متلازمة الأذن الموسيقية (MES) هي حالة تُسبب الهلوسة السمعية الموسيقية، وعادةً ما ترتبط بضعف السمع. تُعد هذه الحالة مألوفة، ولكن نادرًا ما تُشخّص بدقة، ويبدو أن السبب هو فقدان السمع، لكن الآلية الدقيقة وراءها ما زالت غامضة.
يجمع الدماغ المعلومات من الحواس لمساعدة الشخص على فهم العالم، وعندما تضعف حاسة السمع لديه، يكون الدماغ غير مستعد لتجاهل الحاسة ببساطة، لذلك يستمر الدماغ في البحث عن المدخلات، سواء كانت قليلة أو لا شيء.
في المقابل، يبدأ الدماغ بملء الفراغات باستخدام ما يعرفه عن العالم. وقد ينتج مجموعة متنوعة من الأصوات. وفي حالة متلازمة الأذن الموسيقية، يختار الدماغ ملء الفراغات بالموسيقى.
تشبه متلازمة الأذن الموسيقية طنين الأذن الذي ينتج أصوات رنين أو طنين أو هسهسة، ويرتبط أيضًا بفقدان السمع، ويشار أحيانًا إليه بالطنين الموسيقي.
ما أسباب متلازمة الأذن الموسيقية؟
في حين أن الآليات الكامنة وراءها ليست مفهومة جيدًا، فما زال هناك بعض الأسباب المحددة، ومنها:
فقدان السمع
في غياب أعراض الهلوسة أو بعض الإدراكات الأخرى، من المحتمل أن يكون سماع الموسيقى المجهولة والطنين في الأذن بسبب فقدان السمع، لكن لا يمكن تحديد السبب دائمًا، وقد يكون لدى الشخص حالة متلازمة الأذن الموسيقية بجانب حالة أخرى مثل الخرف.
زراعة القوقعة الصناعية
كانت هناك تقارير عن حالات تسبب فيها زرع القوقعة الصناعية أو إزالتها في حدوث حالة متلازمة الأذن الموسيقية.
لم تُدرَس العلاقة بين زراعة القوقعة الصناعية وحالة متلازمة الأذن الموسيقية جيدًا، لذا فإن المعلومات محدودة. في إحدى الدراسات الصغيرة التي شملت 82 مريضًا، وُجد أن 22% منهم قد طوروا MES – 7 قبل الزرع و11 بعد الزرع.
الأدوية
قد تسبب بعض الأدوية الهلوسة، بما في ذلك الهلوسة السمعية، ومن المرجح أن يشمل ذلك سماع أصوات أو ضوضاء، ونادرًا ما تسبب الأدوية حالة متلازمة الأذن الموسيقية.
إذا كان الشخص يعتقد أن دواءه يسبب الهلوسة من أي نوع، يجب التحدث مع مقدم الرعاية الصحية على الفور بشأن تعديل الجرعة أو تغيير العلاج.
كيف تُعالج متلازمة الأذن الموسيقية؟
إذا كان الشخص يعتقد أنه يعاني متلازمة الأذن الموسيقية، فمن المهم أن يرى طبيبه للحصول على التشخيص الصحيح حتى يتمكن من بدء العلاج المناسب.
لا يوجد علاج قياسي لمتلازمة الأذن الموسيقية، لذلك يُحدد العلاج على أساس كل حالة على حدة.
مساعدات السمع
قد يخفف علاج فقدان السمع الأعراض، فإذا كان الشخص يمكنه تحسين سمعه باستخدام أداة مساعدة للسمع، فقد يكون هو كل ما يحتاجه لمنع عقله من ملء الفراغات.
العلاج السلوكي المعرفي
لن يوقف العلاج السلوكي المعرفي (CBT) الموسيقى، لكنه قد يساعد على تعلم كيفية التعايش معها.
في الأساس، تتضمن الطريقة تدريب الشخص نفسه على تجاهل الموسيقى، إذ يُظهر مصدر موثوق للأبحاث أن العلاج السلوكي المعرفي قد يساعد الأشخاص على التعامل مع طنين الأذن.
الدواء
إذا لم يكن سبب مرض متلازمة الأذن الموسيقية الدواء، ولم ينجح أي شيء آخر، فهناك بعض الأدوية التي قد تساعد مثل:
- هالوبيريدول.
- مضادات الذهان غير التقليدية.
- مثبطات إعادة امتصاص السيروتونين الانتقائية (SSRIs) أو مثبطات إعادة امتصاص السيروتونين والنورإبينفرين (SNRIs).
- عوامل الكولين وGABAergic.
جميع الأدوية لها آثار جانبية محتملة، لذا يجب مناقشة جميع الإيجابيات والسلبيات المحتملة مع الطبيب قبل اتخاذ قرار بشأن استراتيجية العلاج.
تغيير نمط الحياة
إضافةً إلى تغييرات الأدوية وأدوات السمع، هناك تعديلات صغيرة يمكن إجراؤها في الحياة اليومية للمساعدة على تقليل تأثيرات حالة متلازمة الأذن الموسيقية.
إذا كان الشخص قادرًا على السمع باستخدام أداة مساعدة للسمع أو دونها، فيمكنه إضافة بعض الضوضاء. قد يبدو الأمر غير بديهي، لكن الاستماع إلى الموسيقى أو أي نوع من الضوضاء في الخلفية قد يثبط العقل عن الهلوسة.
تتضمن الاستراتيجيات الأخرى التي قد تساعد عندما تسبب الموسيقى مشكلات ما يلي:
- تمارين التنفس العميق.
- التأمّل.
- التركيز التام.
قد تساعد بعض الأنشطة أيضًا على تقليل التوتر العام المرتبط بمتلازمة الأذن الموسيقية، مثل ممارسة التمارين الرياضية بانتظام، بما في ذلك تمارين التمدد، واليوغا والتاي تشي، والعلاج بالتدليك، والعلاج العطري.
إذا كان الشخص يواجه مشكلة في التعامل مع متلازمة الأذن الموسيقية، فيجب التحدث مع الطبيب، وطلب إحالة إذا كان يعتقد أنه سيستفيد من رؤية الطبيب النفسي.
الخلاصة
تحدث حالة متلازمة الأذن الموسيقية عندما يسمع الشخص الموسيقى مع عدم وجود أي تشغيل للموسيقى في الخلفية. إنها من صنع الدماغ، لكنها ليست مشكلة نفسية أو عرضًا من أعراض الخرف، وعادةً ما يكون ذلك بسبب درجة معينة من فقدان السمع، ولكن لا يمكن تحديد السبب في أغلب الأحيان.
قد يؤدي علاج فقدان السمع إلى حل المشكلات التي تسببها حالة متلازمة الأذن الموسيقية.
اقرأ أيضًا:
تضاعف المسموعات: ربما قرأت عن الرؤية المزدوجة، لكن ماذا عن السمع المزدوج؟
امرأة صينية فقدت حاسة السمع لأصوات الرجال، فما السبب؟
ترجمة: أورشينا دنحو
تدقيق: غفران التميمي
مراجعة: هادية أحمد زكي
