مرحبًا بكم في سلسلتنا العلمية «بين الكواكب». اليوم سنلقي نظرة مقربة إلى كوكب الزهرة، توأم كوكبنا، فقد يكون موطنًا لنا يومًا ما.

حسنًا، مع أخذ الظروف المتطرفة على كوكب الزهرة في الحسبان، ربما ينتابك شعور بأن كوكبنا الشقيق هو التوأم الشرير للأرض، ولكن ربما يُمكننا العيش هناك يومًا ما بطرائق عدة مختلفة، فقط إن تفانينا في إيجاد الموارد المطلوبة والمعرفة اللازمة.

في الواقع، إذا استطاع الناس استيطان الزهرة والسفر إليه، ربما تسمع جملًا ترحيبية مثل: «مرحبًا بكم في عشتار، بوابتك إلى سماوات سيذري المشرقة دائمًا! الوقت الآن 11:30 دقيقة صباحًا، ضغط الهواء 101 كيلو باسكال، وتبلغ درجات الحرارة الخارجية 300 كلفن!».

«من فضلك، حضّر هويتك لإجراء الفحص، وتحقق من أنها تتضمن نتائج مسحك الحيوي، إذا لم تكن قد حظيت بتلك خدمة على متن طائراتنا، يمكنك إجراؤها والاستفادة من تلك الخدمة المجانية بنفسك من أحد المكاتب الموجودة في الأرجاء».

«نود أن نذكّر الوافدين الجدد أن يومنا هنا على كوكب الزهرة أطول بكثير من نظيره على كوكب الأرض، إذ يبلغ طوله نحو 117 يومًا أرضيًا. نوصي باستخدام الظل الشمسي كل 16 ساعة لمواكبة اختلاف طول الليل والنهار، حتى تحظى بنومٍ جيد، ما يضمن لك التأقلم على جدول 24 ساعة».

«من المثير للاهتمام أن تعرف أنه منذ أنشأنا عشتار وعشنا فيها للمرة الأولى، كان ذلك منذ 175 يومًا فقط، في حين مر على الأرض نحو 56 عامًا! يمر الوقت بطيئًا جدًا بالنسبة إلى سكان الأرض».

«تحذير: على جميع المسافرين توخي الحذر الشديد عند الانتقال من المستعمرات إلى مناطيدهم، المنافذ والمخارج مؤمنة لحمايتك، ولكن يرجى عدم وضع أي أشياء ثقيلة أو الطرْق على المناطيد، فور وجودك على المنطاد، فقط اجلس واسترح ودعنا ننتقل بك وسط مشاهد الغيوم الجميلة إلى مكان الإقلاع».

حسنًا لا أنكر كم يبدو جميلًا، أليس كذلك؟ السفر إلى عالم تطفو فيه المدن فوق الغيوم، ويجري التنقل فيها عبر المناطيد الزاحفة فوق السُحب من مكان إلى آخر. ولكن انتظر، ما زال يسكن خيالنا المزيد، ماذا إذا كانت تلك المدن العائمة فوق السحب تمكنت من تغيير الغلاف الجوي للزهرة ومن ثم تغيير سطحه؟ إذا حدث ذلك يومًا ما ربما تختلف التحيات التلقائية على الكوكب إلى كلمات، مثل: «مرحبًا بك في محطة فيثاغورث، بوابتك إلى كوكب الزهرة، جنة محيطات النظام الشمسي، تاريخ اليوم كوليدونا 25، الوقت الآن 10:30 صباحًا بتوقيت نيوبيا بلانيتيا. تبلغ درجة الحرارة 300 كلفن، ويبلغ الضغط الجوي 101 كيلوباسكال. نشكرك لاختيار كوكب الزهرة لقضاء عطلتك، نتمنى لك عطلة سعيدة ونأمل أن تجد الراحة والاسترخاء على ضفاف شواطئنا ومحيطاتنا الرائعة».

«في أثناء سفرك إلى كوكب الزهرة، ستلاحظ أن الجاذبية تزداد ببطء. هذا الأمر طبيعي تمامًا، وقد حضّرنا بالفعل إجراءات السلامة لذلك الأمر. عندما تصل إلى السطح، سوف تتعرض لجاذبية تبلغ 90% من جاذبية الأرض، ما سيكون سهل المواكبة. ما عليك إلا الاستمتاع بخطواتك الجديدة الأكثر رشاقة، إذ لن يؤثر ذلك في كثافة العظام أو كتلة العضلات!».

