لم يعد الأطباء يوصون بإجراء الفحص المنزلي جزءًا من الفحص الروتيني لتحري سرطان الثدي.

اعتاد الخبراء أن يوصوا النساء المعرضات لخطر الإصابة بسرطان الثدي بإجراء فحوصات ذاتية دورية للثدي، قد تتضمن فحص الثديين بانتظام بالتأمل والجس بحثًا عن أي تغيرات ملحوظة، ما يتطلب بالضرورة معرفة سابقة بشكل الثدي الطبيعي لدى كل امرأة.

وشجعوا النساء على إجرائها عبر العديد من حملات التوعية حول ضرورة الكشف المبكر عن السرطان.

التحول من الفحص الذاتي للثدي إلى الوعي الذاتي:

تكتشف 25% من النساء إصابتهن بسرطان الثدي وحدهن عبر الفحص الذاتي، و18% أخريات بالصدفة وفقًا لدراسة نشرت عام 2011 في مجلة صحة المرأة.

مع ذلك، لم يعد يوصى بإجراء الفحوصات الذاتية للثدي لدى النساء المعرضات لخطر الإصابة بسرطان الثدي، ما يعني أن الخطر لا يزداد بسبب الوراثة أو وجود قصة عائلية للإصابة.

وجدت الأبحاث أن الفحص المنزلي للثدي زاد من عدد النساء اللواتي خضعن لوسائل تشخيصية مختلفة مثل الخزعات، وحصلن على نتائج إيجابية كاذبة، أي أن الفحوصات أشارت إلى إصابتهن بالسرطان رغم عدم حدوث ذلك.

من جهة أخرى لم تساهم الفحوصات الذاتية بزيادة عدد النساء المشخصات بسرطان الثدي باكرًا ولا بانخفاض عدد الوفيات.

يتجه الأطباء الآن نحو تشجيع النساء على الشعور بالثديين وتأمل المظهر الخارجي لهما جيدًا، لأن معظمهن يعرفن أجسادهن بشكل أفضل من الطبيب، ويجب الإبلاغ عن أي تغيرات يلاحظنها. وعلى عكس الفحوصات المنزلية، فهذه ليست فحوصات منهجية لأنسجة الثدي.

الوعي الذاتي يعني الانتباه بانتظام إلى شكل الثديين وقوامهما، عبر تأمل الثديين جيدًا في الحمام أو في أثناء تبديل الملابس.

التغيرات التي يجب البحث عنها قد تشمل وجود كتل في الثدي أو قساوة في أنسجة الثدي أو تغير لون الجلد أو ضخامات في العقد اللمفاوية، ما قد يسبب تورمًا في الإبطين أو حول الترقوة. كذلك يجب فحص الحلمة وتحري وجود إفرازات.

أي تغير في الشكل الطبيعي للثدي يستدعي القيام باستقصاءات إضافية.

يجب ألا تحل فكرة الوعي الذاتي بالثدي محل طرق فحص سرطان الثدي الأخرى، مثل التصوير الشعاعي للثدي والتصوير بالرنين المغناطيسي بل يجب أن نتابعها إلى جانب فحوصات التحري حتى تتمكن المرأة من لفت انتباه الطبيب بسرعة حال عثرت على أي تغيير.

هناك اختلافات طفيفة في عدد المرات التي ينصح بها للفحص، إذ يوصي فريق الخدمات الوقائية الأمريكية بأن تجري المريضات اللواتي تتراوح أعمارهن بين 40 و 74 عامًا والمعرضات لخطر الإصابة بسرطان الثدي تصوير الثدي بالأشعة السينية كل عامين.

توصي الكلية الأمريكية لأطباء النساء والتوليد بأن يبدأ الفحص بسن الأربعين وتكراره كل عام إلى عامين حتى سن 75.

أما جمعية السرطان الأمريكية فتفضل تصوير الثدي بالأشعة السينية السنوي للنساء اللواتي تتراوح أعمارهن بين 45 و54 عامًا يليه تصوير كل عامين بعد سن 55.

يُنصح بالبدء بالفحص في سن صغيرة حال وجود تاريخ للإصابة بسرطان الثدي مثل إصابة الأم أو الجدة بسرطان الثدي، أو وجود قصة إصابة بسرطان المبيض، لأن هذا يجعل النساء معرضات لخطر إصابة أعلى.

يمكن للاختبار الجيني تحديد التغيرات التي ربما حدثت ضمن جينات معينة، مثل جينات (BRCA-1) و(BRCA-2) المرتبطة بارتفاع خطر الإصابة بسرطان الثدي.

ختامًا، أكدت براون أنه من المهم لفت انتباه الطبيب إلى أي تغييرات نكتشفها عند تأمل الثدي مهما كانت صغيرة لاستبعاد الإصابة بالسرطان.

لأنه لا يكفي مجرد العثور على الكتلة، بل يجب متابعة الفحوص الاستقصائية اللازمة ثم نتخذ القرار المناسب.

اقرأ أيضًا:

دواء جديد لسرطان الثدي يقضي على الورم بجرعة واحدة!

سرطان الثدي: كل ما تحتاج إلى معرفته

ترجمة: تيماء القلعاني

تدقيق: أكرم محيي الدين

المصدر