ستيفن هاوكينج، ويوري ميلنر, ومارك زوكربرج يديرون مجلس إدارة المبادرة الجديدة-Breakthrough Starshot- والتي قد تُمكننا تكنولوجيتها يوماً من الوصل إلى أقرب نجم جار لنا (ألفا سنتوري) بعد رحلة تستمر 20 سنة فقط.

فبالإضافة لكونه هدفاً سهلاً لأنه أحد أقرب النجوم للشمس فإن علماء الفلك أيضاً يبحثون في هذا الجار عن كواكب محتملة تشبه الأرض.

في المؤتمر الصحفي الذي عقد يوم 12 أبريل قال ميلنر: “هذا هو- ألفا سنتوري- جارنا النجم.

ولكن الجيرة في عوالم الفضاء لا تعنى القرب الشديد, فـجارنا- ألفا سينتاوري- يبعد أكثر من أربع سنين ضوئية أي حوالي 25 تريليون ميل (أكثر من 40 تريليون كيلومتر).

والمشكلة هي أن السفر في الفضاء كما نعرفه بطيئ. حتى إنه لو كانت مركبة الفضاء فوياجار (أسرع مركبة صنعها الإنسان) أُطلقت من كوكبنا عندما ترك الإنسان أفريقيا بسرعتها البالغة 11 ميل في الثانية فربما كانت ستصل إلى (ألفا سينتاوري) في وقتنا هذا ”

يقول ميلنر: ” إن تكنولوجيا “Starshot” التي اقترحها قد تُوصِّل مركبة فضاء صغيرة (Nano Spacecraft) إلى هذا النظام منطلقة بسرعة تبلغ 20% من سرعة الضوء في حوالي (عشرين) 20 عام فقط. مع ملاحظة أنها ستكون رحلة طويلة بالفعل”.

ويضيف ميلنر:” النجوم (ألفا سنتوري) تقع على بعد 4,3 سنة ضوئية منّا (أي حوالي ضعف المسافة بين الأرض والشمس 270 ألف مرة). ولكى نسافر تلك المسافة في خلال جيل واحد، فإن صاروخ كيميائي مثل الذي نستخدمهم اليوم يحتاج لوقود يعادل وزن كل النجوم الموجودة في مجرة درب التبانة.

بينما قد يصل الصاروخ الاندماجي الى هذا النظام في خلال 50 سنة فقط ولكن تلك التكنولوجيا مازالت بعيدة المنال.

ولكن تكنولوجيا Starshot التي اقترحها قد تصل هناك في عشرين 20 سنة فقط.

من الأرض يبدو لنا ألفا سينتاوري كنقطة واحدة مضيئة، إنه واحد من أكثر النجوم لمعاناً في سماء نصف الكرة الجنوبي.

ولكن من خلال التلسكوب يمكن للمراقب أن يلاحظ النجمين المكونين للنظام (ألفا سينتاوري أ, ومرافقه الأصغر والأقل إضاءة ألفا سينتاوري ب).

وكل منهما يمتلك كتلة تماثل كتلة الشمس، ويدوران حول بعضهما على مسافة تعادل مسافة مسار كوكب أورانوس عن الشمس.

نجم ثالث (بروكسيما سينتاوري) أقرب قليلاً إلى الأرض – في الحقيقة هو أقرب نجم للنظام الشمسي. هو أكثر صغراً وأقل إضاءة منهما أيضاً, تقدر كتلته تقريباً بـ 0,12 فقط من كتلة الشمس أو حوالي 1,5 مرة من كتلة المشترى، يظهر بضوئه الباهت على مسافة قريبة من النجمين الآخرين. في الحقيقة بعض العلماء يشككون في كونه جزءً من هذا النظام أو مجرد عابر بالقرب منهم.

أدرك العلماء أن (ألفا سينتاوري) أكثر النجوم إضاءة هو في الحقيقة نجمان يدوران حول بعضهما لأول مرة في عام 1689.بينما تم ملاحظة “بروكسيما سينتاوري” لأول مرة عام 1915.

في عام 2012 استخدم الباحثون أداة تسمى “باحث الكواكب باستخدام السرعة الدائرية عالي الدقة (High Accuracy Radial velocity Planet Searcher ) لاستكشاف كوكب يدور حول (ألفا سينتاوري ب).

الأداة (وهي جزء من مرصد “لا سيلا” في دولة شيلي ويتبع وكالة الفضاء الأوروبية) استطاعت قياس اهتزاز صغير في النجم وهو ما يرجح أن كوكباً يدور حوله في الأغلب وهو أكبر قليلاً من الأرض ويدور حول النجم دورة كاملة في 3,24 يوم.

ومنذ ذلك الحين حاول الباحثون التأكد من وجود هذا الكوكب باستخدام اختبار الاجتياز (ضعف بسيط في قوة الإضاءة عند مرور الكوكب أمام النجم) ولكن لم يجدوا أي دليل إضافي قاطع على وجوده.

وبإعادة دراسة البحث الأصلي يُقترح أنه ربما يكون هذا الكوكب مصدره خطئ في حساب البيانات، وذلك طبقاً لتقرير على موقع أبحاث الفضاء العميق “أحلام سينتاوري أو Centauri Dreams “.

على كلٍ ولقربهم الشديد فإن “التوأمين سينتاوري” بالإضافة الى “بروكسيما سينتاوري” يمثلون موقعاً واعداً للبحث عن الكواكب عن بعد – وخصوصاً باستخدام التصوير المباشر – وذلك إن استطاع العملاء استبعاد التعقيدات الناتجة من النظام الثنائي.

ويبدو أيضاً أنهم يمثلون مكاناً جيداً للزيارة بالرغم من أن المسافة قد تكون كبيرة جداً ولكن قد يكون من السهل نسبياً لمركبة الفضاء المصغرة (Nano spacecraft) من Starshot أو أي نظام آخر عابر للنجوم أن يذهب إلى هناك ويرسل المعلومات إلى الأرض مع تأخير أكثر قليلاً من أربع سنوات.

وبالرغم من أن أي كوكب يدور حول تلك النجوم قد يمتلك سماءً مختلفة تماماً عن سمائنا هنا على الأرض (حيث سيكون له نجمين)، إلا أن التشابه بين الشمس وبين تلك النجوم يجعل المنطقة القابلة للحياة هناك مكاناً جاذباً للبحث عن شبيه للأرض.

“يقدر العلماء أن هناك فرصة معقولة لوجود كوكب شبيه للأرض في المنطقة القابلة للحياة في النظام ثلاثي النجم (ألفا سينتاوري) يوضح المتحدثون باسم مبادرة (Breakthrough Starshot) في بيان لهم: “عدد من الأدوات العلمية التي ستوجد في القاعدة الأرضية أو القاعدة الفضائية يتم تطويرها وتحسينها، وقريباً جداً سيتم استخدامها للتعرف على خصائص الكواكب المحيطة بالنجوم القريبة منا”.