تؤدي لسعة الدبور عادة إلى حكة جلدية، وتُعد شائعة في الشهور الدافئة حيث يقضي الناس في الخارج فترات طويلة، تعطي لسعة الدبور شعورًا غير مريح لكن عادة ما يتعافى معظم الناس منها بسرعة وبدون مضاعفات، وتُعد الأعراض الشديدة علامة على وجود رد فعل تحسسي.

تملك الدبابير لاسعات تستخدمها للدفاع عن النفس، تحتوي على مادة سامة تنتقل إلى الإنسان في أثناء اللسعة، وقد يسبب سم الدبابير ألمًا وتهيّجًا كبيرًا، أو رد فعل خطير إن كان الشخص مصابًا بحساسية تجاه السم. وفي كلتا الحالتين العلاج الفوري مطلوب للتخفيف من الأعراض والمضاعفات.

أعراض الإصابة بلسعة الدبور

تظهر الأعراض الطفيفة على غالبية الأشخاص الذين لا يعانون من الحساسية تجاه لسعات الحشرات فقط في أثناء اللسعة وبعدها، وقد تعني الأعراض الأولية ألمًا حادًا أو شعورًا حارقًا في مكان اللسعة، وقد يحدث احمرار وتورم وحكة.

 ردود الفعل الموضعية الطبيعية:

الإصابة بحطاطة حمراء بارزة حول مكان اللسعة محتمل، وقد تظهر علامة بيضاء صغيرة في منتصف الحطاطة حيث مكان اللسعة، وعادةً ما يتراجع الألم والتوّرم في غضون ساعات.

 ردود الفعل الموضعية الكبيرة:

يُستخدم هذا المصطلح لوصف الأعراض الأكثر وضوحًا الناتجة عن لسعة الدبور. وتظهر عند الأشخاص الذين يعانون الحساسية تجاه اللسعات لكنهم لا يعانون من أي أعراض مهددة للحياة كالصدمة التأقية. وتتضمن ردود الفعل: الاحمرار الشديد والتورّم الذي يتزايد خلال الأيام الثلاثة الأولى، ومن الممكن أيضًا الشعور بالغثيان والإقياء. تتراجع ردود الفعل الموضعية الكبيرة من تلقاء نفسها على مدار أسبوع أو ما يقاربه.

من المهم استشارة الطبيب ردود الفعل الكبيرة، فقد يوجّه الأطباء الشخص المُصاب إلى تناول مضادات الهيستامين لتقليل الشعور بالانزعاج. ووجود رد فعل موضعي كبير لا يعني بالضرورة حدوث رد الفعل ذاته مع اللسعات المستقبلية بنفس الطريقة.

 الصدمة التأقية اللاحقة للسعة الدبور:

وهي رد الفعل التحسسي الأشد تجاه لسعات الدبابير، تحدث نتيجة الصدمة التي يتلقاها الجسم بسبب سم الدبور، وتظهر بسرعة بعد حدوث اللسعة ومن المهم طلب الرعاية الطبية الفورية. وتتضمن الأعراض ما يلي:

  •  تورم الوجه والشفاه الشديد أو الحلق.
  •  صعوبة في التنفس، مثل الصفير أو اللهاث.
  •  الدوار.
  •  انخفاض ضغط الدم المفاجئ.
  •  فقدان الوعي.
  •  الغثيان أو الإقياء.
  •  الإسهال.
  •  آلام بطنية.
  •  نبض ضعيف أو متسارع.

قد لا يواجه المصاب جميع ما سبق من الأعراض لكن من المحتمل أن يعاني على الأقل من بعضها بعد اللسعة، ولدى وجود تاريخ لإصابة سابقة بالصدمة التأقية (وهي حالة طبية طارئة تتطلب التدخل الفوري) فمن المهم وجود عدة إسعافات أولية قريبة تحوي على الابنفرين (الأدرينالين)، ما يساعد على استقرار ضغط الدم وزيادة معدل ضربات القلب وقوتها وتنظيم معدل التنفس.

علاج لسعة الدبور

ردود الفعل الخفيفة إلى المتوسطة:

من الممكن علاجها في المنزل وتتضمن:

  •  غسل المنطقة بالماء والصابون لإزالة أكبر قدر ممكن من السم.
  •  وضع كمادات باردة لتقليل التورم والألم.
  •  المحافظة على مكان اللسعة نظيف وجاف لمنع انتقال العدوى.
  •  تغطية المنطقة بضمادة طبية.

إذا أصبحت الحكة مزعجة أو في حال تهيج الجلد، من الممكن استخدام كريم الهيدروكورتيزون، أو غسول الكالامين، وتعمل بيكربونات الصوديوم ودقيق الشوفان الغروي على تلطيف البشرة، فبالوسع استخدامهما في أثناء الاستحمام أو عبر كريمات الجلد الطبية. بالإضافة إلى مسكنات الألم التي توصف دون وصفة طبية مثل الإيبوبروفين، ومن الممكن أيضًا أن تقلل مضادات الهيستامين مثل (الديفينهيدرامين والكلورفينيرامين) من الحكة.

يجب الأخذ بعين الاعتبار ضرورة تناول الأدوية حسب التوجيهات الطبية لتجنب وقوع الآثار الجانبية كتهيج المعدة أو النعاس، ويُنصح بالحصول على لقاح ضد الإصابة بمرض الكزاز في غضون عدة أيام من اللسعة إذا لم يكن المريض قد حصل على جرعة داعمة في السنوات العشر الماضية.

