رغم الأسماء المستعارة وتجنب الأضواء، بنى «غارغاميل» و«غوردون غونر» إمبراطورية بملايين الدولارات لبيع الفن الرقمي، وسعى الناس لمعرفة هويتهم.

إذ أسسا «نادي يخوت القرود الضجرة»، وهو مجموعة من 10,000 رسم كاريكاتوري للقرود مع تسريحات شعر وأزياء مختلفة، وباعوا هذه الصور بوصفها رموزًا رقمية (NFTs)، ومن الصعب الآن الحصول على واحدة بمقابل أقل من 280 ألف دولار، ويرجع الفضل في ذلك جزئيًا إلى موافقات المشاهير مثل باريس هيلتون وسيرينا ويليامز.

تقصى مصدر الأخبار الأمريكي (BuzzFeed) الأمر، وكشف النقاب عن هويتهم الحقيقية، ما أثار موجة من الغضب بين المعجبين على وسائل التواصل الاجتماعي، الذين أعربوا سخطهم إزاء هذا الانتهاك للحياة الشخصية، ونشرها للجميع. أعادت هذه القصة تسليط الضوء على موضوع إخفاء الهوية في عالم العملات المشفرة.

مع أن مؤسسي «القرود الضجرة» يرغبون في إخفاء هويتهم في عالم التشفير، فهم يمتلكون شركة تُسمى «مخبر يوغا»، لذلك يتعين عليهم اتباع جميع القواعد المعتادة في إيداعات الشركة، ومنها كشف هويّة المالكين المستفيدين. يقول «ألكسندر ستاتشتينكو» خبير العملات المشفرة في شركة (KPMG): «استخدام اسم مستعار لا يجعلك مجهولًا».

خطر السرقة:

لا نعرف تحديدًا سبب رغبة مؤسسي «القرود الضجرة» في إخفاء هويتهم، فقد أجروا عدة مقابلات بأسماء مستعارة. يرى المنتقدون أن إخفاء شخص يكسب المال من الرموز الرقمية هويته أمر متوقع، لأن ما يبيعه لا قيمة له في الواقع، مع أن المعجبين يستمتعون بكونهم جزءًا من مجتمع حيث ملكية الرموز الرقمية غالبًا بوابة للألعاب والامتيازات الترفيهية الأخرى. على كل حال، فإن أي شخص يجني ثروة كبيرة في هذا المجال سيبقى محطًا للأنظار.

يقول مبتكر يطلق على نفسه اسم (OwlofMoistness): «لست بحاجة إلى أن يعرف مستخدمو العملات المشفرة من أنا، أو كيف أبدو، أو أصولي. لا أريد أن أخاطر بأن يسرقني الناس أو يؤذوا عائلتي».

شارك ذلك المبتكر في تأسيس شركة (YieldGuildGames)، وهي شركة ناشئة تركز على ألعاب فيديو الرموز الرقمية في الفلبين، حيث انتشر جنون الرموز الرقمية بين السكان. وأشار أيضًا إلى أن التكنولوجيا التي تدعم العملات المشفرة والرموز الرقمية هي ما يسمى البلوك تشين، وهي دفتر الأستاذ، إذ يمكن أي شخص تتبع المعاملات في عالم التشفير.

لذا فإن الربط الهوية المشفرة لشخص بالعالم الحقيقي سيسمح لأي شخص آخر باكتشاف ثروته، وكلما كبر المشروع، زادت صعوبة إخفاء الهوية في عالم التشفير. تقول «سونا أمهز» من (VoltCapital)، وهي شركة في مجال العملات المشفرة: «يصبح الأمر أصعب إذا كنت ستوسع فريقك».

الطريق الأفضل

إحدى الطرق المفضلة للبقاء مجهول الهوية في عالم التشفير هي تشكيل «منظمة مستقلة لامركزية» اختصارًا (DAO).

تسمح «المنظمة» للأشخاص بالتعاون والعمل بوصفهم شركة، لكن دون وضع قانوني رسمي أو مالكين محددين، وسيظل أي شخص يجني الأرباح ملتزمًا بدفع الضرائب، لكن ربط الأفراد في العالم الحقيقي بهذه الكيانات يُعد مهمة أصعب بكثير من البحث في السجلات العامة.

مع ذلك، يستخدم الكثير من الناس ميزة عدم الكشف عن هويتهم لأغراض مشينة.

في حقيقة الأمر، «المنظمة» والكيانات اللامركزية الأخرى معرضة بدرجة كبيرة للاحتيال، ووفقًا لشركة التحليل (Chainalysis)، كان (AnubisDAO) أحد هذه الكيانات المحتالة، إذ أنشأه مبرمجون مجهولون في أكتوبر الماضي، واختفى بعد أقل من يوم من إطلاقه، وبحوزته نحو 60 مليون دولار من أموال المستثمرين.

إذن يبدو أن التيار العام يتحول ضد إخفاء الهوية في عالم التشفير.

تتطلب معظم عمليات تبادل العملات المشفرة الكبيرة الآن عمليات التحقق من الهوية، لمكافحة هذا النوع من الاحتيال. ترى «أمهز» أن ثمة إيجابيات لفكرة «المنظمة»، إذ تخضع لرقابة بلوكتشين، لذا يمكن أي شخص تتبع معاملات المنظمة، ومعرفة هل هي مشروعة أم مشبوهة، وتضيف: «إذا كنت تحمل اسمًا مستعارًا، فلا يهم إذا لم تتلق تعليمًا راقيًا. فقط عملك هو السبيل لتقييمك وهو ما يمنحك سمعتك. وذلك من أفضل الطرق لتقييم شخص ما».

اقرأ أيضًا:

كم تساوي القيمة السوقية لمشروع ميتافيرس؟ الرقم صادم!

قصة تطبيق إنستغرام

ترجمة: آدم العابد

تدقيق: محمد سمير

مراجعة: أكرم محيي الدين

المصدر