هل يهتم أحد بنظام أندرويد-14؟ يبدو إصدار نظام التشغيل الأكثر شهرة في العالم هذا العام واحدًا من أصغر إصدارات أنظمة التشغيل على الإطلاق، إذ لم يقدم سوى عدد قليل من الميزات الجديدة.

حتى في أثناء الكلمة الرئيسية الكبيرة لـ I/O من جوجل عن الأندرويد، أمضت جوجل معظم وقتها في عرض ميزة الذكاء الاصطناعي الجديدة التي تُنشئ الخلفيات للمستخدم.

لسنا متأكدين ما هو العذر للأندرويد-14، لكن ما يزال لدينا بعض الأشياء التي يجب ذكرها، مثل تخصيصات شاشة القفل الجديدة والتغييرات المثيرة حقًا في طريقة عمل زر الرجوع ومجموعة من التغييرات الجديدة.

الشعار الجديد

تبدل الشعار التجاري لأندرويد آخر مرة مع إصدار أندرويد-10، وبعد بضع سنوات كُتبت الأحرف في الشعار بأحرف كبيرة. وبالنسبة لشعار (bugdroid) المتمثل برأس بلا جسد بجوار علامة الأندرويد، أصبح الآن ثلاثي الأبعاد، ويأتي بعدة ألوان تماشيًا مع إرشادات جوجل للتصميم متعدد الأبعاد.

في مقاطع الفيديو المنشورة على مدونة إعادة تصميم لجوجل، يحتل شعار (Google Android) الشاشة فترة طويلة. ولم يسبق أن رأينا هاتين العلامتين التجاريتين معًا علامةً نصيةً واحدةً، ومن المؤكد أن الاستخدام واسع النطاق لها سيكون بمثابة تغيير.

شاشة القفل القابلة للتعديل

ما لدينا في شاشة قفل أندرويد-14 هو نمط ساعة قابل للتحديد واختصاران تستطيع الاختيار من بينهما، فبوسعك الضغط فترة طويلة على شاشة القفل لينبثق زر (تخصيص)، ما يتيح لك الاختيار من بين سبعة أنماط مختلفة للساعة. وتستطيع اختيار لون الساعة، ويتيح لك شريط تمرير الألوان ضبط الأشياء ضبطًا أكبر.

ليس (التباين) الكلمة الصحيحة لشريط التمرير، ولكن الجانب الأيسر ملون قليلًا باللون الأسود، والجانب الأيمن ملون قليلًا باللون الأبيض، ويوجد لون كامل وغني في المنتصف في مكان ما. يوجد أيضًا إعداد (حجم) للساعة الذي يحدد ما إذا كانت ستدخل إلى وضع ملء الشاشة عندما لا يكون لديك أي إشعارات أو ستظل صغيرةً طوال الوقت.

بوسعك تعيين وظائف لاثنين من الاختصارات اليمنى واليسرى، ولكن الخيارات محدودة على نحو غريب، فهي زر للكاميرا أو تبديل خيار عدم الإزعاج أو المصباح اليدوي أو تطبيق (Google Home) أو كتم الصوت أو الماسح الضوئي لرمز الاستجابة السريعة أو كاميرا الفيديو أو محفظة جوجل. إذ أن خيارات شاشة القفل تبدو وكأنها مقدمة لشيء أقوى مع الأدوات التي يوفرها التطبيق.

حجب تثبيت التطبيقات القديمة

إحدى أكبر التغييرات في أندرويد-14 هي شيء لا يلاحظه معظم الناس، إذ قررت جوجل حظر تثبيت التطبيقات القديمة تمامًا.

سابقًا، كان دعم التطبيقات القديمة على أندرويد مثاليًا تمامًا، إذ يستطيع نظام أندرويد-13 تثبيت التطبيقات التي بُنِيَت منذ الإصدار 1.0، وجزء من السبب وراء هذه التوافقية المثلى مع التطبيقات القديمة هو نظام استهداف مستوى API (واجهة برمجة التطبيقات)، الذي يسمح لتطبيقات أندرويد بإعلان أحدث إصدار من أندرويد الذي تدعمه، ما يمنحها الوصول إلى أحدث الميزات. فإذا كان مستوى API قديمًا، سيحترم نظام أندرويد ذلك في الإصدارات الأحدث بوجود وضع متوافق إلى حد ما، إذ لن تكون الميزات الجديدة متاحة، ولكن أيضًا لن تُطَبَّق قيود جديدة قد تفسد التطبيق.

مستويات واجهة برمجة التطبيقات هي ببساطة متتبع داخلي لإصدارات نظام التشغيل، ولكن بدلًا من الأرقام التسلسلية التي تعتمد على التسويق، يزيد مستوى واجهة برمجة التطبيقات بمقدار واحد في كل إصدار، وتوجد الكثير من الإصدارات التي زادت بمقدار 0.1، لذلك كانت Android 1.0 هي مستوى واجهة برمجة التطبيقات 1، ولكن أندرويد -14 هو المستوى 34.

