فقد نحو 40,000 طفل أمريكي أحد الوالدين بسبب كوفيد-19. يحذر الخبراء من أن أكثر من 40,000 طفل أمريكي فقدوا أحد والديهم بسبب كوفيد-19، وقد يكون لذلك تأثيرات شديدة على المدى البعيد. يمثل الأمريكيون الذين تقل أعمارهم عن 65 عامًا نحو خُمس وفيات كوفيد-19 ، ونحو 15% من هؤلاء هم في العقد السادس من عمرهم أو بدايات العقد السابع، و3% منهم في العقد الخامس.

وقال أشتون فيرديري، أستاذ مشارك في علم الاجتماع والديموغرافيا وتحليل البيانات الاجتماعية في جامعة ولاية بنسلفانيا: «الكثير من الناس من هذه الفئات العمرية الأصغر سنًّا لديهم أطفال، وفقدان أحد الوالدين لهؤلاء الأطفال قد يمثل تحديًا مدمرًا».

استخدم الباحثون نموذجًا إحصائيًّا لتقدير عدد الأطفال الذين فقدوا أحد والديهم بسبب كوفيد-19 منذ شهر فبراير من العام الماضي، وقالوا إن ثلاثة أرباع أولئك الأطفال هم في سن المراهقة، والباقين في سن المدرسة الابتدائية.

قال باحثون إن هذا الواقع أخطر للعائلات ذات البشرة السمراء التي تضررت بشدة من هذا الوباء، إذ تشير التقديرات إلى أن 20٪ من الأطفال الذين فقدوا أحد والديهم هم من السُمر، مع أنهم يمثلون 14٪ فقط من أطفال البلاد.

تقدر الدراسة أن الوفيات الناجمة عن كوفيد-19 ستزيد إجمالي حالات فقدان الأهل في البلاد بنسبة 18 إلى 20٪ مقارنةً بالأعوام الماضية، ما يجهد النظام الذي فشل بالفعل في تأمين الموارد اللازمة لجميع أولئك الأطفال.

للمقارنة، فإن عدد الأطفال الذين فقدوا أحد والديهم بسبب كوفيد-19 هو نحو 13 ضعف عددهم في هجمات مركز التجارة العالمي، الذي قُدِّر بـ 3000 طفل.

مئات آلاف الأطفال فقدوا أحد والديهم بسبب كورونا، كيف سنتعامل مع هذا الواقع؟ كيف سنتعامل مع الأطفال الذين فقدوا أحد والديهم بسبب كوفيد-19

وقال فيرديري إن الأطفال الذين فقدوا والديهم في الوباء أكثر عرضةً للإصابة بالأضرار النفسية والاكتئاب فترات طويلة، وانخفاض التحصيل العلمي وانعدام الأمن المالي والموت العرضي أو الانتحار.

تأتي خسائر كوفيد-19 في حين قد يواجه الأطفال تحديات جائحة أخرى، تتضمن العزلة الاجتماعية والصراعات الاقتصادية، وقد يعرقل ذلك وصولهم إلى خدمات الدعم إذ لا يحصلون على الدعم العائلي والاجتماعي الكافي أيضًا.

قال فيرديري إن للمعلمين دورًا حيويًا مهمًا في تحديد الأطفال المعرضين للخطر ومساعدتهم، مشيرًا إلى أن ذلك يمثل أحد الأسباب التي تجعل استئناف التعليم بحضور الطلاب شخصيًّا في المدارس أمرًا مهمًّا فور أن يكون ذلك آمنًا، مؤكدًا أهمية تقديم الدعم للمعلمين الذين يتحملون تلك المسؤوليات.

تشير الأبحاث إلى أن التدخلات المثبتة المقدمة على نطاق واسع قد تساعد على تجنب المشكلات النفسية الشديدة لدى الأطفال الذين فقدوا ذويهم، إلّا أن بعض الأطفال قد يحتاجون إلى دعم طويل الأمد.

وقال فيرديري: «أول شيء نحتاج إلى فعله هو ربط جميع الأطفال مبدئيًا ببرامج الدعم المتاح المستحق لهم، مثل مستحقات الضمان الاجتماعي، إذ تُظهِر الأبحاث أن نحو نصف الأطفال المؤهلين فقط مرتبطون بهذه البرامج في الظروف العادية، في حين يمكن أن تخدم هذه البرامج أطفالًا أكثر بكثير، ويجب علينا النظر في توسيع نطاق المستحقين لهذه الموارد، ويجب علينا أيضًا بذل جهد وطني لتحديد جميع الأطفال الذين فقدوا أحد والديهم بسبب كوفيد-19 وتقديم المشورة والموارد ذات الصلة لهم».

اقرأ أيضًا:

نظرة مستقبلية إلى عام 2021 والآثار الاقتصادية لكوفيد-19

التعافي الاقتصادي بعد جائحة كورونا قد يستغرق سنوات

ترجمة: محمد أحمد بصل

تدقيق: نايا بطّاح

مراجعة: أكرم محيي الدين

المصدر