في دراسةٍ حديثةٍ وجد الباحثون الدنماركيون أنّ أحد أكثر الأدوية شيوعًا لارتفاع ضغط الدم مرتبط بزيادة خطر الإصابة بسرطان الجلد.

يحتوي دواء ضغط الدم هذا على الهيدروكلوروثيازيد، ورُبّما يزيد من خطر الإصابة بسرطان الجلد.

الهيدروكلوروثيازيد هو أحد الأدوية الأكثر استخدامًا لخفض ضغط الدم في الولايات المتحدة وفي أوروبا الغربية كذلك، حيث يستخدم أكثر من عشرة ملايين شخصٍ هذا الدواء سنويًا.

كما أنّه يُستخدم بشكلٍ شائعٍ لعلاج ارتفاع ضغط الدم، والذي يُستخدم عادةً مع أدويةٍ أخرى خافضةٍ للضغط.

كان الدواء يُستخدم سابقًا في علاج مشاكل الاستسقاء ومشاكل القلب.

وقد أظهرت الأبحاث السابقة أنّ الدواء يمكن أن يزيد من خطر الإصابة بسرطان الشفة.

في الدراسة الحالية، فحص الفريق 80،000 شخصٍ مصابٍ بسرطان الجلد من الدنمارك، ووجدوا علاقةً واضحةً بين استخدام دواء ضغط الدم وفرصة الإصابة بسرطان الجلد.

من المعروف أنّ الهيدروكلوروثيازيد يمكن أن يجعل الجلد أكثر عرضةً للضرر بسبب أشعة الشمس فوق البنفسجية.

ولكنّ المدهش هو كون الاستخدام طويل الأمد لذلك لعلاج ضغط الدم هذا يمكن أن يؤدي إلى زيادةٍ كبيرةٍ في خطر الإصابة بسرطان الجلد.

ووجد الفريق أنّ مخاطر وفرص الإصابة بسرطان الجلد تزداد سبعة أضعافٍ بالنسبة للأشخاص الذين يحتوي علاجهم على الهيدروكلوروثيازيد.

أحد أنواع السرطان هو سرطان الخلايا القاعدية وهو أقل خطورةً من كل أنواع سرطان الجلد الأخرى، ونوع آخر من سرطان الجلد هو سرطان الخلايا الحرشفية والذي يُعدّ أكثر عدوانيةً وفي بعض الحالات يتمكن من الانتشار إلى أجزاءٍ أخرى من الجسم.

يزداد خطر الإصابة بسرطان الجلد كلما أخذ الناس جرعاتٍ أكثر من الهيدروكلوروثيازيد طوال حياتهم.

عادةً ما يُعالج سرطان الجلد والشفة باستخدام عمليةٍ ترتبط بالعديد من المخاطر.

وبالتالي يمكن للآثار الجانبية لعقار ضغط الدم أن تفتك بالعديد من الأشخاص، وقد قدّر الباحثون أنّ حوالي 10٪ من جميع الحالات الدنماركية لسرطان الخلايا الحرشفية قد يكون سببها هو الهيدروكلوروثيازيد.

نظر الفريق أيضًا في أدويةٍ أخرى شائعة الاستخدام لضغط الدم، ولكن لم يكن أيٌّ منها يزيد من خطر الإصابة بسرطان الجلد.

على سبيل المثال، تحتوي بعض أدوية ضغط الدم على الهيدروكلور، الذي لا يرتبط كيميائيًا بالهيدروكلوروثيازيد ولا يزيد من خطر الإصابة بسرطان الجلد.

يقترح الباحثون أنّ سبب حث الهيدروكلوروثيازيد على تحفيز السرطان يرجع إلى أنّه ينتمي إلى مجموعةٍ من العقاقير ذات التأثير المحسوس للضوء.

وهذا يعني أن الهيدروكلوروثيازيد يعزز التأثيرات الضارة لأشعة الشمس في الجلد والشفتين، ما يزيد من خطر الإصابة بسرطان الجلد.

ما زال الباحثون مستمروي في العمل على الدراسات التي يمكن أن تسلط الضوء الإضافي على العلاقة ما بين الهيدروكلوروثيازيد وسرطان الجلد.

أُجريت هذه الدراسة بواسطة الباحثين من جامعة جنوب الدنمارك وجمعية السرطان الدنماركية.


  • ترجمة: أيمن صابر
  • تدقيق: رند عصام
  • تحرير: صهيب الأغبري
  • المصدر