«لقد تمكنا أيضًا من زيادة سرعة كوكب الزهرة، إذ أصبح اليوم على كوكب الزهرة مماثلًا لليوم الأرضي! تلك إحدى وسائلنا التي جعلت استصلاح كوكب الزهرة ممكنًا. عليك تذكر القواعد المتعلقة بجلب الكائنات الحية، متضمنةً الميكروبات!. لنسهل الأمر عليك، يمكنك التوجه إلى أحد الأكشاك المختصة بالتطهير وإزالة الملوثات لتتيقن من تطهيرك. يمنع على المسافرين غير المطهرين الاستحمام أو ملامسة المحيطات السيزرية، إذ لا يزال النظام الحيوي للمحيطات في حالة تطور، لذلك نطلب منك احترام التنوع البيولوجي المحلي».

«لا تنس التحقق من حقيبتك. فور وصولك إلى السطح اختر المركبة الملائمة لك. لا تنس أننا نقدم خدمات النقل عبر المحيطات إلى القارات عشتار وأفروديت ولادا تيرا. فور وصولك إلى هناك يمكنك حجز منتجعك البحري أو أي جزيرة أخرى تريدها».

كوكب الزهرة الجميل:

لأجيال عدة، فُتن البشر بالزهرة، أكثر نجوم الصباح والمساء سطوعًا. ولأن طبيعته التي يظهر عليها في السماء تحتم عليه أن يختفي أيامًا عدة بعد كل مرة يظهر فيها، ثم يظهر بعد ذلك بمقربة من الجانب الآخر للشمس، ظنه الناس قديمًا نجمين، أحدهما يظهر صباحًا والآخر مساءً.

لم يمض الكثير من الوقت حتى فطن علماء الفلك القدماء أن هذين النجمين هما في الحقيقة شيء واحد. بتتبعهم لمسار حركة الزهرة على مدار أجيال عدة بل قرون، وأدركوا أن ما سُمي الزهرة لم يكن نجمًا. مثل جميع الكواكب القديمة، بدأ كوكب الزهرة يلهمهم الحكايات والأساطير.

لسكان العالم القدامى، ارتبط كوكب الزهرة بإله الخصوبة والميلاد والحب والشهوة. عندما ظهر علم الفلك بنماذجه الحديثة، ظهرت نظريات وأساطير جديدة. حتى القرن العشرين، كان يُعتقد بأن طبقة الغيوم على كوكب الزهرة هي غيوم مطيرة، ما قادهم إلى فكرة وجود محيطات عليه.

ساد ذلك الاعتقاد حتى ستينيات القرن الماضي، بدأ العلماء يفكرون بإمكانية استصلاح الزهرة لاستقبال الحياة، ولكن بعد إرسال مسبار آلي لزيارة كوكب الزهرة لجمع معلومات عن سطحه وغلافه الجوي، أدركنا الحقيقة المفجعة.

كوكب الزهرة هو أسخن كواكب النظام الشمسي، إذ تبلغ حرارة سطحه 464 درجة مئوية، تلك درجة حرارة كافية لإذابة الرصاص، ويبلغ ضغطه الجوي 92 ضعف الضغط الجوي الأرضي، ما يُمكنه سحق البشر على سطحه. يتكون الهواء من غازات سامة معظمها ثاني أكسيد الكربون بنسبة 96.5% ونسب ضئيلة من غازات أخرى.

تتكون غيوم كوكب الزهرة الممطرة من حمض الكبريتيك، لذلك حتى وإن كانت الحرارة والضغط الجوي مناسبين للحياة، فإن الأمطار الحمضية كفيلة بإذابة أي شيء. لذلك ليس من المبالغة القول إن كوكب الزهرة هو جحيم في عالمنا الواقعي.

مع ذلك، تجعل بعض الأسباب الأخرى احتمالية استصلاح كوكب الزهرة ممكنة. مقارنةً بسائر كواكب المجموعة الشمسية، فإن الجاذبية على سطح الزهرة تبلغ 8.87 م/ث²، أي 90% من جاذبية كوكب الأرض، في حين تبلغ جاذبية المريخ وعطارد 38% من جاذبية الأرض، والقمر 16.5% من جاذبية الأرض.

