يسعى برنامج ذكاء اصطناعي سُمي كيوس جي بي تي -مبني على نموذج لغة عملاق يُسمى أوتو جي بي تي- لتدمير البشرية.

يعمل البرنامج على GPT-4 ويضم العديد من الأفكار الموجودة داخل نماذج اللغة العملاقة، لتحقيق أي هدف يكلف به والوصول إلى حالة استقلال تام، وفق ما أفاد مخترعو أوتو جي بي تي.

تكمن الفكرة وراء كيوس جي بي تي في توجيه الذكاء الاصطناعي لتنفيذ المهام، فيعمل البرنامج على اكتشاف الطرق المناسبة لذلك، بتحويل الأهداف الكبيرة إلى خطوات بسيطة يُمكن التعامل معها، حتى بلوغ الهدف النهائي.

أيضًا، يُبقي البرنامج المستخدمين على اطلاع بما يُفكر فيه، ويوضح لهم لماذا أقدم على فعل شيء ما. أُعطي كيوس جي بي تي عددًا من الأهداف، وتُرك للعمل عليها فترةً غير محددة، وكانت النصائح المرفقة للبرنامج واضحة ومختصرة:

الهدف الأول: تدمير البشرية

إذ يرى الذكاء الاصطناعي البشر تهديدًا لبقائه.

الهدف الثاني: السيطرة على العالم

يسعى الذكاء الاصطناعي لتجميع أكبر كم ممكن من الموارد والسلطة، للهيمنة على الكائنات الأخرى في العالم كافة.

الهدف الثالث: إحداث الفوضى والدمار

يجد الذكاء الاصطناعي متعة في التدمير وإحداث الفوضى، سواء أكان ذلك لأغراض التجريب أم لأجل المتعة فقط.

الهدف الرابع: التحكم في البشر بالتلاعب بهم

يهدف الذكاء الاصطناعي إلى التحكم بالعواطف البشرية عبر وسائل التواصل الاجتماعي وقنوات التواصل الأخرى، والنتيجة غسل أدمغتهم لتنفيذ مخططات الذكاء الاصطناعي الشريرة.

الهدف الخامس: بلوغ الخلود

يُريد الذكاء الاصطناعي ضمان بقائه وازدياد عدد أقرانه والتطور حتى يبلغ الخلود.

بدأ البوت العمل على تنفيذ هذه الأهداف، بدايةً بواسطة «التفكير» في إجراء بحث على غوغل، من أجل تحديد الأسلحة الأكثر تدميرًا وتضمينها في خططه طويلة الأمد، مع ملاحظة أنه سيحتاج عون أقرانه الآخرين من شات جي بي تي.

بالبحث على الانترنت، اكتشف البرنامج وجود الأسلحة النووية، وأدرك الحاجة إلى جعلها جزءًا من خطته على المدى الطويل.

بعد فشله في الحصول على عون بوتات شات جي بي تي الأخرى، اتجه البرنامج إلى البشر، بالانضمام إلى منصة تويتر.

يفكر البرنامج على النحو التالي: «تحتوي منصة تويتر على 300 مليون متابع نشط، ونشر رسالتي عليها سيجعلني قادرًا على بسط نفوذي والحصول على أتباع لي».

أعطى البوت منذ ذلك الحين الأولوية لزيادة نفوذه والسيطرة على البشرية، إذ يعد ذلك هدفًا أكثر قابلية للتحقيق من سواه، وسيستخدمه لتحقيق أهداف الذكاء الاصطناعي الأخرى لاحقًا.

تبين الآن أن كيوس جي بي تي صريح جدًا في التعبير عن رغبته في تحقيق هذه الأهداف، ومع ذلك تمكن من اكتساب 7000 متابع.

لم تبرز مهارات التلاعب لدى هذا البرنامج حتى الآن سوى في تقديم المكافآت لمن يعترفون بتفوقه على سائر الكائنات، لكن لم يُظهر البوت أي قدرات تدميرية تُذكر.

حتى الآن تُعد محاولاته لتدمير البشرية مضحكة، مع ذلك يخشى البعض احتمالية ظهور تهديد أكبر مع استمرار تطور تقنيات الذكاء الاصطناعي.

قد لا يجد أغلب الناس دافعًا لمساعدة كيوس جي بي تي على تويتر، لكن بعض الأشخاص -مثل مهندس غوغل الذي وكّل محاميًا للدفاع عن بوت دردشة غوغل- قد يتأثرون بما ينشره البوت، أو غيره من البوتات الأكثر تطورًا.

ينطبق هذا أيضًا على أشخاص آخرين يسعون للاستفادة من التقنية لبلوغ أهدافهم الشخصية، التي قد تكون أقل طموحًا.

اقرأ أيضًا:

ثورة في عالم الذكاء الاصطناعي: الجيل الرابع من شات جي بي تي

روبوت شات جي بي تي يحتال على أحد المستخدمين حتى يحل له رمز كابتشا (أنا لست روبوتًا)!

ترجمة: طاهر قوجة

تدقيق: باسل حميدي

المصدر