كل يوم، وآلاف المرات في السنة في الولايات المتحدة، يبتلع طفل بطارية. في العشرين عامًا الماضية، أصبح هذا الحادث الخطير والمميت أحيانًا أكثر شيوعًا بين الأطفال، وقد أدت الإصابات الشديدة الناجمة عن ابتلاع بطارية الزر (BBI) إلى زيادة ملحوظة في أعداد المرضى في المستشفيات.

لحسن الحظ، يمر الأمر غالبًا دون ضرر عبر الجهاز الهضمي للمريض. ومع ذلك، حتى البطاريات الصغيرة قد تسبب أضرارًا جسيمة إذا علقت في المريء.

الأطفال الصغار حتى سن السادسة أكثر عرضة لخطر الإصابة بمضاعفات BBI بسبب صغر حجم أجسامهم، ما يزيد من احتمال استقرار البطارية المبتلعة في المريء، خاصةً بطاريات الأزرار الأكبر حجمًا، مثل CR2032 واسعة الانتشار، التي يبلغ قطرها 20 ملم، وتستخدم في مجموعة واسعة من الإلكترونيات الصغيرة.

في غضون ساعتين فقط، قد تتسبب البطارية العالقة في حدوث حروق شديدة، إذ يتسبب سطحها المشحون سلبًا في اتصال طويل الأمد بالأنسجة الموصلة للمريء؛ ينتج عن هذا التلامس تيار كهربائي ويقسم الماء المجاور إلى سائل شديد التآكل.

إذا حدث هذا لطفلك، أو كنت تشك في أن طفلك الصغير غير القادر على النطق قد ابتلع بطارية، فلا تتأخر. احصل على رعاية طبية فورية، إذ إن البطارية العالقة قد تتطلب إزالة بالتنظير بصفة عاجلة.

ومع ذلك، بينما تنتظر المساعدة الطبية، يقول الباحثون الآن أن هنالك ما يمكنك القيام به بنفسك للتخفيف من خطر إصابة الأنسجة، وهذا باستخدام منتجات يمتلكها العديد منا في مطابخنا.

وفقًا لملخص بحثي نُشر حديثًا حول أحداث ومضاعفات BBI، قد يساعد العسل أيضًا عند تناوله قبل وصول المريض إلى المستشفى، وذلك بإعطاء الأطفال 10 ملليلتر كل 10 دقائق إذا كان عمرهم أكبر من عام واحد (حتى ست جرعات).

تستند هذه التوصية إلى دراسة نُشرت في عام 2018، التي اكتشفت تخفيف الإصابات من انسداد المريء ببطارية الزر باستخدام نموذج حيواني من الخنازير الصغيرة.

في التجربة، اختبر الباحثون مجموعة من السوائل المنزلية المختلفة (متضمنة العسل وشراب القيقب ومشروب الطاقة وعصائر الفاكهة)، لمعرفة ما إذا كان أي منها قد ساعد في تقليل إصابة الأنسجة الناتجة عن استقرار البطارية في مريء الحيوان.

في النهاية، أسفر منتجين عن أفضل النتائج سريريًا، هما العسل ومنتج يسمى كارافاتي (نسخة تحمل اسم العلامة التجارية من دواء سوكرالفات، الذي يستخدم لعلاج القرحة وأمراض المعدة الأخرى).

أوضح المؤلفون: «في الفترة الحاسمة بين ابتلاع بطارية الزر وإزالتها بالتنظير، فإن تكرار تناول العسل مبكرًا في البيئة المنزلية أو كارافاتي في البيئة السريرية لديه القدرة على تقليل شدة الإصابة وتحسين نتائج المرضى».

«إن تأثيرات البطارية في المريء خطيرة، وتنطوي على مخاطر عالية من المضاعفات المنهكة وحتى الموت. تدعم دراساتنا على الحيوانات الحية والجثث أن التدخل المبكر بالعسل أو كارافاتي أفضل من عدم القيام بأي شيء».

يُذكر أن النموذج الحيواني المستخدم هنا ليس دليلًا قويًا -بالطبع- على أن العسل أو سوكرالفات يعملان لتقليل إصابات المريء لدى المرضى البشريين الذين يعانون من بطاريات عالقة في المريء.

علاوة على ذلك، أثار البعض على الأقل في المجتمع الطبي مخاوف بشأن تقنية العسل، خوفًا من أن الآباء قد يؤخرون طلب الرعاية الطبية العاجلة، وإضاعة الوقت الحرج لتجربة هذا العلاج المنزلي أولًا.

إضافةً إلى ذلك، في نموذج الخنزير الصغير، حُقنتْ حلول الاختبار المختلفة بالقرب من موقع البطارية للتأكد من أنها مغطاة بصورة كافية. إذا ابتلع الطفل العسل، فسيُخفف باللعاب، وقد لا يصل إلى البطارية بطريقة صحيحة لتغطيتها بفعالية.

ردًا على ذلك، أوضح الباحثون وراء التجربة أن دراستهم كانت تسعى فقط إلى توضيح خيار علاجي محتمل قد يطيل الفترة الزمنية القصيرة جدًا قبل حدوث إصابة الأنسجة.

وكتب الباحثون ردًا على انتقادات لدراستهم الأصلية: «نحن نواجه خطرًا شديدًا، وهو المادة BB الكاوية التي تولد أيونات الهيدروكسيد بسرعة، وتبدأ الخطورة منذ لحظة استقرارها في المريء».

في حين أن هيئة المحلفين تبحث حول مدى فعالية تدبير العسل عند الأطفال البشريين الذين ابتلعوا البطاريات، من الواضح أن أهم ما يجب فعله في هذا السيناريو، هو طلب المساعدة الطبية على الفور، لأنه في الحالات النادرة عندما تصبح البطارية عالقة، نكون أمام حالة طارئة.

اقرأ أيضًا:

ابتلع بطارية فظن الأطباء أنه يتعرض لنوبة قلبية

ترجمة: عمار يوسف

تدقيق: نايا بطّاح

مراجعة: حسين جرود

المصدر