عندما تنظر إلى السماء في ليلةٍ صافيةٍ، سترى نجومًا مبعثرةً في الظلام، قد يبدو توزّعها ذا نمطٍ عشوائيٍّ.

لكنَّ بعض الأشخاص استخدموا تلك الأنماط لسرد القصص، وما يزال للكوكبات النجميّة استخدامٌ مفيدٌ لعلماء اليوم.

الكوكبة هي مجموعة من النجوم، تشكّل نمطًا مميّزًا في السماء، هنالك 88 كوكبة مُعترف بها رسميًّا، بعضها سُمّي تيمّنًا بمخلوقاتٍ أسطوريّةٍ، وقد تبدو أسماؤها مألوفةً إنْ بحثتَ يومًا عن برجك.

يقول أنثوني كوك، وهو مراقبٌ فلكيٌّ يعمل لدى مرصدِ جريفيث في لوس أنجلوس: أنّ أنماط الكوكبات مفيدة لحفظ النجوم في السماء، وفي العصور القديمة تعرّفَت ثقافات مختلفة على هذه الأنماط بطرقٍ مختلفة، لكنّ الكثير من الأبراج التي نعرفها اليوم عُرِفَت في اليونان القديمة.

بعضها سُمّيَ بأسماء الأبطال مثل: هرقل، وأوريون، تُسمّى أنماط النجوم الأُخرى تيمّنًا بالحيوانات مثل: (الدبّ الأكبر- Ursa Major)، وعملت النجوم كطريقة للحفاظ على القصص، مثل: أسطورة بيرسيوس الذي أنقذ الأميرة أندروميدا من وحشٍ بحريّ يدعى سيتوس، وكما يقول كوك: فإنَّ أجزاءً معيّنة من السماء تسمح لك برؤية القصّة بأكملها بالانتقال من كوكبةٍ إلى أُخرى تليها.

يقول كوك: أنّ هذه الكوكبات تُستخدم لأكثر من مجرّد تذكّر القصص، فقد استخدمَ المستكشفون الكوكبات للمِلاحة.

تحتوي كوكبة (الدبّ الأصغر- Ursa Minor) على نجم الشمال، وهو نجمٌ لامع يحوم فوق القطب الشماليّ.

ومعرفة موقع هذا النجم يعني معرفة اتجاه الشمال، وهو أمرٌ مهمٌّ جدًا للتنقّل دون الاستعانة بخريطة.

يقول كوك: أنّ نجم الشمال يمكنه أنْ يخبرك أيضًا عن موقعك ضمن خطوط العرض استنادًا إلى مدى ارتفاعه عن الأفق.

يقول كوك أنّه تتمّ تسمية كوكبات جديدة لملء كلِّ ركنٍ من أركان السماء، هذا ما يفسّر الأسماء الأكثر حداثة للكوكبات، مثل: (المجهر- Microscium)، الذي سُمّي في القرن الثامن عشر.

اليوم، يستخدم العلماء الأبراج (الكوكبات النجميّة) للتعرّف على مناطق من السماء.

يقول كوك: أنّه إذا تحدّث أحد الفلكيين عن برج القوس (الكوكبة النجميّة ساجيتاريوس)، فهو ربّما يفكرّ في مركز مجرّة درب التبّانة،التي تقع في اتّجاه برج القوس.

يمكن أنْ تكون الأبراج مفيدةً أيضًا عند تسمية النجوم أو تحديدها، تُسجّل معظم النجوم وتُعطى رقمًا.

قد يتضمّن رقم الفهرس لنجمٍ ما على اسم الكوكبة التي يُوجد فيها، توجد نجوم (ألفا سنتوري Alpha Centauri)، وهي الأقرب إلى الأرض، ضمن كوكبة (سنتاوروس Centaurus).

يقول كوك: «حتّى بعد مرور آلاف السنين، فلا تزال الأبراج مستقرّة نسبيًّا.

تتحرّك النجوم فيما بينها بسرعاتٍ كبيرة، ولكنّها بعيدةٌ جدًا لدرجة أنّك إذا عُدتَ في الزمن إلى عهد الإغريق القدماء، فربّما لن تلاحظ اختلافًا عن سماء اليوم».

إذا كنت ترغب في البدء باستكشاف النجوم في السماء، فهناك عددٌ قليلٌ جدًا من التطبيقات المُتاحة التي يمكن أنْ تساعدك على اكتشاف الأبراج فوق رأسك مباشرةً.

إذن اخرج إلى هناك وابدأ في التحديق!.


  • ترجمة: رولان جعفر
  • تدقيق: لبنى حمزة
  • تحرير: تسنيم المنجّد
  • المصدر