تنقرض الأنواع بسرعةٍ كبيرةٍ لإنقاذها جميعًا، لذا يدعو المحافظون على البيئة لمساعدتهم في اتخاذ خياراتٍ صعبة.

قد يكون فهم أشجار العائلة هو المفتاح للحفاظ على تنوّع الأنواع في مواجهة أزمة الانقراض.

تنقرض الأنواع بمعدّل ينذر بالخطر، تاركًا لخبراء المحافظة على البيئة خياراتٍ صعبة.

ما هي الأنواع التي يجب أن يحاولوا حفظها؟

يقول عالم البيئة في جامعة ولاية يوتا، ويل بيرس: «نحن نسمّيها مشكلة سفينة نوح، لا يمكننا حفظهم جميعًا».

ويضيف: «وحتّى الآن، كان المبدأ التوجيهي هو ’’التنوّع الوظيفيّ‘‘».

وقد وُظِّفت الفكرة نفسها من قبل دعاة الحفاظ على الديناصورات في الفيلم الحديث (Jurassic World Fallen Kingdom) في مواجهة فرصةٍ لإنقاذ عددٍ قليلٍ من الأنواع على جزيرةٍ بركانيةٍ ثائرة، اختاروا على أساس التنوُّع الوظيفي: آكلي اللحوم، والنباتيين، وهلمّ جرًّا.

ولكن في العالم الحقيقيّ، يمكن أن يستغرق الحصول على بيانات عن الوظائف التي يقوم بها نوع معين، أي ما يُسّمى (خدمات النظام البيئي) سنوات.

يقول بيرس: «لا يمكننا تحمّل العبث بينما تحترق روما».

على النقيض من ذلك، فإنّ موضع نوعٍ ما على شجرة نسجتها عائلته، عادةً ما يكون معروفًا.

لذا فبدلًا من الانتظار لسنواتٍ للحصول على سيرةٍ ذاتيّةٍ كاملةٍ من خدمات النظام البيئيّ، هل يمكن لجهات الحفاظ على البيئة فقط الذهاب إلى شجرة العائلة واختيار الأنواع التي تعتمد على أكبر تنوٌُع للتطوُّر النشوئيّ؟

هذا هو السؤال الذي طرحه بيرس وزملاؤه من كندا وأكسفورد والأرجنتين وفرنسا وأستراليا.

وتظهِر النتائج التي توصّلوا إليها والتي نُشِرَت في مجلة نيتشر كوميونيكيشنز أنّ التشاور مع شجرة العائلة هو بديل جيّد للتنوّع الوظيفي في معظم الحالات.

باستخدام مجموعات البيانات العالمية من الثدييات والطيور والأسماك الاستوائيّة، واستراتيجية الاختيار التي يُطلق عليها (المناورة النشوانيّة)، أوضح الفريق أنّه، بالنسبة للجزء الأكبر، فإنّه يُمكن الحفاظ على التنوع النشوئيٌ أكثر بـ 18% من التنوّع الوظيفيّ المتوقّع إذا كانت الأنواع لسفينة نوح قد اختيرت عشوائيًّا.

ما يعنيه هذا هو أنّ برامج الحفظ مثل (EDGE of Existence) التي قد تخطّط لقائمة الأنواع الخاصة بها للحماية على الشعاب المرجانية، كمثال، يمكن أن تستخدم المناورة النشوئيّة لتحديد كيفية إنفاق مواردها، على سبيل المثال: من بين الأسماك الاستوائية، سيختارون الأنواع لإعطاء أوسع انتشارٍ على شجرة العائلة.

الأهم من ذلك، حدّد بيرس وزملاؤه أيضًا المواقف التي من غير المُرجّح أن تعمل فيها الاستراتيجية.

فمثلًا، قد يضطّر مدير المنتزهات محدودة الموارد في جنوب إفريقيا إلى اتخاذ خياراتٍ صادمةٍ بشأن أي المفترسات الكبيرة التي سنحاول معها و نحميها.

ستوصي المناورة التطوُّريّة بأنّ الحفاظ على نوعٍ واحدٍ من القطط الكبيرة يجب أن يكون كافيًا للحفاظ على النظام البيئيّ، ولكن إذا ما أدّى ذلك إلى اختيار الفهود على الأسود، فسيكون ذلك على خلاف مع وظائف النظام البيئيّ، لأنّ هذه القطط الكبيرة تستهدف فريسةً مختلفة.

يقول بيرس: «في عالمٍ مثاليَّ، سنحاول إنقاذ كل شيء، يجب أن تساعدنا المناورة التطوريّة على اتخاذ خياراتٍ من شأنها أن تحفظ أنظمتنا البيئية وأنفسنا».


  • ترجمة: محمد يسري الصادق
  • تدقيق: ماجدة زيدان
  • تحرير: صهيب الأغبري
  • المصدر