جذبت العملات الرقمية المشفرة الأنظار بعد ارتفاع أسعارها بشكل غير معقول ومن ثم انخفاضه بسرعة (مثل عملة البتكوين)، ما دفع البنك العملاق جي بي مورغن (JPMorgan Chase) لإصدار عملته المشفرة في شباط عام 2019. والآن تخطط العديد من المؤسسات المالية الكبرى إصدار عملتها الخاصة. ولكن ماهي هذه العملات المشفرة تحديدًا؟

العملات المشفرة هي أصول (ممتلكات) رقمية غير حكومية شائعة التداول. أول عملة مشفرة هي البتكوين والتي اقترحت عام 2008، وبعدها ظهرت العديد من العملات المشفّرة الأخرى.

تعتمد العملات المشفرة الرقمية على blockchain والتي تعتمد على “سجل موزع” يمتلكه كل المستخدمون على الشبكة ويحتوي على كافة التداولات التي تمت على الشبكة. لا يمكن لأي فرد أن يغير المعلومات الموجودة على السجل (بأن يضيف تداولًا ما أو أن يغير المعلومات المتعلقة بتداول سابق) دون موافقة جميع المستخدمين المعنيين بهذا التداول.

بفضل ذلك، اشتهرت تقنية البلوكتشين بأنها ثورة في عالم الحماية كونها لا تعتمد على هيئة وسيطة مركزية. ولكن إذا دققنا جيدًا نجد أنها تقوم فقط بنقل المسؤولية إلى المستخدمين. مثلًا، قد لا تثق بأن بنكك قادر على حماية حسابك بشكل جيد، ولكن إذا فقدت كلمة السر أو سُرقت بطاقة ائتمانك، فيمكنك بكل سهولة التواصل مع البنك وتسوية الوضع. أما على البلوكتشين، فإن سرقة كلمة السر أو فقدانها قد يعني خسارة حسابك إلى الأبد.

أنواع العملات المشفرة

لا تُستخدم جميع العملات المشفرة كالنقود، فللعملات المشفرة ثلاثة أنواع:

النوع الأول يسمى بعملات الخدمات والتي يمكن استبدالها من أجل خدمات معينة. قد تكون هذه الخدمات أي شيء كالمراهنات وألعاب الفيديو وحتى عقود الزواج.

يستخدم هذا النوع من العملات ما يسمى بالعقود الذكية والتي تسهل وتسرع عمليات التفاوض بين الأطراف والتي قد تستغرق وقتًا طويلًا.

النوع الثاني من العملات المشفرة هو العملات المستخدمة في الدفع كالبتكوين، والتي تشبه العملات التقليدية. إذ يمكن استخدامها للدفع مقابل السلع والخدمات مع أي شخص أو هيئة تقبل بها. معظم المتاجر الإلكترونية على الإنترنت تقبل الدفع بالبتكوين ولكن معظم المتاجر العادية لا تقبل بها حاليًا.

أما النوع الثالث من العملات المشفّرة فهي العملات التي تستخدم كأسهم والتي تشبه أسهم الشركات المتداولة في أسواق الأسهم، أي أنها تدل على ملكية في شيء ما.

مساوئ العملات المشفّرة

إن عملية تعدين العملات المشفرة (العملية التي يتم بها إضافة تداولات جديدة إلى “السجل الموزع”) تستهلك طاقة كهربائية عالية جدًا (لأنها تقوم على حل مسألة رياضية معقدة باستخدام تخمينات عشوائية وبالتالي تحتاج طاقة حاسوبية هائلة)، خصوصًا البتكوين.

بما أن هذه العملية تكافئ المعدن بعملة رقمية فقد أصبحت شائعة جدًا، ما قد يؤدي إلى إلحاق ضرر بالبيئة بسبب هذا الاستهلاك العالي للكهرباء. وفق التقديرات الحالية فإن مُعدّني البتكوين يستهلكون كمية كهرباء تعادل ما تستخدمه دول كاملة كأستراليا ونيوزيلندا. كما أن طبيعة عمل العملات المشفرة المعقدة فتحت الباب للقيام بعمليات احتيال غير مسبوقة.

اقرأ أيضًا:

ما هي البيتكوين؟ تعرف عليها في هذه المقالة الرائعة

10 أشياء لن يجربها المولودون عام 2018

ترجمة: مهران يوسف – تدقيق: جعفر الجزيري

المصدر