هل سمعت من قبل عن العاصفة الثلجية؟ إذا سمعت، فعليك أن تعرف القاعدة الأولى للقيادة في فضل الشتاء، عندما تكشف العاصفة الثلجية عن أنيابها، خفف سرعتك!

لا تحدث العواصف الثلجية في كل مكان طقسه شتوي، وحتى في الأماكن ذات الطقس الشتوي لا تحدث العواصف الثلجية كل يوم. لكن إذا صادف أنك تعيش أو تسافر إلى تلك الأماكن، فتحدث العواصف الثلجية من حين لآخر، وبقدر ما هي قصيرة -لا يستمر أغلبها أكثر من 30 دقيقة- فإنها خطيرة ومميتة في بعض الأحيان.

يقول بيت باناكوس، مسؤول العلوم والعمليات في المكتب الوطني لخدمات التنبؤ الجوية في بيرلينغتون، فيرمونت: «يمكن اعتبارها شبيهةً بالعواصف الرعدية المرتبطة بفصل الشتاء. نعم، أنت تتعامل مع هذا النوع من الحدة، وهي غير مستقرة، لكنها مشابهة لعمليات الغلاف الجوي».

عاصفة مطرية، طوفان، عاصفة ثلجية

توجد في لغة الطقس الشتوي عواصف ثلجية بالمعنى اللطيف ولكن توجد أيضًا عواصف ثلجية مرعبة، ويعد النوع الأخير ظاهرة جوية تقليدية وشائعة قد تحدث في الولايات المتحدة، في أي مكان من الشمال الشرقي (يحدث العديد منها في فيرمونت كل سنة)، إلى السهول العليا حتى سفح الصخور، في أي مكان تتساقط فيه الثلوج.

ما العاصفة الثلجية؟ لا نقصد بذلك كثافة الثلج، أو معدل سقوطه كالعواصف المطرية مثلًا، فهي أقوى من العواصف المطرية. العواصف الثلجية هي زخات ثلجية شديدة وقصيرة، مصحوبة برياح قوية عاصفة.

ربما يكون معدل التراكم خطيرًا وشديدًا، وتشتهر العواصف الثلجية في منطقة البحيرات الكبرى، وفقًا للمختبر الوطني للعواصف الشديدة (الذي يعد كالدول الحائزة على الأسلحة النووية، وهو فرع تابع للإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي التي تعد ذراعًا لوزارة التجارة الأميركية).

بحث باناكوس في العواصف الثلجية لأكثر من عقد، وأجرى مع بعض الزملاء منذ عدة سنوات دراسة حول 36 عاصفة ثلجية، في أعالي نيويورك وفيرمونت، ونُشرت دراسة أُجريت في فبراير 2014، في مجلة الأرصاد الجوية التشغيلية، وجدت أن المدة المتوسطة للعاصفة الثلجية تبلغ 17 دقيقة فقط، وبلغ تراكم الثلوج -على الأقل للعواصف الإحدى عشر المدروسة التي أثرت في بيرلينغتون- نحو 2.5 سم فقط.

لكن شبرًا من الثلج في غضون 20 دقيقة مع الرياح الهادرة -التي يقول باناكوس إنها تتجاوز بكثير 56 كيلومترًا بالساعة- جعل الظروف تبدو غامضة. تبلغ الرؤية في العواصف الثلجية بحكم تعريفها، أقل من 0.4 كيلومتر. وقد تشتمل هذه العواصف على البرق تمامًا كالعواصف الرعدية.

يقول باناكوس: «يعد جزء كبير من ذلك عامل مفاجأة، إذ قد يقود أحد في الطريق والسماء زرقاء صافية، ثم يجد نفسه فجأة في عاصفة ثلجية. أو ربما غادر شخص منزله، وكل ما يعرفه أن هناك احتمال 30% لتساقط الثلوج اليوم، ثم يجد نفسه في هذه العتمة الثلجية».

