تُعرف الحالة الاجتماعية التي يعاني فيها الفرد شح الموارد اللازمة من أجل البقاء على قيد الحياة (أو الوصول إلى الحد الأدنى من مستوى معيشة البلد الذي يعيش فيه) بالفقر، ويرى العلماء أن أفضل طريقة لتحديد الفقر من طريق الظروف المعيشية (مثلًا عدم الحصول على الغذاء واللباس والمأوى) لا من طريق مستوى الدخل لأنه يختلف من مكان إلى آخر. يُقاسي الفقراء الجوع المستمر أو الموت جوعًا، إلى جانب غياب الرعاية الصحية والتعليم، وعادة يُعزلون عن المجتمع.

أسباب الفقر

ينتج الفقر بسبب سوء توزيع الموارد المادية والثروات على المستوى العالمي وداخل الدول، ويرى علماء الاجتماع أنه يظهر داخل المجتمعات التي توزع فيها الثروات والدخول بنحو غير عادل، إضافةً إلى آثار الرأسمالية العالمية الاستغلالية وابتعاد المجتمعات الغربية عن التصنيع.

إن فرصة تعرض الأفراد إلى الفقر غير متكافئة، فمن المرجح (في كل العالم وداخل الولايات المتحدة) معاناة النساء والأطفال والملونين الفقر أكثر من ذوي البشرة البيضاء.

أنواعه

يخوض علماء الاجتماع في تفاصيل الفقر ويقسمونه إلى أنواع:

الفقر المطلق (المدقع): هو أول ما يخطر على بال الناس عندما يفكرون في الفقر، ويُعرف بأنه شح شديد في الموارد والوسائل اللازمة لتلبية أدنى مستويات المعيشة، إضافةً إلى قلة الغذاء واللباس والمأوى، ولا تختلف خصائص هذا النوع من الفقر من مكان إلى آخر.

الفقر النسبي: يختلف تعريف الفقر النسبي من مكان إلى آخر بسبب اعتماده على البيئة الاجتماعية والاقتصادية التي يعيش فيها الفرد، فهو افتقار الفرد إلى الموارد والوسائل اللازمة لتلبية الحد الأدنى من مستوى المعيشة الذي يعد طبيعيًا في المجتمع الذي يعيش فيه، إذ يختلف الحد الأدنى من مجتمع إلى آخر.

فمثلًا يعد وجود السباكة الداخلية (التمديدات الصحية والكهربائية داخل جدران المنزل) دليلًا على الثراء في أجزاء كثيرة من العالم، بينما يكون أمرًا بديهيًا في المجتمعات الصناعية، ويعد عدم وجوده دليلًا على الفقر.

فقر الدخل: يُقاس هذا النوع من قِبَل الحكومة الفيدرالية في الولايات المتحدة ويُوثّق من قبل مكتب الإحصاء والتعداد السكاني، ويُعرف بأنه عدم كفاية دخل الأسرة (عندما لا يساوي دخل الأسرة الحد الأدنى الوطني) لتحقيق مستوى المعيشة الأساسي، وعُرّف الفقر عالميًا بأنه العيش بأقل من دولارين يوميًا.

يُقاس الفقر في الولايات المتحدة الأمريكية من طريق عدد أفراد الأسرة، لذا لا يوجد مستوى دخل ثابت لتحديد الفقر للجميع، ووفقًا لمكتب الإحصاء والتعداد السكاني، فإن حد الفقر لشخص واحد يعيش بمفرده 12,331 دولارًا سنويًا، أما بالنسبة لشخصين بالغين يعيشان معًا يكون 15,871 دولارًا سنويًا، وفي حال كان لديهم طفل يصبح 16,337 دولارًا سنويًا.

الفقر الدوري: هو انتشار الفقر لفترة محدودة، عادة ما يكون نتيجة لأحداث معينة، مثل الحرب والكوارث الطبيعية والانهيار الاقتصادي، التي تؤثر في توزيع الغذاء والموارد الأخرى.

فمثلًا، أدت فترة الركود العظيم ما بين 2008 و2010 في الولايات المتحدة إلى ارتفاع معدل الفقر (في الفترة نفسها)، وعادت إلى الانخفاض بعد نهايتها، هنا كان الفقر دوريًا ولفترة محدودة وناتجًا عن حدث اقتصادي.

الفقر الجماعي: يصيب هذا النوع المجتمع كله، ويعني -مثل غيره- نقصًا في الموارد الأساسية، وما يميزه أنه يستمر لفترات طويلة قد تمتد لأجيال، وينتشر في الدول التي كانت مستعمرة، والدول التي أرهقتها الحروب، والدول التي استبعدت من المشاركة في التجارة العالمية (أجزاء من آسيا والشرق الأوسط ومعظم إفريقيا وأجزاء من أمريكا الوسطى والجنوبية).

الفقر الجماعي المركز: يُطلق على حدوث الفقر الجماعي في مجموعة معينة ضمن المجتمع دونًا عن باقي المجتمع الفقر الجماعي المركز، وقد يصيب مناطق معينة بسبب خلوها من الصناعة والوظائف ذات الأجور الجيدة وافتقارها إلى الغذاء الصحي والطازج.

فمثلًا يتركز الفقر في المناطق الحضرية في الولايات المتحدة داخل المدن الرئيسية، وغالبًا داخل أحياء محددة في هذه المدن.

فقر الحال: ينتج فقر الحال بسبب فقدان العمل المفاجئ وعدم القدرة على العمل والإصابة والمرض، ويعد حالة اجتماعية وليست فردية لأنه لا يحدث في الدول التي توفر شبكات أمان اقتصادية لشعوبها، ويُعرف بأنه عدم قدرة الأسرة على تأمين الموارد اللازمة لتلبية احتياجاتهم الأساسية على الرغم من توفرها وقدرة المحيطين بهم على تأمينها.

فقر الأصول (الممتلكات): يعد هذا النوع أكثر أنواع الفقر انتشارًا ويُعرف بأنه عدم امتلاك الفرد أو الأسرة أصول (ممتلكات أو مدخرات أو استثمارات) كافية لإبقائهم على قيد الحياة لمدة ثلاثة أشهر إذا لزم الأمر، في الواقع يعيش الكثير من الأمريكيين (من غير الفقراء) في فقر الأصول، إذ إنهم معرضون للوقوع في فقر مدقع فور توقف رواتبهم.

اقرأ أيضًا:

كل ما تود معرفته عن تعويم الشركات

كل ما تود معرفته عن مؤشر مسافة السلطة

ما المقصود بتخفيف الأسهم؟

ترجمة: محمد الشيخ عبيد

تدقيق: حسين جرود

المصدر