يكشف الباحثون عن التطوّر السلبي في المخيلة الأخلاقية.

تخيّل أنك تشعر بالجوع خلال فترة العمل، ومن ثم ترى لوحاً من الشوكولا على مكتب زميلتك، لم لا تتناولها عندما تخرج هي من الغرفة؟

قد لا يفعلها البعض بسبب اقتناعهم أنه أمر خاطئ في حين أن ما يردع آخرين هو المخاطرة.

ولكن تشير دراسة جديدة إلى أنه قد تكون الاستجابة الفورية بالنسبة لكثير من الناس أن تناول الحلوى ليس ممكنًا حتى.

تشير الدراسة التي شارك في تأليفها أستاذ مساعد في علم النفس (فيري كوشمان-Fiery Cushman) وزميله في الدراسات ما بعد الدكتوراه (جوناثان فيليبس-Jonathan Phillips) إلى عيب شائع بشكل مفاجئ في السلوك البشري: وجهة النظر بأن الممارسات غير الأخلاقية هي ببساطة مستحيلة.

تم شرح القضية في ورقة بحثية في اجتماعات الأكاديمية الوطنية للعلوم في 17 نيسان.

يقول فيليبس: عندما يقوم الناس بشيء غير أخلاقي يميلون إلى قول أشياء مثل «هذا لا يمكن أن يكون صائبًا أو لا أستطيع أن أصدق ذلك.»

هناك فكرة أن الدماغ يعالج هذه الأفكار كما لو قال لك أحدهم أنه يمكنك أن تجعل من قبعتك لوح شوكولا أو شيء مستحيل مشابه.

يقول كوشمان: قد يكون هناك سبب وجيه يجعل الدماغ يشكل ردة الفعل هذه، ويضيف: «نعتقد بأن هذا يساعد الأشخاص على التصرف بشكل أخلاقي في العالم الواقعي حيث أنه من السهل أن تقوم بتصرف أخلاقي حين يقوم دماغك بمعالجة الأمر اللاأخلاقي على أنه أمر مستحيل، لكن حين تبدأ بالنظر إلى الأمر على أنه ممكن، فسيبدو أمرًا مغريًا جدًا»

كما لو أنه يوجد صوتان يقترحان الاحتمالات في رأس كل شخص، الأول بديهي يحترم قوانين الأخلاق والآخر أكثر اتزانًا وارتباطًا بقوانين المنطق.

قال كوشمان: «إن جزءًا مما نتعلمه هو السبب في أن الناس يدعون الأمور ممكنة أو مستحيلة وأضاف: اتضح بأننا لا نقوم بهذا كعلماء أو فلاسفة بهدف إيجاد إجابة دقيقة تمامًا عن العالم من حولنا، يسعى الناس العاديين إلى أن يكونوا عمليين حيال العالم، وعملياً، يجب أن لا تفعل أشياء غير أخلاقية أو غير منطقية.

لذا فإن النهج العملي لاتخاذ القرار هو ببساطة اعتبار كل تلك الأشياء المستحيلة، والتركيز فقط على مجموعة الأشياء التي تستحق استثمار وقتك فيها»

لاختبار ردة فعل الأشخاص على كل من الأمور غير الأخلاقية والمستحيلة، ابتكر كوشمان وفيليبس تجربة باستخدام سوق أمازون للتسوق على الإنترنت.

تم وضع المشاركين ضمن اختبار يبحثون فيه عن حلول لمشاكل، ورأى المشاركون السيناريوهات التي كانت إما غير أخلاقية، مثل سطو، أو مستحيلة منطقيًا، مثل تحويل قبعة إلى حلوى حيث سُئلوا عما إذا كان كل منها ممكنًا.

وقال فيليبس أن نصف المشاركين كانت إجاباتهم سريعة (خلال 1.5 ثانية) والنصف الآخر استغرق أكثر من 1.5 ثانية للإجابة.

كانت النتائج مثيرة عندما أعطي المشاركون مزيدًا من الوقت للتفكير.

قال فيليبس بأن المشاركين قد اعتبروا ربع الممارسات غير الأخلاقية مستحيلة، وعندما تم إعطائهم وقتًا أقل اعتبروا نصف الممارسات مستحيلة.

وقال فيليبس: «إذا كان لدى الناس الوقت للتفكير في ذلك فإنهم سيستخدمون فهمهم المنطقي الجيد لتحديد ماهية الأمور المستحيلة والممكنة ولكن عندما يكون عليهم أن يجيبوا بسرعة، ليس لديهم الوقت للقيام بذلك، لذلك عليهم أن يعتمدوا على هذه الفكرة الخاطئة التي لا تعتبر هذه الأمور ممكنة أصلًا.»

وقال الباحثون إن الدراسة تثير مجموعة من الأسئلة الإضافية، ويمكن أن تفتح الباب أمام فهم جديد للسبب الذي يجعل بعض الناس يرتكبون أعمالًا غير أخلاقية.


  • ترجمة: رغد القطلبي
  • تدقيق: أسمى شعبان
  • تحرير: عيسى هزيم
  • المصدر