هذا يعني أن البشر لن يكونوا عرضة لخطر ضمور العضلات أو نقص كثافة العظام، وما يترتب من خلل في وظائف الأعضاء المختلفة، وهو ما يتعرض له رواد الفضاء ويمكن تجاوزه بوساطة نظام من التمارين الصحية وبعض التدخلات الطبية، أما العيش على كوكب الزهرة -فيما يخص الجاذبية- فهو مشابه جدًا للعيش على كوكب الأرض، دون الحاجة إلى تدخلات تكنولوجية فائقة.

مدن فوق السُحب:

يخلق الغلاف الجوي السميك للزهرة بعض الخصائص الفريدة لبيئة العيش هناك، فعلى ارتفاع 50 كيلومترًا فوق سطح الكوكب، يبلغ الضغط الجوي نحو 100 كيلوباسكال، أي أقل بقليل من الضغط الجوي على كوكب الأرض عند مستوى سطح البحر، إذ يبلغ 101.325 كيلوباسكال، وتبلغ درجة الحرارة 30 درجة مئوية.

توفر الأجزاء العلوية من الغلاف الجوي الحماية من الأشعة الكونية الضارة، بالطريقة ذاتها التي تتبعها الأرض لحماية الحياة على سطحها، لذلك بدأت تظهر تكهنات أولية في سبعينيات القرن الماضي ترجّح إمكانية إقامة حياة ثابتة على الغلاف الجوي للزهرة، وكان أول من سجل هذا الافتراض فريق من علماء السوفييت.

سنة 2003، أعاد العالم جيوفري لانديس من ناسا إحياء فكرة «استعمار الزهرة» في ورقة بهذا العنوان. على ارتفاع 50 كيلومترًا فوق سطح الزهرة، يقترح لانديس أن المدن ستكون آمنة بعيدًا عن الأجواء القاسية على السطح.

«الغلاف الجوي لكوكب الزهرة -وليس سطحه- هو البيئة الأشبه بكوكب الأرض في النظام الشمسي. قد يستكشف البشر الغلاف الجوي للزهرة قريبًا بوساطة المركبات المنطادية، ومن ثم يمكن على المدى البعيد إنشاء مستوطنات دائمة على شكل مُدن تطفو فوق السحب على ارتفاع 50 كيلومترًا».

وفقًا لفرضية لانديس، ستبقى تلك المركبات المنطادية طافيةً في الغلاف الجوي للزهرة، وهي تحتوي على هواء قابل للتنفس، أي خليط من الأكسجين والنيتروجين بنسبة 79:21.

سنة 2015 بدأت ناسا ببحث احتمالية استعمار الزهرة، إذ فكرت جديًا في إرسال طاقم في مركبة فضائية إلى الزهرة جزءًا من مهمة (HAVOC).

يشرح ديل أرني وكريس جونز، من مركز أبحاث لانغلي التابع لناسا: «يتضمن المقترح الجديد استخدام المركبات المنطادية لتنفيذ الأجزاء المأهولة من المهمات، إذ تعمل المركبات بوصفها منصات استصلاح، مع الوقت قد يصبح الغلاف الجوي للزهرة قابلًا للحياة، بل قد يتمكن المستعمرون في النهاية من الهجرة إلى السطح».

هل يمكننا تبريد هذا الجحيم؟

هنالك طرائق عدة لاستصلاح كوكب الزهرة، ونقصد بذلك استصلاح الكوكب لجعله مشابهًا للأرض قدر الإمكان. لتحقيق ذلك نحن بحاجة إلى تغييرات عدة مهمة، تتضمن:

  •  تبريد الغلاف الجوي للكوكب.
  •  تقليل سماكة الغلاف الجوي.
  •  تحويل الغلاف الجوي ليتكون من النيتروجين والأكسجين.
  •  تقليل عدد ساعات اليوم ليصبح 24 ساعة.

لحسن الحظ، هذه الخطوات يكمل بعضها بعضًا. يمتص الزهرة ضعفي كمية ضوء الشمس التي تمتصها الأرض، أي أن لأشعة الشمس دورًا مهمًا في التطور السريع لعملية الاحتباس الحراري على كوكب الزهرة حتى أصبح في وضعه الجهنمي الحالي. من الطرق المقترحة لتبريد الكوكب استخدام الظلال الشمسية.

