مجددًا، أسفر بحث جديد عن الكوكب التاسع المراوغ عن الاشتباه بجسم خارجي مستتر عن النظام الشمسي.

مع أن هذا الجسم يواصل الاختباء، فإن الأبحاث التي استمرت ست سنوات في الأطوال الموجية المليمترية سمحت لعلماء الفلك باستبعاد جسم ذي خصائص متوقعة للكوكب التاسع في مساحة كبيرة من السماء الجنوبية.

أسفر البحث أيضًا عن عناصر أخرى، قد يكون من المثير للاهتمام متابعتها في الاستطلاعات المستقبلية.

كتب الباحثون: «لم تُلاحظ اكتشافات مهمة قد تستخدم لتحديد كثافة تدفق الموجات المليمترية للكوكب التاسع على معظم مداره».

«نقدم أيضًا قائمة بأقوى 10 مرشحين لمتابعة البحث. عمومًا، استبعدنا بنسبة 95% وجود جرم غير معروف في النظام الشمسي ضمن منطقة المسح التي ركزنا عليها».

يُعد الكوكب التاسع أحد أكثر مقترحات النظام الشمسي إثارة للاهتمام في السنوات الأخيرة. طالما ظنّ العلماء بوجود كوكب مختفي في أقاصي النظام الشمسي. عام 2016 نشر الفلكيان مايك براون وكونستانتين باتيجين من معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا، بحثًا حول الموضوع ذاته.

أشار العالمان في بحثهما إلى أن الأجسام الصغيرة في حزام كايبر الخارجي للنظام الشمسي كانت تدور بشكل غريب، كما لو أنها تحت تأثير جاذبية جسم أكبر. هذا الجسم قد يكون كوكبًا غير معروف تدور حوله صخور أصغر.

توقع العلماء وجود كوكب نبتون بطريقة مماثلة، بواسطة حسابات جرت على مدار كوكب أورانوس، قبل أن يُرصد باستخدام التلسكوبات. لكن إيجاد الكوكب التاسع أعقد بكثير من العثور على نبتون.

إذا كان الكوكب التاسع موجودًا بالفعل، فإن الحسابات تشير إلى أن حجمه قد يكون 5 – 10 أضعاف كتلة الأرض، ويدور على بعد 400 – 800 وحدة فلكية. الوحدة الفلكية هي متوسط المسافة بين الأرض والشمس. للمقارنة، يبعد بلوتو 40 وحدة فلكية من الشمس!

هذا يعني أنه قد يستغرق 10,000 – 20,000 سنة ليتم دورة واحدة حول الشمس.

ما يعني أن الكوكب التاسع بعيد جدًا، صغير جدًا وبارد. أي إنه قد لا يعكس ضوء الشمس على الإطلاق، ولا تنبعث منه حرارة.

أيضًا لا نعرف بالضبط مكان وجود هذا الكوكب في السماء الشاسعة. لذا فنحن غير متيقنين من حقيقة الأمر. هذا الموضوع هو أحد أكثر النقاشات تعقيدًا وإثارة للاهتمام.

بقيادة سيغورد نيس من مركز الفيزياء الفلكية الحاسوبية التابع لمعهد فلاتيرون، حاول العلماء إيجاد دليل على وجود هذا الكوكب، بفحص البيانات التي جُمعت بواسطة تلسكوب أتاكاما في تشيلي.

صُمم هذا التلسكوب لاكتشاف الإشارة الخافتة المتبقية من الانفجار العظيم، الخلفية الكونية الميكروية. تبين أن هذا التلسكوب حساس بدرجة كافية لاكتشاف الأجرام في أقصى النظام الشمسي.

مسح التلسكوب نحو 87% من السماء الجنوبية المتاحة بين عامي 2013 و2019، لمسافة 300 – 2000 وحدة فلكية. في هذا النطاق من الفضاء، يمكن للتلسكوب اكتشاف كوكب يعادل 5 كتل أرضية على بعد 325 – 625 وحدة فلكية، أو كوكب يعادل 10 كتل أرضية بين 425 و775 وحدة فلكية.

مع أن البحث أنتج نحو 3500 مرشح مؤقت، لم يؤكد أي منهم.

اختار الفريق أقوى 10 مرشحين للدراسة المستقبلية، حتى إن لم يكن أحدها الكوكب التاسع فعلًا، فما زال من المحتمل أن يكون شيئًا مثيرًا للاهتمام.

أسفرت عمليات البحث السابقة عن الكوكب التاسع عن صخور بعيدة جدًا عن النظام الشمسي، وأقمار جديدة لم تكن معروفة سابقًا لكوكبي المشتري وزحل.

غطت نتائج الفريق فقط جزءًا من السماء والاحتمالات. ما زال هناك الكثير من الفضاء لمسحه، وهناك مناطق في مدار الكوكب التاسع لن يتمكن التلسكوب من رؤيتها. لذا فإن عدم الاكتشاف ليس مفاجئًا، ولا يمكنه استبعاد وجود هذا الكائن الافتراضي.

قال الباحثون إن الأدوات المستقبلية، مثل مرصد سيمونز المزمع إنشاؤه في تشيلي، يجب أن تكون قادرة على توسيع معايير البحث عن الكوكب التاسع كثيرًا، ما يزيد من إمكانية اكتشافه.

اقرأ أيضًا:

الكوكب التاسع: ما هو؟ هل هو موجود حقًا؟

الكوكب التاسع قد يخالف الدراسات الجارية في حال وجوده

ترجمة: أحمد رجب

تدقيق: آلاء رضا

مراجعة: أكرم محيي الدين

المصدر