يُعَد الطعام الخفيف الذي لا يُسبب اضطرابًا للمعدة أفضل طعام للأكل بعد حالات التسمم الغذائي، أيضًا تساعد المشروبات الطبيعية والمياه على إعادة إماهة الجسم في فترة التعافي.

يحدث التسمم الغذائي عندما يتناول الشخص طعامًا ملوثًا أو غير مطهو بشكل جيد ويحتوي على الجراثيم مثل Campylobacter، E. coli، Norovirus، Salmonella أو Vibrio.

عندما يأكل الشخص هذا الطعام، فإنه يعاني من الغثيان والقيء والإسهال مع تقلصات بالمعدة وصداع، تجعل هذه الأعراض الاحتفاظ بالطعام أمرًا صعبًا، وبمجرد أن يبدأ المريض في التعافي ويتوقف التقيؤ، فإنه يشعر بالرغبة في إعادة تناول الأطعمة التي تُعيد إليه طاقته.

أفضل الأطعمة والأشربة للتناول بعد الإصابة بالتسمم الغذائي

عندما يبدأ الشخص في تناول الطعام أثناء التعافي من التسمم الغذائي، فإن الهدف هو تناول أطعمة سهلة الهضم، هذا قد يعنى اتباع نظامٍ غذائيٍّ خاصٍ بالمعدة المضطربة ويسمى بالنظام الغذائي BRAT وهو اختصار للآتي:

  •  Bananas الموز
  • Rice الأرز
  • Applesauce خل التفاح
  • Toast خبر (التوست)

يُعد هذا النظام الغذائي واحدًا من أفضل الأنظمة الموصى بها للتعافي من أمراض الجهاز الهضمي، وذلك لأن الأغذية التي يضمها ذات مذاق طيب ومليئة بالنشا، لذلك فهو يساعد على تماسك البراز وتقليل فرص حدوث الإسهال.

وعلى الرغم من افتقار الأبحاث لتأكيد فاعلية النظام الغذائي BRAT، فإنّ هناك بعض الدلائل على فائدة الموز الأخضر والأرز للأطفال الذين يعانون من الإسهال، إذ يحتوي الموز الموجود في هذا النظام على نسبة عالية من البوتاسيوم، ما يساعد في تعويض العنصر المفقود.

أطعمة أخُرى لتجريبها:

  • الأطعمة المُخَمَرةَ مثل الزبادي والمخلل.
  • الحساء الصافي خاصة حساء العظام.
  • دقيق الشوفان منخفض السكر.
  • البطاطا العادية.
  • المقرمشات المالحة.
  • الدجاج المشوي بدون الجلد.
  • الديك الرومي.

تُعَد هذه الأطعمة جيدة للأكل لأنها خفيفة وتحوي نسبة عالية من النشا والمكونات الغذائية الأخرى، وكلما زادت مدة المرض ارتفعت كمية البروتين التي يحتاجها الشخص لتساعده على التعافي ومنع ارتخاء العضلات الذي قد يحدث نتيجة غياب الطعام والسعرات الحرارية الكافية.

وبمجرد أنْ يلتزم المريض بهذه الأطعمة المتوسطة، يمكن أنْ يعود إلى نظامه الغذائي المُعتَاد في غضون 24 إلى 48 ساعة، ويكون قادرًا على تناول الطعام.

المشروبات التي يجب تناولها:

عندما يُصَاب الشخص بالتسمم الغذائي، فإنه يفقد العناصر الأساسية في جسمه بسبب الإسهال والتقيؤ، تلك العناصر تحافظ على توازن السوائل المهمة في الجسم.

نتيجة لذلك، من المحتمل أنْ يحتاج المريض أن يشرب سوائل الإماهة مثل:

  • محلول السيرالايت Ceralyte
  • محلول الأورالايت Oralyte
  • محلول البديالايت Pedialyte

صُممت مثل هذه المحاليل والسوائل لإماهة المريض بعد عدم مقدرته على الاحتفاظ بالطعام والشراب، وهي مُتاحة للشراء عن طريق الانترنت.

بعض الخيارات الأخرى تتضمن مشروب الشاي الخالي من الكافيين، والزنجبيل أو الشاي بالليمون، ويمكن أنْ يريح الشاي بالنعناع أيضًا المعدة المضطربة، ومع ذلك يجب على المريض أنْ يُجرِب المحاليل أولًا.

من المهم تفادي المشروبات المحتوية على كافيين لأنَّها قد تُهيج المعدة وبعضها يساعد على جفاف الجسم بدلًا من إماهته.

البروبيوتيك:

أظهرت الأبحاث أنَّ تناول الأطعمة والمكملات الغذائية التي تحتوي على (البروبيوتيك) والبكتيريا النافعة قد يساعد في الوقاية من وعلاج الأمراض التي تتسبب بها الأطعمة المُلَوثة، وتشمل الأطعمة الغنية بالبروبيوتيك بعض منتجات الألبان مثل اللبن الزبادي، والكافيار، والأطعمة المُخَمَّرة مثل الملفوف المخلل.

