تراجع قدرة السمع عند كبار السن في الواقع قد يكون عَرَضًا لمشكلة صحية خطيرة مثل الخرف.

يُظهر بحث جديد عن الشيخوخة أن فقدان السمع والخرف ليسا مرتبطين ببعضهما فحسب، بل قد يكون ضعف السمع سببًا في الإصابة بالخرف.

يقول الدكتور فرانك لين، مدير مركز كوشلر للسمع والصحة العامة في مدرسة بلومبيرج: «هذا البحث الجديد قد يسبب جدلًا كبيرًا، فوفقًا للمعهد الوطني للصمم واضطرابات التواصل؛ يعاني نحو 37.5 مليون أمريكي مشكلات في السمع».

وهناك سؤال رئيسي طرحه الباحثون؛ هل استخدام أجهزة معينة تساعد في تقوية السمع قد يقلل من خطر إصابة الشخص بالخرف؟

يشرح لين العلاقة بين فقدان السمع والخرف، وإلى أين يتجه العلم.

فقدان السمع وعلاقته بالإصابة بأمراض الدماغ

وفقًا لتقرير لجنة لانسيت لعام 2020 الذي يعتبر فقدان السمع واحدًا من أهم عوامل الخطر للإصابة بالخرف: «إن كان الشخص يعاني ضعفًا في السمع، فستكون لديه فرصة أكبر للإصابة بالخرف».

إجهاد الدماغ والعزلة الاجتماعية

توجد عدة احتمالات تُفسر الرابط بين فقدان السمع والإصابة بالخرف. مثلًا:

  •  في حالة نقص السمع قد يُجهد الدماغ نفسه في محاولة سد الفجوات داخل الأذن ومعاوضة السمع، وقد يكون ذلك على حساب عمليات التفكير والذاكرة.
  •  قد يسبب فقدان السمع تقلص الدماغ المُتقدم في السن بسرعةٍ أكبر.
  •  قد يؤدي فقدان السمع إلى قلة تفاعل الأشخاص اجتماعيًا؛ وهو يعد أمرًا مهمًا للغاية في الحفاظ على التحفيز الفكري. إن كان الأشخاص لا يسمعون بطريقة جيدة فقد لا يخرجون كثيرًا، وبالتالي سيكون الدماغ أقل مرونةً ونشاطًا.

قياس مدى تأثير فقدان السمع في الإصابة بالخرف

يعد فقدان السمع مسببًا لنحو 8% من إجمالي حالات الخرف. هذا يعني أن فقدان السمع قد يكون مسؤولاً عن 800 ألف حالة إصابة بالخرف من أصل 10 ملايين حالة جديدة تُشخص سنويًا.

تقليل مخاطر الإصابة بالخرف

تقود جامعة جونز هوبكنز دراسة كبيرة للمعهد الوطني للشيخوخة لمعرفة ما إن كانت الأجهزة المستخدمة لتقوية السمع قد تستطيع حماية الذاكرة والتفكير لدى كبار السن. للدراسة مواقع متعددة وقد شارك في الدراسة ما يقارب 1000 شخص تتراوح أعمارهم بين 70-84 يعانون ضعف السمع. أُعطيت أجهزة سمعية لمجموعة واحدة، بينما تتلقى المجموعة الأخرى تعليمًا لتعزيز نشاط الدماغ.

بحلول أوائل عام 2023، يجب أن تُقدم الدراسة نتائج نهائية حول ما إن كان علاج ضعف السمع سيقلل من خطر التدهور المعرفي. وسنعرف ما إن كان استخدام الأجهزة السمعية قد يقلل من شيخوخة الدماغ وخطر الإصابة بالخرف.

تأثيرات أخرى في الصحة

يترتب على فقدان السمع آثار طويلة المدى في الصحة، إذ يُعتقد أنه يزيد من مخاطر الإصابة بالاكتئاب والحزن. إضافةً إلى أنه يؤدي إلى ارتفاع تكاليف الرعاية الصحية؛ إذ يعاني الأشخاص المصابون فقدان السمع -على مدى 10 سنوات- من زيادة بنسبة 47% في معدل دخولهم المستشفى.

اقرأ أيضًا:

هل النسيان مؤشر على احتمال الإصابة بمرض ألزهايمر؟

لماذا النساء أكثر عرضة للإصابة بمرض ألزهايمر؟

ترجمة: فاطمة الرقماني

تدقيق: جعفر الجزيري

مراجعة: لبنى حمزة

المصدر