إذا وضعنا عدسة عند النقطة «لاغرانج 1» (نقطة مراقبة رئيسية تقع على بعد نحو مليون كيلومتر من الكوكب باتجاه الشمس، تتيح -مع النقطة 2- المراقبة المستمرة لنصفي الكوكب ليلًا ونهارًا) سيحد ذلك من كمية أشعة الشمس الواصلة إلى كوكب الزهرة. يمكننا أيضًا وضع عواكس للأشعة الشمسية في الغلاف الجوي للزهرة لعكس الإشعاعات الشمسية إلى الفضاء، وقد تتخذ تلك العواكس شكل بالونات كبيرة عاكسة أو صفائح مكسوة بالألماس.

اقترح لانديس أن المركبات المنطادية قد تعمل بوصفها عوازل شمسية ومحطات معالجة. وفقًا لذلك، يمكن استخدام ثاني أكسيد الكربون -الموجود بوفرة في الغلاف الجوي للمريخ- وتحليله كيميائيًا لإنتاج الكربون -الذي يُعد من اللبنات الأولى للتخليق الحيوي- والأكسجين، الذي يمكن استخدامه داخل المناطيد.

سيعمل إنشاء الظلال تدريجيًا على تبريد الغلاف الجوي للزهرة، ما سيجعل سُحب ثاني أكسيد الكربون الكثيفة تتجمد وتشكل جليدًا جافًا. ثم يمكن استخدام هذا الجليد بطرائق عدة، مثل دفعه إلى السطح أو دفنه أو عزله، إذ قد يُستخدم لتخفيض الضغط الجوي. من الخطط المقترحة التحول الكيميائي للغلاف الجوي للزهرة إلى غلاف يمكنه دعم الحياة على الكوكب.

المطر الطويل:

سنة 1961، قدم عالم الفلك كارل ساجان مقترحًا لاستصلاح كوكب الزهرة. أشار ساجان إلى إمكانية استعمال الهندسة الوراثية لتعديل البكتريا الزرقاء وإطلاقها في الغلاف الجوي للزهرة، إذ ستحول ثاني أكسيد الكربون إلى جزيئات عضوية، ولكن ثبتت استحالة تطبيق هذه الفكرة بعد اكتشاف السُحب الحمضية.

تلا ذلك اقتراح بول ريتش في دراسته «الاستصلاح السريع لكوكب الزهرة»، المنشورة سنة 1991. اقترح ريتش قذف الغلاف الجوي لكوكب الزهرة بهباء من الهيدروجين والحديد، ما قد ينتج كيميائيًا كميات هائلة من المياه، ما يُسمى «المطر الطويل»، الذي سيغطي 80% من الكوكب بالمحيطات.

قد ينتج من ذلك أيضًا كميات هائلة من الجرافيت -الكربون المتبلّر- ما يتطلب حصره وإزالته. أما الغلاف الجوي المتبقي، فإن ضغطه الجوي سيصبح ثلاثة أضعاف الضغط الجوي للأرض، إذ سيتكون أساسًا من النيتروجين الذي سيعمل بوصفه غازًا عازلًا. تمكن لاحقًا إضافة الأكسجين بإنتاجه محليًا أو بتوريده لخلق غلاف جوي يمكننا من التنفس.

قدم إسحاق آرثر فرضية طموحة تنص على استخدام الهيدروجين، قُدمت في مقطع مصور بعنوان «شتاء الزهرة»، شرح فيه كيف يمكن خلق مدفع هيدروجين، بتركيز الهيدروجين المتأين في شعاع موجه إلى كوكب الزهرة. يمكن استخدام هذه التقنية لجعل الغلاف الجوي أنحف، واستخدام الهيدروجين لإنتاج الماء.

من الطرق المقترحة أيضًا قذف الغلاف الجوي للزهرة بمشتقات الكالسيوم والماغنيسيوم لخلق الكربونات. اقترح تلك الفكرة العلماء مارك بولوك وديفيد جرينسبون من جامعة كولورادو بولدر، في بحث عام 1996 بعنوان «استقرار المناخ على كوكب الزهرة». قد يمكن تنفيذ ذلك الاقتراح بوساطة حفر قشرة الكوكب وصولًا إلى رواسبه الغنية بأكاسيد الكالسيوم والماغنيسيوم.

