يستخدم الطيارون وقباطنة القوارب وفرق الاستجابة للطوارئ نداء «ماي داي Mayday» للاستغاثة. يستجيب خفر السواحل الأميركي لنحو 25000 طلب استغاثة كل عام، وتتكرر الكلمة الشهيرة ماي داي كثيرًا.

ظهر استخدام رمز الاستغاثة هذا مباشرةً بعد الحرب العالمية الأولى، إذ زادت حركة الطيران بين بريطانيا وأوروبا كثيرًا، ومن هنا جاءت الحاجة لوضع إشارة مفهومة بين الدول لتنبيه السلطات حال وقوع مشاكل مستعجلة متعلقة بعمليات الطيران أو الرحلات الجوية.

لِمَ لم يشع استخدام رمز الاستغاثة القياسي SOS في مجال الطيران؟

يجب أولًا توضيح استعمال رمز SOS في مجال الملاحة قبل الإجابة عن ذلك.

كان القباطنة يستعملون رمز SOS عند مواجهة مشكلة ما في البحر، وكانت السفن تتواصل فيما بينها بواسطة التلغراف مستخدمين شيفرة مورس، الأمر الذي جعل إشارة النداء SOS (التي هي ثلاث نقاط، ثلاث شرطات، ثلاث نقاط) إشارةً واضحة المعنى لا لبس فيها.

قد يُسمع النداء SOS على نحو خاطئ في مجال الطيران، فالحروف الساكنة تبدو أحيانًا وكأنها تُلفظ على أنها حرف F، وسبب ذلك استخدام الطيارين مكالمات الراديو للتواصل.

كُلف فريدريك ستانلي موكفورد -واحد من كبار المسؤولين عن الإذاعة في لندن- بالعثور على كلمة مناسبة للتواصل بين الطيارين، فرأى فريدريك أنه من المنطقي اختيار كلمة مشتقة من اللغة الفرنسية، نظرًا لحركة الطيران الكثيفة بين كرويدون ومطار لو بورجيه في باريس.

من هنا جاءت كلمة ماي داي، وهي النطق الفرنسي لكلمة m’aider التي تعني «ساعدني»، وهي أيضًا شكل مبسط لعبارة venez m’aider التي تُترجم «تعال ساعدني».

تبنت الولايات المتحدة كلمة ماي داي رسميًا نداء استغاثة سنة 1927. يُطلب من الطيارين تكرار الكلمة ثلاث مرات متتالية، بسبب الضوضاء العالية في المنطقة المحيطة والتشويش اللاسلكي: «ماي داي، ماي داي، ماي داي».

يُساعد التكرار أيضًا في تأكيد طلب الاستغاثة بدلًا من الخلط بينه وبين نقل طلب الاستغاثة فحسب. تطلب إدارة الطيران الفيدرالية من جميع الطيارين تقديم معلومات أساسية بترتيب معين في حال وقوع حادثةٍ ما.

يُساعد تقديم المعلومات على النحو التالي قسم الاستجابة للطوارئ في التعامل مع المشاكل بدقة:

  1.  ماي داي، ماي داي، ماي داي.
  2.  تحديد المحطة التي يجري الإرسال لها.
  3.  نوع رمز النداء وإشارة الاتصال.
  4.  تحديد حالة الطوارئ.
  5.  حالة الطقس.
  6.  نية الطيار.
  7.  الموقع الحالي والوجهة التالية.
  8.  الارتفاع.
  9.  كمية الوقود المتبقي محسوبًا بالدقائق.
  10.  عدد الركاب.
  11.  تفاصيل أخرى ذات صلة.

يحترم معظم الناس إشارة الاستغاثة الشهيرة ويولون لها أهمية خاصة ولا يلجؤون لاستخدامها إلا عند الضرورة القصوى.

تصل أحيانًا مع الأسف مكالمات خادعة لخفر السواحل، ذلك نظرًا لاستخدام إشارات VHF التي لا يُمكن تعقبها تقريبًا، التي تُستخدم لتلقي إشارات الاستغاثة.

قد يذهب ضحية هذه المكالمات الخادعة وقت ثمين لا يعوض والآلاف من الدولارات معها، إذ يهرع الخفر لإنقاذ أشخاص يُفترض أنهم في خطر لكنهم عكس ذلك تمامًا.

يُعاقب النظام القضائي عمليات الاحتيال من هذا النوع وإزعاج السلطات بالسجن والغرامة.

اقرأ أيضًا:

طائرة المستقبل: تصميم جديد مختلف كليًا للجناح ومزايا أخرى

طائرة ركاب كهربائية هجينة تنجح في أول اختبار لها

ترجمة: طاهر قوجة

تدقيق: جعفر الجزيري

المصدر