اقترب موسم الإنفلونزا، ونحن بحاجة إلى الاستعداد. تعرضت أستراليا ودول أخرى في النصف الجنوبي من الكرة الأرضية لموسم إنفلونزا خفيفٍ استثنائي هذا العام، لكن لا يمكن الافتراض أنه سيكون كذلك في مناطق أخرى، إذ تعامل مسؤولو الصحة العامة في تلك البلدان مع الإنفلونزا جديًا، وشجعوا على المزيد من التلقيح ضدها وارتداء الكمامات والتباعد الاجتماعي جرّاء جائحة كورونا هذا العام.

في الواقع تزداد أهمية لقاح الإنفلونزا هذا العام أكثر من أي وقت مضى، وذلك في ظل استمرار جائحة كورونا في تهديد صحتنا، فمن المهم تقليل فرصة الإصابة بأي أمراض أخرى.

نعلم أن ارتداء الكمامات وغسيل اليدين وتعقيم الأسطح يساعد على حمايتنا من فيروس كورونا المستجد والإنفلونزا، لكننا نملك لقاحًا للإنفلونزا، ومع أنه ليس مثاليًا، فإنه يمنع ملايين الإصابات كل عام، فقد أظهرت بيانات من موسم الإنفلونزا 2018-2019 أن اللقاح قد منع أكثر من 50000 شخص من دخول المستشفى وأكثر من 3000 حالة وفاة، يعد هذا النوع من الوقاية مهمًا خاصةً للأشخاص الأكثر عرضةً لمضاعفات الإنفلونزا، مثل النساء الحوامل والرضع والأطفال وكبار السن والمصابين بالأمراض المزمنة.

لماذا يُعد أخذ لقاح الإنفلونزا مهمًا جدًا هذا العام - ارتداء الكمامات والتباعد الاجتماعي جراء جائحة كورونا هذا العام - الحصول على لقاح الإنفلونزا

فيما يلي بعض المعلومات التي يجب معرفتها عن لقاح الإنفلونزا:

قد يبعدك أخذ لقاح الإنفلونزا عن المستشفى

تظل احتمالية الإصابة بالإنفلونزا قائمةً حتى بعد أخذ اللقاح، فما فائدة اللقاح إذن؟

عند أخذ اللقاح تصبح مضاعفات الإصابة أقل خطورة، وتنخفض احتمالية نفاد أسرّة المستشفيات ووحدات العناية المركزة، فقد لاحظت بعض الدراسات انخفاضًا في دخول العناية المركزة بنسبة 75% عند الأطفال، وانخفاضًا في دخول المستشفى بنحو 40% عند كبار السن بعد أخذ لقاح الإنفلونزا.

لهذا السبب يوصى بلقاح الإنفلونزا لكل شخص يزيد عمره عن 6 أشهر.

التأثيرات الجانبية ليست الإنفلونزا نفسها

قد يسبب لقاح الإنفلونزا تأثيرات جانبية مثل أي معالجة طبية، لكن لحسن الحظ تكون التأثيرات الجانبية الأكثر شيوعًا للقاح خفيفةً وتختفي لوحدها في غضون أيام قليلة، وقد يشعر البعض بألم في مكان الحقنة وحمى خفيفة وآلام عضلية وصداع، وتعد هذه الأعراض مجرد استجابة مناعية بعد أخذ اللقاح وليست حساسيةً أو إنفلونزا.

بإمكانك توقيت موعد أخذ اللقاح قرب عطلة نهاية الأسبوع؛ لتحصل على قسط من الراحة بعد التأثيرات الجانبية.

التوقيت أمر مهم، لكنه ليس الأهم

يجب أن تتذكر أن تطوير استجابة مناعية تقي من الأجسام المضادة يستغرق تقريبًا أسبوعين بعد الحصول على اللقاح، ويُفضل البعض الحصول على اللقاح عند توفره في شهر أغسطس، في حين يُفضل الآخرون الانتظار حتى تشمل الاستجابة المناعية موسم الإنفلونزا بأكمله، وهذا مهم خاصةً لكبار السن، فقد أظهرت الدراسات انخفاض الحماية من الإنفلونزا مع اقتراب الموسم.

توصي مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها بالحصول على اللقاح في أوائل الخريف (شهر سبتمبر أو نهاية شهر أكتوبر على الأكثر)، ولكن على الأشخاص الذين فوتوا هذه الفترة محاولة الحصول على اللقاح حتى خلال شهر يناير أو بعده أحيانًا، وذلك اعتمادًا على مدى شدة موسم الإنفلونزا.

يحتاج الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 6 أشهر و8 سنوات، الذين لم يحصلوا على لقاح الإنفلونزا مطلقًا إلى أخذه على جرعتين تفصل بينهما 4 أسابيع على الأقل، ويفضل بدء هذه العملية في وقت مبكر للتمكن من الحصول على الجرعة الثانية والحماية الكاملة بحلول شهر أكتوبر.

لمن يخاف الإبر، يتوفر اللقاح بهيئة بخاخ أيضًا!

يتوفر لقاح الإنفلونزا على هيئة بخاخ للأنف إلى جانب الحقن، ويمكن إعطاء البخاخ لمن تتراوح أعمارهم بين 2 إلى 49 عامًا غير الحوامل، مع تجنب إعطائه لمن يعاني مشكلات طبية مثل الربو وضعف جهاز المناعة، إضافةً إلى توفر جرعات خاصة من اللقاح للبالغين فوق 65 عامًا وللذين يعانون حساسية البيض.

لا توصي مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها بتفضيل نوع لقاح على آخر، لذلك تجب استشارة الطبيب لاختيار اللقاح الأفضل.

يعد الحصول على لقاح الإنفلونزا أمرًا بالغ الأهمية هذا الموسم، لذلك إذا كنت لا تحصل عليه عادةً، فهذا هو الوقت المناسب للبدء بذلك، وإذا كنت تأخذه سنويًا بانتظام، فإن لاختيارك الصحي هذا فوائد أكبر هذا العام.

اقرأ أيضًا:

أهمية لقاح الإنفلونزا وطريقة عمله

أعراض الإنفلونزا وعلاجها

تناول المضادات الحيوية يمكن أن يحول الإنفلونزا العادية إلى مرض مميت!

ترجمة: آية وقاف

تدقيق: راما الهريسي

المصدر