من ثم يمكن عزل الكربونات في طبقة الوشاح، إذ ستصبح جزءًا من دورة الكربون، المرتبطة بالنشاط التكتوني للكوكب. في وجود الظلال الشمسية والتحويل الكيميائي للغلاف الجوي باستخدام جزيئات الهيدروجين والحديد، سيُغطى كوكب الزهرة بالمحيطات ووفرة من المكونات الكيميائية.

الليل والنهار:

تتضمن إحدى طرق الاستصلاح الفعالة تغيير سرعة دوران كوكب الزهرة. يكمل كوكب الزهرة دورةً واحدةً حول محوره كل 243 يومًا أرضيًا، وهي أبطأ سرعة دوران بين كواكب المجموعة الشمسية. لهذا يكون الليل والنهار على كوكب الزهرة طويلًا جدًا، ما سيصعب تكيف الكائنات الحية الأرضية من نباتات وحيوانات.

يفسر بطء دوران الكوكب حول محوره عدم امتلاك كوكب الزهرة حقلًا مغناطيسيًا قويًا مثل الأرض. اقتُرح الكثير من الحلول لتسريع دوران الزهرة، ليقترب من دوران الأرض. قدم ريتش بول في ورقته حلًا تمثل في خلق مرايا مدارية قرب النقطة لاغرانج 1 الخطية.

ستوجه هذه المرايا ضوء الشمس مباشرةً باتجاه قطبي الزهرة، حيث توجد مرايا مدارية أخرى. يعكس هذا النظام ضوء الشمس على الجانب غير المواجه للشمس في دورة نهار/ليل مدتها 24 ساعة تحاكي اليوم الأرضي. تمثل اقتراح آخر بتسريع دوران الزهرة بقذفه بالنيازك أو جعل بعض الأجسام الضخمة تحلق حوله.

إذا تمكنا من قذف الزهرة بالزاوية الصحيحة قد يمكن تعديل سرعة دوران الكوكب، وعكس اتجاه الدوران أيضًا. يمكن إسراع دوران الكوكب حول محوره حتى يصبح اليوم 24 ساعة. وأيضًا قد يمكن إعادة إحياء نشاط «تأثير الدينامو» كالذي تحتويه الأرض في نواتها، ويمنحها مجالها المغناطيسي.

يضمن المجال المغناطيسي الحفاظ على الغلاف الجوي الجديد، فلا يتسرب بعيدًا في الفضاء بفعل الرياح الشمسية، إذ سيوفر للكوكب الحماية من الأيونات الضارة، وإذا تمكنا من توفير الكالسيوم والماغنيسيوم ومشتقات الكربون، فسنتمكن من خلق غلاف جوي نستطيع تنفسه.

يمكن تقليل حجم الغلاف الجوي الحالي بإخراج بعضه إلى الفضاء. بتصدير غازاته عبر ما يُسمى المصاعد الفضائية، التي يمكنها سحب غازات الغلاف الجوي وإطلاقها في الفضاء.

يتضح أن عملية تحويل الزهرة إلى كوكب يصلح للحياة تتطلب خطوات عدة مكملة لبعضها. سواءً بتقليل سمك الغلاف الجوي أو تبريد الكوكب، أو التحويل الكيميائي للغلاف الجوي للكوكب أو تسريع دورانه، فور البدء بإحدى هذه الطرق لمحاولة استصلاح الكوكب، سيعود ذلك تلقائيًا بآثار إيجابية على طرق الاستصلاح الأخرى.

لدينا العديد من الحلول المقترحة لتحقيق هذا الهدف، ما قد يؤدي في النهاية إلى تحويل كوكب الزهرة إلى بيئة دافئة محيطية تشبه الأرض كثيرًا. الأشخاص الذين سيولدون في تلك الجنة الجديدة سيعرفون بالزُهريين أو السيزيريين، وقد يتسمون غالبًا بالكرم والأريحية.

بمرور الوقت وجيلًا بعد جيل، ربما يمكننا إنشاء مدن عائمة، قد تنتقل تلك المدن ببطء إلى سطح الكوكب، حينها من المؤكد أنهم سيجدون جنة محيطية في انتظارهم لبدء حياة جديدة معًا.

اقرأ أيضًا:

الحياة على كوكب الزهرة إن وجدت ستكون لنوع جديد من الكائنات الحية

اكتشاف خاصية كوكبية غير متوقعة على كوكب الزهرة

ترجمة: آية قاسم

تدقيق: أكرم محيي الدين

مراجعة: حسين جرود

المصدر