دعونا نخوض في التفاصيل ونستكشف الوسائل المختلفة!!

تذرف أعيننا الدموع لعدد من الأسباب، فقطرة من الدموع التي تتساقط على الوجنة هي دليل ورمز قوي على الحزن، ولكن من الممكن أن نبكي لأسباب أخرى مثل تقطيع البصل، أو ربما محاولتنا لنطرف برموش أعيننا.

ولكن تكمن الأهمية في أن الدموع تساعد على الحفاظ على عيون صحية، كما قال لنا خبراء في دورية (لايف ساينس – Live-Science)، وعلى سبيل المثال، فإن الدموع القاعدية تتدفق باستمرار من الغدد الدمعية، أو بهيكل متناه الصغر في شكل اللوزة في الركن الداخلي للعين. وعندما نرمش، تُنظف الدموع القاعدية وتُزلِّق – جعلها زيتية – العين، وهذا ما يجعل السطح الخارجي للعين أملسًا ويساعدك في الرؤية بوضوح، طبقًا لما رُصِد من الأكاديمية الأمريكية لطب العيون.

علاوة على ذلك، فإن الدموع الانعكاسية، أو تلك التي تُذرف من غير وعي، تساعد على تنظيف العيون من المهيجات، والتي تتضمن جزيئات الغبار، والغازات التي تحتوي على كبريت، مثل تلك الغازات المنبعثة عن قطع شريحة من البصل، حسب ما قاله الدكتور (أندريه سيلفا- André Silva).

ومن العوامل الأخرى المؤثرة على بكاء البشر؛ هي المشاعر أو العواطف، فمن الممكن أن تلعب دورًا كبيرًا في جعلنا نذرف الدموع حيث تسمى هذه الدموع «الدموع العاطفية»، أو يطلق عليها أحيانًا «الدموع النفسية»، والتي قد تظهر كوسائل للتواصل الغير لفظي، كما أوضح سيلفا.

كما أوضح سيلفا في بريد إلى دورية «Live Science»: «إن الأطفال يبكون للفت انتباه أمهاتهم اللائي من الممكن أن يكن مشغولات عنهم، وهذا يصنف كنداء نقي للفت الانتباه».

يعتقد العامة أن الأطفال قادرون على التلاعب بالبالغين عن طريق البكاء، وهذا خاطئ تمامًا، كما قال سيلفا، وأضاف: «هذا شيء خاطئ ومضلل، حيث أن الطفل ليس بالقدرة الإدراكية الكاملة لكي يصبح متلاعبًا بالناس: وبطريقة أخرى، يمكننا اعتبار تلك الدموع بين الدموع القاعدية/الانعكاسية، والدموع العاطفية».

وبتقدم العمر، يبدأ الناس في استخدام دموعهم كوسيلة للتعبير عن عاطفة أو شعور، مثل السعادة أو الحزن، وهذه الدموع من الممكن أن تعزز الرحمة أو التعاطف مع الآخرين، بحسب قول سيلفا.

ولكن كن حذرًا من الأشخاص الذين من الممكن أن يستخدموا دموعهم للتلاعب بالآخرين، فقال سيلفا في ذلك: «من الممكن أن يتم التلاعب بالأشخاص الحساسين عن طريق بكاء الآخرين، ومن السهل أيضًا استخدام تلك الدموع من قبل الآخرين للتلاعب بهم».

ولذلك يجدر بنا القول بأن الدموع العاطفية لها مميزات وعيوب، وأوضح سيلفا ذلك قائلًا: «إنها أداة عظيمة وقوية في التواصل، وفي نفس الوقت أداة قوية في التلاعب».

وأضاف: «يُصعِّب البكاء الأمور علينا من جهة إخفاء شعورنا عندما نكون في وسط مأزق نفسي شديد».

كيمياء الدموع

تُظهِر الدراسات أن الدموع القاعدية والانعكاسية والعاطفية لديها كيمياء خاصة بها.

فالدموع القاعدية تتألف من ثلاث طبقات: طبقة مخاطية رقيقة والتي توجد مباشرة على العين، طبقة مائية في الوسط، وطبقة زيتية رقيقة في الأعلى تمنع الدمعة من التبخر، وذلك طبقًا لموقع «Ted-Ed»، وهو موقع مختص بنشر المقاطع التعليمية.

أما الدموع الانعكاسية فلديها تلك الطبقات الثلاث، ولكنها تمتلك جزئًا مائيًا أكبر ومستويات عالية من المضادات الحيوية والتي لديها القدرة على إيقاف الكائنات الحية الدقيقة المضرة مقارنة بالدموع القاعدية، كما ورد عن موقع «Ted-Ed».

وأما الدموع العاطفية فتحتوي على مستويات أعلى من هرمونات الضغط والتوتر، بما في ذلك هرمون (إنوسيفالين ليوسين – leucine enkephalian)، و(إندروفين – endorphin) والمسكنات الطبيعية، كما أوضح «Ted-Ed».

وهذا يفسر لنا التأثير الجدي حول أن «البكاء جيد» -وهذا يُناقَش حاليًا– وفي بعض الحالات يجب عليك أن تذرف القليل من الدموع.


  • إعداد: أحمد عبد القادر محمد السيد
  • تدقيق: هبة فارس
  • تحرير: أحمد عزب
  • المصدر