ما يصل إلى 13% من حالات الخرف قد تكون في الواقع تشخيصًا خاطئًا لحالة قابلة للعلاج.

مع التقدم بالعمر يواجه كثير من الأشخاص تدهورًا إدراكيًا مقلقًا؛ إذ شُخصت أكثر من 10 ملايين حالة خرف جديدة سنويًا حول العالم.

تشير دراسة نُشرت العام الماضي إلى أن ما يصل إلى 13% من الأفراد الذين شُخصوا بالخرف في الولايات المتحدة قد يكون تشخيصهم خاطئًا، ويعانون في الواقع حالة قابلة للعلاج.

وفقًا لـ جاسموهان باجاج اختصاصي أمراض الكبد في جامعة فرجينيا كومنولث في يوليو 2024: <<يجب توعية مقدمي الرعاية الصحية إلى هذا التداخل المحتمل بين الخرف وبين اعتلال الدماغ الكبدي، وهو حالة قابلة للعلاج>>.

يؤثر اعتلال الدماغ الكبدي، وهو ضعف إدراكي ناجم عن قصور الكبد، في أكثر من 40% من مرضى تليف الكبد المتقدم. على هذا، يصعب التمييز بين الأعراض الإدراكية الناجمة عن تليف الكبد وبين أعراض الخرف؛ إذ ينظم الكبد مستويات معظم المواد الكيميائية في الجسم عبر تنقية الدم منها ومساعدة الجسم على هضمها.

إضافةً إلى الآثار الضارة لتناول الكحول على الكبد، يوجد مخاطر أخرى يتعرض لها الكبد مثل الإصابة بفيروس التهاب الكبد وارتفاع الكوليسترول والسمنة وداء السكري والتوتر والتقدم بالعمر. يمكن تجنب الإصابة بتلف الكبد، عند الكشف عن هذه الأمراض واتباع العلاج المناسب في وقت مبكر، فضلًا عن أن اتباع نظام غذائي وتغيير نمط الحياة وتطور العلاجات الدوائية مستقبلًا قد تحد أيضًا من الإصابة بتلف الكبد.

أدى علاج اعتلال الدماغ الكبدي إلى تحسين الأعراض الإدراكية لدى مريضَين على الأقل شُخصا بالإصابة بالخرف؛ إذ وفقًا لزوجة أحد المريضَين بعد شفائه من كل الأعراض التي ارتبطت بالذاكرة والتعثر والرعاش والهلوسة عبرت عن سعادتها بقولها: «أصبح شخصًا مختلفًا كليًا».

أشارت دراسة حديثة أجريت على الفئران إلى إمكانية الحد من آثار تقدم العمر في صحة الكبد إذا اكتُشفت مبكرًا.

أوضحت اختصاصية أمراض الكبد آنا ماي في جامعة ديوك: «أظهرنا أن التقدم بالعمر يفاقم من حدة أمراض الكبد غير الكحولية، لكن يمكننا الحد من أضرارها عبر تقليل هذا التأثير، يفت الأوان أبدًا للتعافي»
.
استعرض باجاج وزملاؤه في دراسة سابقة أجريت في عام 2024 السجلات الطبية لـ 177,422 شخصًا من قدامى المحاربين الأميركيين الذين شُخصوا بالخرف بين عامي 2009 و2019، ولم يكن أي منهم مُشخَّصًا بأمراض كبد، لكن الفريق وجد أن أكثر من 10% منهم لديهم مؤشر تليف الكبد (FIB-4) مرتفع، أي إنهم كانوا عرضة للإصابة بتليف الكبد.

كرر عالم الإحصاء الحيوي في جامعة فيرجينيا كومنولث سكوت سيلفي وباجاج وزملاؤهم، هذه المراجعة في الدراسة الجديدة باستخدام 68,807 سجلًا طبيًا لمرضى من قاعدة بيانات وطنية لا تشمل المحاربين القدامى، لمعرفة إذا كانت النتائج السابقة تنطبق على عموم السكان الأميركيين. كانت المفاجأة أن نسبة المرضى الذين لديهم مؤشر تليف الكبد FIB-4 المرتفع في هذه المجموعة بلغت نحو 13٪؜.

يوضح سيلفي وفريقه: «إن معدلات انتشار ومحددات ارتفاع مؤشر تليف الكبد FIB-4 لافتة للنظر خاصة النسبة الكبرى من المرضى ذوي البشرة غير البيضاء في مجموعة مؤشر تليف الكبد FIB-4 المرتفع. مع أننا لم ندرس الأسباب المحددة لهذه التفاوتات، لكن تدني نسبة إيجاد علاج أو تأمين الرعاية الطبية لكل من الخرف والأمراض المصاحبة قد تفاقم من تلك الأعراض».

على هذا، عندما يختل عمل الكبد يؤدي ذلك إلى إجهاد الأنسجة الأخرى مثل الكلى والبنكرياس والقلب والدماغ. لذلك، من المنطقي أن تكون صحة الكبد هي الأولوية.

وفق باجاج: «إن هذا الرابط المهم بين الخرف وبين صحة الكبد يبرز أهمية فحص العوامل القابلة للعلاج التي قد تسهم في التدهور الإدراكي عند المرضى».

اقرأ أيضًا:

لقاح الحلأ النطاقي قد يحمي من الخرف!

شرب الشاي الأخضر يوميًا يقلل من خطر الإصابة بأعراض الخرف

ترجمة علاء الشحت

تدقيق: ريمي سليمان

مراجعة: ميرڤت الضاهر

المصدر