أسس بريان أكتون وجان كوم شركة واتساب عام 2009، لتكون بديلًا لخدمة الرسائل القصيرة SMS باهظة الثمن. إذ يتيح تطبيق واتساب للمستخدمين تحميل جهات الاتصال وإرسال الرسائل إلى أي شخص لديه التطبيق دون أية تكلفة. وتتوفر نسخة التطبيق لأجهزة آيفون وأندرويد والحاسوب المكتبي.

اشترت فيسبوك شركة واتساب في فبراير عام 2014 مقابل 19 مليار دولار، ووفقًا للتقرير المالي لفيسبوك عام 2014، حققت واتساب في الأشهر التسعة التي سبقت تاريخ 30 سبتمبر من عام 2014 إيراداتٍ بقيمة 1.289.000 دولار.

أعلن الشريك المؤسس لواتساب ومدير فيسبوك جان كوم استقالته من فيسبوك يوم الاثنين 30 أبريل. وأشارت التقارير الإعلامية إلى أن كوم قرر أن يستقيل بعد خلاف مع فيسبوك بشأن استعمالها بيانات المستخدمين ورغبتها في أن تسمح بالإعلانات على واتساب. ولطالما كان كوم، إلى جانب شريكه المؤسس بريان أكتون، من المدافعين عن سياسات الخصوصية لمستخدمي واتساب.

بلغ عدد مستخدمي واتساب ملياري مستخدم في فبراير عام 2020، وأصبحت واتساب حينها ثاني أكبر ملكية لشركة فيسبوك، بعد تطبيق فيسبوك، متفوقةً بذلك على تطبيقَي ماسنجر وإنستجرام، اللذين يحتلان المركزين الثالث والرابع على التوالي. فكيف تجني واتساب الأموال؟

عناوين رئيسة

  •  واتساب هو تطبيق للموبايل يسمح لمستخدميه إرسال الرسائل والاتصال عبر الإنترنت.
  •  تأسست واتساب عام 2009، واشترتها فيسبوك عام 2014 مقابل 19 مليار دولار.
  •  تعد واتساب حاليًا الملكية الأكبر لفيسبوك، يليها ماسنجر وإنستجرام.
  •  اعتادت واتساب جني الأموال سابقًا عن طريق نظام الاشتراكات، إذ بلغت كلفة تحميله دولارًا واحدًا، إضافةً إلى قيمة الرسم السنوي البالغة دولار واحد أيضًا.
  •  ألغت فيسبوك بعدها تلك الرسوم، وجعلت خدمة واتساب مجانيةً، آخذين بعين الاعتبار أن المستهلكين سيتواصلون مع الشركات عبر التطبيق، ومن ثم ستتحمل تلك الشركات التكلفة.
  •  تقدر إيرادات واتساب المتوقعة بنحو 5 مليارات دولار، ومتوسط الربح من كل مستخدم عام 2020 نحو 4 دولارات.

دولار واحد في كل سنة

كان السر سابقًا يكمن في الرسم البالغ دولار واحد في كل عام. إذ كان يكلف تحميل التطبيق في بعض البلدان دولارًا واحدًا، بينما كانت السنة الأولى مجانية في بلدان أخرى، مع بقاء الرسوم السنوية التالية البالغة دولار واحد. بمعنى آخر، اعتمدت شركة واتساب نظام الاشتراكات.

كان لدى واتساب نحو 700 مليون مستخدم حول العالم عند وصولها إلى ذروة أرباحها عن طريق هذا النظام، وقُدرت الإيرادات السنوية بنحو 700 مليون دولار سنويًا في ذلك الوقت.

كشفت فيسبوك في تقريرها المالي الصادر في يناير عام 2016 أن واتساب قد لا تجني الأرباح المرجوة على المدى الطويل، نظرًا إلى محدودية الطريقة التي تتحقق الأرباح بواسطتها، ملمحًا إلى ضرورة تغيير تلك الاستراتيجية. وبعد مدة وجيزة، أعلنت واتساب عبر مدونتها انتهاء عصر الاشتراكات وبدء استخدام التطبيق مجانًا.

ومع ذلك، لا توجد إعلانات على التطبيق حتى الآن. وقد كتبت الشركة حينها: «بدءًا من هذا العام، سنقيّم الأدوات التي تتيح لك استخدام واتساب للتواصل مع الشركات والمؤسسات التي ترغب برؤية تحديثاتها». الهدف هو امتلاك مستخدمين يتواصلون مباشرةً مع البنوك وشركات الطيران وما إلى ذلك عبر التطبيق، بينما تتحمل هذه الشركات النفقات مسبقًا عبر اشتراكها.

