إطعام طفلك مجموعة متنوعة من الطعام الجديد أحد أكثر الأشياء الحماسية خلال عامه الأول. يعتقد الوالدان والقائمون على الرعاية أن العسل خيار جيد لفرده على الخبز أو استخدامه لتحلية الأطعمة الأخرى؛ لأنه حلو وخفيف. مع ذلك، يوصي الخبراء بالانتظار حتى يكمل الطفل عامه الأول قبل إدخال العسل إلى نظامه الغذائي، ويشمل ذلك العسل المنتج بكميات كبيرة والخام وغير المبستر والعسل المحلي. تنطبق هذه القاعدة الغذائية أيضًا على جميع الأطعمة والمخبوزات التي تحتوي على العسل.

تابع القراءة لتعرف أكثر عن كيفية إدخال العسل لنظام طفلك الغذائي، وما هي مخاطره وفوائده وطريقة تقديمه؟

المخاطر

الخطر الأساسي الناتج عن تقديم العسل إلى طفلك في وقت مبكر جدًا هو التسمم الغذائي، ويقع الخطر الأكبر على الأطفال تحت سن الستة أشهر. هذه الحالة نادرة الحدوث، لكن أغلب الحالات المُبلغ عنها تُشخص في الولايات المتحدة.

قد يتسمم الطفل إذا أكل أبواغ المطثية الوشيقية الموجودة في التربة والعسل ومنتجات العسل؛ إذ تتحول تلك الأبواغ في الأمعاء إلى بكتيريا وتنتج سمومًا عصبية ضارة.

التسمم الغذائي حالة خطيرة. يحتاج 70% من الأطفال إلى التهوية الميكانيكية المستمرة لمتوسط 23 يومًا عند تعرضهم للتسمم، ويبلغ متوسط فترة الإقامة في المستشفى الناتجة عن التسمم نحو 44 يومًا، وفي هذه الفترة قد يتحسن الطفل قليلًا لكن النكسات تتكرر. يتعافى أغلب الأطفال الرُضع بالعلاج، ولا يتجاوز معدل الوفيات 2%.

لماذا يُمنع الأطفال الرضع من تناول العسل - لماذا لا يجب على الأطفال الرضع أكل العسل - التسمم الغذائي حالة خطيرة - اضطراب في التنفس

قد تحمل المحليات السائلة الأخرى أيضًا مثل الدبس وشراب الذرة خطر الإصابة بالتسمم الغذائي. يعتبر شراب القيقب آمنًا عمومًا لأنه يستخرج من داخل الشجرة وبذلك لا يتلوث من التربة. مع ذلك، ينصح بعض الأطباء بإعطاء الأطفال المحليات بعد عامهم الأول حتى لو كانت آمنة. من الأفضل استشارة طبيب الأطفال الخاص بك قبل إدخال المحليات إلى نظام طفلك الغذائي.

أعراض التسمم الغذائي

تتضمن الأعراض الأكثر شيوعًا للتسمم الغذائي ما يلي:

  •  الضعف، والتخبط.
  •  سوء التغذية.
  •  الإمساك.
  •  الخمول.

قد يصبح طفلك أيضًا سريع الانفعال، أو يعاني اضطرابًا في التنفس، أو يبكي بضعف. قد يعاني بعض الأطفال أيضًا نوبات تشنج. عادة ما تظهر الأعراض في غضون 12 إلى 24 ساعة من أكل الطعام الملوث وتبدأ غالبًا بالإمساك. مع ذلك، قد تظهر الأعراض على الأطفال المصابين بالتسمم بعد 14 يومًا من الإصابة.

قد تؤدي بعض أعراض التسمم الغذائي مثل الخمول وسرعة الانفعال إلى تشخيص خاطئ لحالات أخرى مثل تسمم الدم أو التهاب السحايا والدماغ؛ لذلك من الضروري إبلاغ طبيب الأطفال الخاص بك إذا أكل طفلك العسل. يضمن التشخيص الصحيح لطفلك حصوله على العلاج المناسب.

إذا ظهرت أي أعراض تسمم على طفلك بعد تناول العسل، عليك التعامل مع الأمر على أنه حالة طوارئ. توجه إلى غرفة الطوارئ المحلية في أقرب وقتٍ ممكن.

فوائد العسل

يُعتقد أن العسل يحتوي على عدد من الفوائد الغذائية التي يحتاج طفلك إليها بعد إتمام عامه الأول؛ إذ يحتوي العسل على كميات محدودة من:

  •  الأنزيمات.
  •  الأحماض الأمينية.
  •  المعادن.
  •  مضادات الأكسدة.

ويحتوي أيضًا على كميات معتدلة من فيتامين ب وفيتامين ج. تعتمد القيمة الغذائية للعسل على مصدره؛ إذ هناك أكثر من 320 نوعًا له. بالإضافة إلى ذلك، العسل أحلى من السكر العادي؛ لذا تستطيع استخدامه بكميات أقل بكثير من السكر وبنفس الطعم الرائع.

بعض الفوائد الأخرى للعسل:

  •  يُستخدم بوصفه مانعًا للسعال، لكن لا يجب إعطاؤه للأطفال أقل من 12 شهرًا.
  •  يساعد على التئام الجروح عند وضعه موضعيًا. ولا يجب استخدام تلك الطريقة أيضًا للأطفال أقل من 12 شهرًا لأن التسمم قد يدخل الجسم عن طريق البشرة الهشة المجروحة.