أضف إلى ذلك الطرقات الزلقة، وخاصة في منتصف الشتاء، عندما يرجح أن تكون الأسطح متجمدة، وهناك احتمال حدوث اصطدام مميت بين عدة مركبات، ما قد يتسبب بضرر يقدر بملايين الدولارات. إذ تحطمت 30 مركبة في ديسمبر 2019، في مقاطعة يونيون في وسط بنسلفانيا، خلال عاصفة ثلجية، ولقي شخصان حتفهما، بينما أصيب 44 شخصًا بجروح. وتحطمت 29 مركبة في نوفمبر 2020، على طول الطريق السريع لولاية مينيسوتا خلال عاصفة ثلجية، ما أسفر عن إصابة 9 أشخاص. وتحطمت نحو 200 مركبة في العاصفة الثلجية في ميتيشغان عام 2015.

خصائص العاصفة الثلجية المميزة هذه (قصيرة الوقت وشديدة الحدة مع عتمة ثلجية) تجعلها خطيرة إذا كنت على الطريق.

الصمود أمام العواصف الثلجية

تحصل أغلب العواصف الثلجية على الحافة الرئيسية لجبهة القطب الشمالي البارد. عندما يصطدم الهواء البارد فائق الشحنة بالهواء الدافئ، يحدث الانتقال الحراري ويتسبب برياح شديدة، وومضات تجمد سريع وثلوج. وفي غضون دقائق، يتحول اليوم المشمس على الطريق السريع إلى مأساة.

لهذا السبب، من المهم جدًا التنبؤ بالعواصف الثلجية وتنبيه سائقي السيارات باحتمال وقوعها.

يقول باناكوس: «تحسّنّا كثيرًا على مدى العقد الماضي، وسنعرف عمومًا باحتمال وقوعها قبل يومين أو ثلاثة مقدمًا، وبعد ذلك ننتقل لمرحلة تحديد أي المدن والبلدان بدقة، وأي ساعة ستتأثر بالعاصفة، سيكون بإمكاننا أن نشعر بها قبل 6 إلى 12 ساعة، ووقتها سنتمكن من التغلب عليها. وفور ملاحظة العاصفة الثلجية على الرادار، يمكننا إصدار التحذير، وبإمكان مختصي الأرصاد الجوية التابعين لدائرة الطقس الوطنية أن يستمروا في توجيه ونشر تلك التحذيرات».

فور رؤية علماء الأرصاد الجوية العاصفة على الرادار، فإنهم يصدرون الإنذارات، بما في ذلك إنذارات الطوارئ اللاسلكية إلى الهواتف المحمولة التي تدعم نظام WEA. تتضمن هذه الإنذارات نغمة خاصة، واهتزازًا يتكرر مرتين، مشابهًا للمكالمات الطارئة مثل إنذارات الإسعاف، وتتضمن الرسالة القصيرة: «تعتيم مفاجئ، وطرق جليدية، خفف سرعتك!».

وتتضمن الرسالة الأطول: «إبطاء أو تأجيل السفر، كن مستعدًا لانعدام الرؤية وطرق متجمدة في وسط الثلوج الكثيفة».

ينصح الخبراء بتجنب السفر عندما تتنبأ النشرة الجوية بعاصفة ثلجية. في حال كنت على الطريق السريع بالفعل، توقف وانزل في أقرب وقت ممكن بأمان، وإذا كنت عالقًا في امتداد طويل في الطريق السريع عند حدوث عاصفة ثلجية مفاجئة، فأفضل نصيحة هي أن تشغل الأضواء الأمامية، وتترك مساحة بينك وبين المراكب الأخرى، وابق بعيدًا عن الفرامل لتتجنب فقدان السيطرة على سطح الطريق الزلق، وخفف من سرعتك!

اقرأ أيضًا:

هل أنت في مأمن من البرق خلال العاصفة إن لم يكن هناك رعد ؟

لماذا يتسبب الجليد الجاف بالحروق؟

ترجمة: حلا بوبو

تدقيق: نغم رابي

المصدر