الحليب هو المشروب المفضل لمعظم الأطفال الصغار دون سن الثالثة، لكن بعض الآباء والأمهات يفضلون الابتعاد عن حليب الأبقار لخوفهم من تأثير الهرمونات الموجودة فيه في صحة أطفالهم أو لأن بعض أفراد العائلة يعانون حساسية الألبان، يُعد حليب اللوز بديلًا للحليب البقري، فهل هو بديل فعال؟

متى يستطيع الأطفال تناول الحليب؟

مهما كان نوع الحليب الذي تفضل استخدامه لا تبدأ إعطاءه لرضيعك قبل أن يبلغ السنة، لأن الرُّضع يحتاجون إلى جميع العناصر الغذائية الموجودة في حليب الأم أو حليب الرُّضع الصناعي ولا يمكن استبدالهما بأي نوع آخر من الحليب.

لا تقدِّم لرضيعك أي نوع جديد من الحليب قبل عيد ميلاده الأول، لأن هذا يعني أن رضيعك يبدأ مرحلة طفولته المبكرة بعد أول رشفة حليب عادي يرشفها.

هل يحتاج الأطفال دون الثالثة إلى الحليب العادي؟

لحليب البقر فوائد غذائية أساسية أهمها البروتين والكالسيوم وفيتامين أ وفيتامين د.

لاحظ الباحثون في دراسة أُجريت سنة 2005 أن الأطفال في سن المدرسة الذين يشربون الحليب مع وجبة غدائهم يحصلون على كامل حصتهم اليومية المُوصى بها من الكالسيوم على عكس غيرهم من الأطفال الذين لا يشربون الحليب، يستطيع الأطفال دون سن الثالثة الحصول على حصتهم اليومية من الكالسيوم بتناول حصتين أو ثلاث حصص من الحليب.

ما فوائد حليب اللوز الغذائية للأطفال - هل حليب اللوز بديل فعال عن الحليب البقري - حساسية الألبان عند الأطفال وطرق بديلة - بدائل الحليب

لكن حذار من الإفراط في إعطاء طفلك الحليب عندما ينتقل من الرضاعة الطبيعية أو الصناعية إلى شرب الحليب العادي باستبدال معظم السعرات الحرارية التي كان يحصل عليها من الرضاعة بسعرات من الحليب بدلًا من إعطائه وجبات متنوعة من الأطعمة الصلبة؛ إذ يجب أن يصبح الحليب بعد السنة مكملًا غذائيًا إلى جانب الوجبة لا أن تقتصر الوجبة عليه كما في أثناء مرحلة الرضاعة.

قد يؤدي الإفراط في تناول الحليب إلى إصابة الطفل بالسمنة أو نقص الحديد الذي قد يسبب الإصابة بفقر الدم، ولهذا فيجب ألا تزيد حصة طفلك اليومية من الحليب عن 16 إلى 24 أوقية ويعادل هذا حصتين إلى ثلاث حصص من الحليب يوميًا، لكن لا يُنصَح بإعطاء الطفل أي نوع آخر من الحليب إن استمر بالرضاعة الطبيعية بعد السنة؛ لأن حليب الأم يعطيه ما يحتاج إليه من مكملات غذائية -مثل البروتين والكالسيوم- التي تغنيه -إلى جانب حمية غذائية متوازنة من الأطعمة الصلبة- عن أنواع الحليب الأخرى.

حليب اللوز وحليب البقر:

رغم أن حليب اللوز يحتوي على فيتاميني (أ) و(د) فهو منخفض نسبيًا في البروتين والكالسيوم مقارنة بحليب الأم أو الحليب البقري. يحتوي النظام الغذائي للأطفال دون الثالثة عادة على مصادر مختلفة من البروتين لكنه لا يحتوي على العديد من مصادر الكالسيوم ولهذا يُوصى بإعطاء الأطفال الحليب إلى جانب وجباتهم، وتحتوي بعض أنواع حليب اللوز التجارية على مستويات عالية من السكر.

معظم الأنواع التجارية لحليب اللوز مُدعَّمة بالكالسيوم وهذا ما يجعل نسبته فيها مساوية لنسبته في الحليب البقري، وعلى هذا إن كان طفلك يعاني حساسية الحليب أو عدم تحمله فقد يكون حليب اللوز المُدعَّم بديلًا فعالًا، وهو يحتوي أيضًا على سعرات حرارية أقل من الحليب البقري وهذا ما يجعله مصدرًا جيدًا للماء للأطفال الأكبر سنًا.

حليب اللوز وحليب الأم:

لا يُغني حليب اللوز أو الحليب البقري عن حليب الأم؛ إذ يحتوي حليب الأم على مجموعة متنوعة من العناصر الغذائية التي تلبي جميع احتياجات الطفل الغذائية في الأشهر الستة الأولى من حياته ومعظم احتياجاته الغذائية في السنة الأولى.

يجب أن يقتصر غذاء الطفل على حليب الأم أو الحليب الصناعي في الشهور الستة الأولى من حياته، ومن الممكن بعد ذلك إدخال الأطعمة الصلبة إلى نظامه الغذائي تدريجيًا، على ألا يبدأ الطفل بتناول الحليب العادي أيًا كان مصدره قبل أن يُكمل سنته الأولى.

الخلاصة:

يعد حليب اللوز بديلاً صحيًا للحليب العادي لكنه لا يحتوي على نسبة كافية من الكالسيوم إلا إذا كان مُدعَّمًا به. يجب أن يحصل الأطفال والمراهقون على كمية كافية من الكالسيوم لأن العظام تبني محتواها من الكالسيوم وتكوِّنه منذ الولادة حتى سن الثلاثين تقريبًا، وقد يؤدي نقص الكالسيوم إلى انخفاض كتلة العظام والإصابة بهشاشة العظام وكسورها لاحقًا.

إذا اخترت حليب اللوز غذاء بديلًا لطفلك فمن الأفضل اختيار علامة تجارية مدعَّمة بالكالسيوم وغير محلاة بالسكر أو المحليات الصناعية، واحرص على تناول طفلك الكثير من الأغذية الغنية بالبروتين.

اقرأ أيضًا:

معلومات ونصائح حول احتياجات طفلك الغذائية بعمر سنة إلى 3 سنوات

وجبات لطفلك بعمر 6 – 12 شهرًا

ترجمة: أحمد سعيد ماضي

تدقيق: وئام سليمان

المصدر