الأفضل تأجيل اتخاذ هكذا قرارات إلى أن تستقر البيئة المنزلية. علينا أن ننتظر عودة الحياة إلى مسارها القويم قبل اتخاذ أي خطوات مهمة فيها.

اقرأ أيضًا:

مئات آلاف الأطفال فقدوا أحد والديهم بسبب كورونا، كيف سنتعامل مع هذا الواقع؟

عبارات مناسبة تراعي الخسارة يمكنك قولها عند وفاة أحد الأشخاص

ترجمة: سِوار قوجه

تدقيق: لبنى حمزة

المصدر