يُعد الخل علاجًا منزليًا يُستخدم لدى الإصابة بلسعات الدبابير، لأن حموضة الخل قد تساعد على تعديل الخواص القلوية للسعات الدبابير، والعكس صحيح في حال لسعات النحل التي تكون حمضية أكثر.

تكمن طريقة الاستخدام في نقع قطعة من القطن في خل التفاح أو الخل الأبيض ثم وضعها فوق المنطقة المصابة من الجلد بتطبيق ضغط خفيف للمساعدة على تخفيف الألم والالتهاب، ثم من الممكن أن تُترَك فوق اللسعة لعدة دقائق.

 ردود الفعل الشديدة:

تتطلب ردود الفعل الشديدة تدخلًا طبيًا فوريًا. ويعاني ما يقارب 0.8% من الأطفال و3% من البالغين من حساسية تجاه لسعات الحشرات. ومن المحبّذ إعطاء حقنة الأدرينالين فور بدء الأعراض إن وُجدت، بينما في حال وجود تاريخ مرضي سابق من الحساسية فيجب إعطاؤها فور التعرّض للسع. وقد تشمل علاجات ردود الفعل التحسسية الشديدة الآتي:

  •  المزيد من الأدرينالين لتهدئة الجهاز المناعي.
  •  الإنعاش القلبي الرئوي (CPR) في حال توقف التنفس مؤقتًا.
  •  الأكسجين أو الستيروئيدات أو أية أدوية أخرى لتحسين التنفس.

الفرق بين لسعة الدبور ولسعة النحل

يسبب كلاهما أعراضًا متشابهة، لكن إجراءات العلاج بينهما تختلف. لا تستطيع النحلة أن تلسع إلا لمرة واحدة، لأن لاسعتها تعلق في جلد الضحية، أما الدبور فقد يلدغ أكثر من مرة بسبب بقاء لاسعته سليمة.

يمكن علاج معظم لسعات النحل في المنزل ما لم تكن الحساسية موجودة، ومن الممكن أيضًا إزالة لسعة النحلة بالأظافر في غضون 30 ثانية فور الإصابة باللدغة، وتساعد الكمادات الباردة والأدوية التي توصف دون وصفة طبية مثل الإيبوبروفين على تقليل الألم والتورّم.

أما لدى الإصابة بالحساسية، فيجب الحصول على حقنة الأدرينالين والاتصال بالإسعاف، وتجب مراجعة الطبيب لدى حدوث عدوى تشمل أعراضها الاحمرار والتورّم والقيح.

لسعة الدبور في أثناء الحمل

قد تحدث اللسعات في أي وقت، وحتى إن كان ذلك في أثناء الحمل، لا تُعد اللسعات مصدرًا للقلق لدى عدم وجود حساسية معروفة من السم، أو أي ردود فعل موضعية كبيرة في الماضي.

وإجراءات العلاج التي تتبعّها المرأة الحامل هي ذاتها التي تتبعها أي امرأة غير حامل، باستثناء أنه يجب تجنب مضادات الهيستامين التي تحتوي على مواد مزيلة للاحتقان، ومع أن لسعات الدبابير وحدها لا تؤذي الجنين لكن رد الفعل التحسسي الشديد قد يفعل، ومن الواجب أخذ حقنة الأدرينالين، أو الاتصال بالإسعاف إذا لزم الأمر وظهرت على الحامل أعراض الصدمة التأقية.

لسعة الدبور عند الأطفال الصغار

غالبًا ما يُنظر إلى لسعات الحشرات على أنها طقس من طقوس الطفولة لا بد لكل طفل أن يمر بها، لكن هذا لا يجعلها أقل خطورة، فالأطفال الصغار معرضون للخطر بشكل خاص بسبب غياب قدرتهم على التعبير الصحيح عن تعرضهم للسعة الدبور.

يُفضل التحقق من مصدر أي بكاء أو شكاوى أو علامات للسعة الدبور عندما يلعب الطفل في الخارج، ومن الممكن في سن مبكرة توجيه الأطفال إلى الطرق التي تمكنهم من تفادي حدوث اللسعات، كتعليمهم شكل الدبابير وأعشاشها وكيفية تجنبها، وتشمل احتياطات السلامة الأخرى أيضًا عدم المشي حافيًا في الخارج وتجنّب المشروبات السكرية التي تُترك في الهواء الطلق وتكون عادةً جاذبة للحشرات.

مضاعفات الإصابة بلسعات الدبور

في حالات نادرة، تحدث هذه المضاعفات في الجهاز العصبي، وقد نُشر تقرير في مجلة (The Annals Of Tropical Medicine And Public Health)، بُحث فيه عن الحالات غير الاعتيادية التي عانى منها الأطفال المرضى من ضعف في العضلات واتساع حدقة العين وحبسة حركية (ضعف القدرة على الكلام والكتابة) بعد اللسعة، وهي مضاعفات خاصة وشديدة من غير المرجح أن تحدث في أغلب الأحيان.

نتجت ردود الفعل المرضية عن تخثر دموي ناجم عن ردة فعل تحسسية تالية للإصابة بلسعة الدبور.

كل ما يجب فعله لمنع الإصابة هو توخي الحذر بالإضافة إلى التحدث مع الطبيب حول العلاج المناعي (باستخدام السم وعلى شكل حقن لعلاج الحساسية).

اقرأ أيضًا:

ما يجب أن تعرفه عن الزنبور القاتل

لسعة النحل: الإسعافات الأولية والمضاعفات والعلاجات المنزلية

ترجمة: سنا أحمد

تدقيق: نينار راهب

مراجعة: محمد حسان عجك

المصدر