هام:

تتيح ميزة واتساب بزنس، وهي منصة خاصة بالأعمال على التطبيق، مجموعةً من الأدوات للشركات والتي تتيح وصولها إلى رؤية الشركة ومقاييسها، ما يجعلها ميزة جذابة للشركات.

مع أن بيانات واتساب المالية لا تُنشر عادةً، نظرًا إلى أن فيسبوك لا تقسم إيراداتها تبعًا للشركات، فقد قدرت مجلة Forbes الإيرادات المتوقعة بنحو 5 مليارات دولار، ومتوسط الإيرادات عن كل مستخدم نحو 4 دولارات بحلول عام 2020. وبدءًا من فبراير عام 2020، أصبح لدى واتساب أكثر من ملياري مستخدم.

تطبيقات الرسائل القصيرة الأخرى

تحظى تطبيقات الرسائل القصيرة بشعبية واسعة خارج أمريكا، إذ يكون إرسال الرسائل النصية أكثر تكلفةً هناك، وقد نجحت في تحقيق الأرباح.

يحوي تطبيق الرسائل القصيرة الصيني الشهير وي تشات إعلانات وألعاب الأونلاين. وبلغت إيرادات وي تشات المملوك جزئيًا من قبل شركة تينسنت نحو 13.7 مليارات دولار في الربع الثالث من عام 2019، ويضم التطبيق أكثر من مليار مستخدم نشط.

التركيز على النمو

ينضم إلى واتساب نحو مليون مستخدم يوميًا، غالبيتهم من أمريكا الجنوبية والهند وأوروبا. يكون النمو هائلًا في تطبيقات الرسائل القصيرة عامةً، ففي حال حمّل شخص ما في مجموعة اجتماعية التطبيق، ودعا مجموعته للانضمام، سيحمله أيضًا العديد من الأشخاص الجدد من أجل التواصل معه. ومن ثم سيشجع هؤلاء المستخدمون الجدد أشخاصًا آخرين في مجموعاتهم الاجتماعية الأخرى على استخدام التطبيق.

مع زيادة الانتشار في السوق، تنمو قاعدة المستخدمين ويصبح التطبيق لا غنى عنه.

هل يتعلق الأمر بالمال حقًا؟

تكهن المطلعون على هذا المجال بأن أحد الأسباب الرئيسة لشراء فيسبوك شركة واتساب كان الوصول إلى بيانات المستخدمين السلوكية ومعلوماتهم الشخصية.

تمكنت فيسبوك من الوصول إلى كم هائل من المعلومات الشخصية للمستخدمين عبر بيانات مشاركة الموقع والرسائل اليومية البالغ عددها 65 مليار رسالة، إضافةً إلى الوصول إلى جهات الاتصال الكاملة للمستخدمين. وتُحفظ جميع هذه البيانات وتُخزن في خوادم الشركة. في حين وعد مارك زوكربيرغ سابقًا أن هذه البيانات لن تُستخدم من أجل استهداف شريحة المستخدمين عبر إعلانات فيسبوك، فهي ستفعل ذلك ما لم يغير المستخدم إعدادات حسابه بعدم مشاركة تلك المعلومات مع فيسبوك.

الجدل القائم حول نظام التشفير المتبع في رسائل واتساب

تعيش واتساب حالةً من الصراع الدائم مع الحكومات العالمية، مثل مزودي خدمة الرسائل الآخرين، ومن ضمنهم آبل، وذلك بعد كشف استخدام الإرهابيين تلك التطبيقات للتواصل والتنسيق قبل وفي أثناء هجماتهم الإرهابية.

أرادت الحكومات وهيئات مكافحة الإرهاب من الشركات التي تملك هذه التطبيقات مشاركة مفاتيح التشفير معها، ليتمكنوا من الوصول إلى الرسائل المرسلة والمستلمة من قبل الإرهابيين. لكن الشركات رفضت الالتزام بالأمر. ما أدى إلى اعتماد واتساب نظام التشفير end-to-end، الذي يمنع أي جهة، بما في ذلك واتساب، من الوصول إلى البيانات المتبادلة عبر التطبيق، باستثناء المرسل والمستلم.

الخلاصة

أصبحت واتساب إحدى أكثر خدمات المراسلة شيوعًا حول العالم، مع إمكانية أكبر للنمو.

وسواء كنت تعتقد أن فيسبوك دفعت أرقامًا مبالغًا بها من أجل شراء واتساب أم لا، ففي الحقيقة، لدى التطبيق مصدر إيرادات متزايد باستمرار، مع إمكانيات لا نهائية قد تمكنه من جني المزيد من الأرباح بمرور الوقت.

اقرأ أيضًا:

كيف تربح شركات الإنترنت من خدماتها المجانية؟

كيف خسرت نوكيا معركة الهواتف الذكية؟

ترجمة: ذوالفقار مقديد

تدقيق: آية فحماوي

المصدر