أطعمة يجب تجنبها

يتسبب التسمم الغذائي في اضطراب المعدة والأمعاء، ولذلك يُفضل بعد التعافي تناول الأطعمة التي لا تهيج المعدة.

أمثلة على الأطعمة التي يجب تجنبها:

  • منتجات الألبان: مثل الجبنة والآيس كريم والزبادي تهيج المعدة بعد الإصابة بالتسمم، لذلك يفضل تجنبها وتناول المشروبات المرطبة والأطعمة الأقل تأثيرًا على المعدة.
  • الأطعمة الغنية بالدهون: الأطعمة المقلية مثل الدجاج المقلي والبطاطس الفرنسية وبعض الأطعمة المليئة بالدهون تسبب تفريغًا سريعًا للمعدة ما يزيد من أعراض الإسهال سوءًا.
  • الأطعمة الحارة: التي يقوم الأشخاص بتحضيرها مثل وضع الفلفل الحار بها تتسبب في اضطراب المعدة.

الأطعمة التي تسبب الانتفاخ: الغنية بالكربوهيدرات القابلة للتخمر، ويطلق عليها خبراء التغذية اسم FODMAPs، والتي تُسبب الانتفاخ لمرضى متلازمة القولون العصبي (IBS)، بينما درس العديد من الباحثين تخفيض نسبة FODMAPs لكي يساعد ذلك في العلاج من التسمم الغذائي، فهذا يؤدي إلى تقليل الغازات والانتفاخ والتقلصات.

أمثلة للأطعمة الغنية ب FODMAPs:

  • التفاح
  • الفاصوليا
  • الكرنب
  • البصل
  • الثوم

المشروبات اللازم تجنبها:

يظن الكثير من الأشخاص أنَّ المشروبات المحتوية على الأملاح يمكنها أنْ تكون بديلًا جيدًا لمحاليل الإماهة، مع ذلك تحذر مراكز التحكم بالأمراض والوقاية منها (CDC) من استخدام مشروبات الطاقة مثل Gatorade أو Powerade، لأنها غير مُصَمَمة لاستبدال العناصر المفقودة بسبب الإسهال، فهذه المشروبات تحتوي على نسبة عالية من السكر الذي يهيج الأمعاء ويزيد الأعراض سوءًا، وإذا كانت هذه المشروبات هي كل ما يمتلكه الشخص، إذن فليخففها بالماء قبل شربها.

مشروبات أخرى يجب تجنبها:

  • القهوة
  • الصودا الغامقة
  • اللبن
  • الشاي المحتوي على الكافيين

قد تؤثر هذه المشروبات على المريض وتؤدي إلى الجفاف، في حالة الحليب يُصاب بعض الأشخاص بمرض عدم تحمل اللاكتوز المؤقت بعد العدوى المعدية المعوية وقد يعانون من أعراض عند شربه.

متى يجب عليك أنْ ترى الطبيب؟

يستطيع المريض أنْ يعالج نفسه من التسمم الغذائي البسيط إلى المتوسط عن طريق أدوية من غير وصفة طبية، ومع ذلك يجب عليه أنْ يذهب للطبيب فورًا حال ظهور الأعراض الآتية:

  • البراز المدمّى، والذي يشبه في بعض الأحيان البن المطحون أو به شرائط حمراء.
  • أعراض الجفاف، مثل جفاف الفم أو الدوار أو قلة إفراز البول.
  • الإسهال المستمر لأكثر من ثلاثة أيام.
  • حمى فوق 38.5 درجة س.
  • التقيؤ للدرجة التي تمنع الشخص من أن يُحافِظ على سوائل جسمه.

إذا شعر المريض بأحد هذه الأعراض، فهو يحتاج إلى سوائل وريدية لمنع الجفاف، يجب أن يحصل أيضًا على أدوية تساعده على تقليل الغثيان و تبطئ من حركة الأمعاء لمنع الإسهال، في بعض الأحيان تستخدم المضادات الحيوية لخفض مستوى البكتيريا في الجهاز الهضمي.

مع ذلك يجب على المريض أن يتعاطى الأدوية التي تبطئ من الإسهال أو توقف التقيؤ فقط بعد مرور الوقت الكافي للتخلص من العدوى بالجسم، وإلا فسوف تمكث البكتيريا فترة أطول.

الملخص

يُعَد التسمم الغذائي حالة مرضية تتحسن خلال أيام قليلة، ويستطيع المريض أن يبدأ في تناول الأطعمة الخفيفة والمشروبات المرطبة ليقلل من الأعراض ويبدأ في التحسن بعد المرض.

مع ذلك إذا اختبر المريض أعراض الجفاف أو إخراج براز مدمّى فيجب عليه رؤية الطبيب الذي قد يقترح أنواعًا أخرى من العلاجات التي تساعده على التحسن والتغلب على التسمم الغذائي.


  • ترجمة: نسمة عادل
  • تدقيق: بيتر روماني
  • تحرير: حسام صفاء
  • المصدر