إذا كنت تتطلع للحصول على الفوائد الغذائية للعسل، عليك استخدام أنواع العسل غير المعالجة. مع ذلك، تحتاج إلى تناول مقدار ضئيل فقط للحصول على القيمة الغذائية؛ إذ إن ملعقة كبيرة من العسل لا تمد جسمك بفائدة كبيرة تتعدى السعرات الحرارية المضافة. لذلك عليك تناول العسل باعتدال، ويجب أيضًا أن تقرأ الملصق بعناية، فقد تحتوي بعض الأنواع العادية على السكريات المضافة والمكونات الأخرى.

هل العسل الخام أفضل من باقي أنواع العسل؟

العسل الخام عسل غير مصفى أو معالج بأي طريقة. يستخرج مباشرةً من خلية النحل ويحتوي على جميع الفيتامينات الطبيعية والمعادن والمركبات الصحية الأخرى التي توجد في العسل المصفى والمعالج. قد يحتوي العسل الخام على كميات أعلى قليلًا من حبوب الطلع (اللقاح)؛ لذا إذا كنت تستخدم العسل لتخفيف الحساسية الموسمية، فإن العسل الخام يوفر لك فوائد أكثر.

لا تنسَ أن العسل الخام يسبب التسمم الغذائي للأطفال تحت سن 12 شهرًا. بالإضافة إلى أن العسل الخام أغلى سعرًا من العسل المصفى والمعالج.

كيفية تقديم العسل

مثل جميع المحليات، لا تتسرع في تقديم العسل لطفلك. إذا كنت ترغب في إطعامه العسل، أضف القليل منه إلى طعام طفلك المفضل، ومن الجيد تقديمه ببطء وهدوء مثل أي طعام جديد على الطفل. إحدى الطرق هي الانتظار مدة 4 أيام لمعرفة: هل يعاني الطفل الحساسية تجاه العسل أم لا؟ لتطبيق تلك الطريقة، قدم لطفلك -إذا كان عمره أكثر من عام واحد- العسل، ثم انتظر 4 أيام قبل إضافته إلى أي طعام جديد آخر. إذا لاحظت أي رد فعل، تواصل مع طبيب الأطفال الخاص بك.

لإضافة العسل إلى النظام الغذائي لطفلك، جرب الطرق التالية:

  •  اخلط العسل مع دقيق الشوفان.
  •  افرد العسل على الخبز المحمص.
  •  اخلط العسل مع الزبادي.
  •  أضِف العسل إلى مكونات العصير المصنع منزليًا.
  •  استخدم العسل بدل شراب القيقب على الفطائر والوافل.

إذا كان طفلك أصغر من أن يجرب العسل، استشر طبيب الأطفال الخاص بك. تستطيع استخدام شراب القيقب بدلًا من العسل في تلك الوصفات. شراب الأغاف هو خيار آخر مشابه للعسل لكن ليس له خطورة إصابة الأطفال الرضع بالتسمم.

استخدام العسل في المخبوزات

تستطيع استبدال السكر بالعسل في وصفات الخبز المفضلة لك. ضع مقابل كل كوب سكر في الوصفة نصف أو ثلثي كوب من العسل، وذلك حسب رغبتك. يعطي العسل طعمًا أحلى من السكر؛ لذا ابدأ باستخدام كميات قليلة ثم أضف المزيد إلى الطعم إذا أردت. إليك بعض النصائح الأخرى لاستبدال السكر بالعسل:

  •  مقابل كل كوب عسل تستخدمه في الوصفة، قلل السوائل الأخرى بنسبة ربع كوب.
  •  أضف ربع ملعقة صغيرة من صودا الخبز إلى كل كوب عسل للمساعدة على تقليل الحموضة.
  •  قلل درجة حرارة الفرن نحو 25 درجة فهرنهايت وانتظر تلون المخبوزات باللون البني.

ماذا عن الرضاعة الطبيعية؟

لا ينتقل التسمم الغذائي للرضع بالرضاعة الطبيعية. إذا كان طفلك يعاني التسمم الغذائي، يوصي الخبراء بالاستمرار في الرضاعة وتقديم حليب الثدي الطبيعي للطفل في أثناء مرضه.

الخلاصة

قد يشكل العسل إضافة لطيفة لنظام طفلك الغذائي، لكن من المهم الانتظار حتى سن 12 شهرًا. عليك تجنب الأطعمة التي تحتوي على العسل السائل سواء كان مصنعًا أو خامًا، بالإضافة إلى أي أطعمة مخبوزة أو معالجة تحتوي على العسل. اقرأ الملصقات بعناية لتتيقن من مكونات الأطعمة المعالجة.

إذا كان لديك أسئلة إضافية عن إطعام الأطفال والوقت المناسب لتقديم أطعمة معينة لهم، تواصل مع طبيب الأطفال الخاص بك. قد تتغير التوصيات بمرور الوقت، ويجب على الطبيب الخاص بطفلك أن يكون على دراية بأحدث المعلومات.

اقرأ أيضًا:

تناول الأطعمة الصلبة مبكرًا يعرض الرضع لمشكلات صحية مستقبلًا

لماذا لا يستطيع الرضع شرب الماء؟ ومتى يمكنهم شربه؟

ترجمة: ريهاند علي حسن

تدقيق: غزل الكردي

المصدر