دعم التطبيقات القديمة ليس حلًا بالضرورة، إذ يصبح أمان التطبيقات أفضل مع تزايد أرقام إصدارات أندرويد وتصبح الأذونات أكثر تقييدًا وتفصيلًا. في هذه المرحلة، لا توجد حقًا أي أسباب لاستخدام واجهات برمجة تطبيقات قديمة. فنظام أندرويد عمره 14 عامًا، والتطبيقات المُصنعة باستخدام هذه المستويات القديمة توفر تجربة سيئة للمستخدم، وتُعد واجهات برمجة التطبيقات القديمة مكانًا مناسبًا للبرمجيات الضارة، وهو الدافع الحقيقي لجوجل لقطع الدعم عنها.

من أجل محاولة إغلاق الباب أمام البرامج الضارة المستهدفة، وُضِعَ التوافق الخلفي لنظام أندرويد، سيرفض في أندرويد-14 تثبيت أي تطبيق يقل عن نظام أندرويد-6.0. إذا حاولت تثبيت تطبيق قديم، ستحصل على الرسالة التي تقول إن التطبيق غير متوافق مع جهازك.

نفذ متجر جوجل بلاي حدًا أدنى متدرجًا لواجهات التطبيق البرمجية ابتداءً من عام 2018، ومنذ ذلك الحين، يُطلب من التطبيقات التي تُنشَر أو تُحَدَّث استخدام واجهة تطبيق برمجية (API) قديمة بسنة واحدة على الأقل أو أحدث.

لم تعلن جوجل رسميًا حتى الآن إن كانت سترفع الحد الأدنى لتثبيت نظام التشغيل سنويًا مثلما تفعل مع متجر جوجل بلاي، لكن من المتوقع أن الشركة تنتظر لرؤية ما ستكون عواقب هذا التغيير.

بدأت وظيفة الرجوع التنبؤي تعمل في تطبيق واحد فقط!

لا تعمل وظيفة الرجوع في نظام أندرويد مثل زر الرجوع في المتصفح، بل تميل إلى التنقل من الصفحات الفرعية في التطبيق إلى الصفحة الرئيسية للتطبيق، وفي النهاية تغلق التطبيق وتظهر الشاشة الرئيسية. وكان الرجوع التنبؤي وهو ميزة قدمتها جوجل خلال إصدار أندرويد-13 يبدو وكأنه حلاً جيدًا مؤقتًا.

تبدو الأمور في أندرويد-14 أفضل قليلًا، تعني الحاجة إلى موافقة من مستوى التطبيق الفردي أن التطبيقات النظامية أيضًا تحتاج إلى الانضمام، وهذا لم يحدث من قبل.

تغيرات أذونات الوصول

كان متجر جوجل بلاي مُنشغلًا بموضوع تسمية الخصوصية في الآونة الأخيرة، إذ توجد معلومات في متجر جوجل بلاي في قسم سلامة البيانات في قائمة التطبيق. ولكن في أندرويد-14 ستظهر في النظام نفسه، وأول مكان لهذه المعلومات هو نافذة الأذونات المنبثقة.

الميزة الأُخرى هي القدرة على منح الوصول إلى صورة أو فيديو فرديًا للتطبيق. سابقًا، كان الوصول إلى الوسائط (الصور والفيديوهات) يتم بكل الوسائط أو لا شيء، وفي أندرويد-13، أضافت جوجل منتقي الصور النظامي، فبالإمكان إرسال صورة إلى تطبيق عبر النظام دون طلب إذن على الإطلاق.

يوجد إذن جديد لإشعارات الشاشة الكاملة. وهذا ليس إذنًا منبثقًا في وقت التشغيل، ولكنه شيء تحتاج إلى البحث في الإعدادات لتغييره. وبالإمكان تنشيط إشعارات الشاشة الكاملة بواسطة أمور مثل المكالمات الواردة، أو تشغيل الإنذار، أو اكتشاف حادث سيارة. إذا حظرت تطبيقًا من إشعارات الشاشة الكاملة، ستحصل فقط على إشعار عادي على اللوحة بدلاً من ذلك.

الإعدادات

الإعدادات هي دائمًا موطن لبعض التغييرات كل عام، ويوجد إعداد جديد لإشعارات الوميض الذي سيجعل مصباح الكاميرا LED يومض عند الحصول على إشعار، أو تستطيع حتى جعل الشاشة بأكملها تومض بلون معين عند وصول إشعار.

قُسِّمَت نغمات الإشعارات ومستوى النغمة إلى مستويين منفصلين في أندرويد-14. يمكنك العثور على هذه في الإعدادات تحت الصوت والاهتزاز وفي نافذة التغيير السريع المتاحة من قائمة زر الصوت.

يوجد إعداد للمطور يسمى شريط التنقل الشفاف، يقول إنه سيجعل لون خلفية شريط التنقل شفافًا افتراضيًا، وفرض ذلك على التطبيقات سيكون مفيدًا جدًا.

شريط التنقل السفلي في أندرويد موجود فقط للتحركات، وإذا صُمِّمَ التطبيق تصميمًا صحيحًا، يجب أن يكون شفافًا تقريبًا لا قاتمًا يحجب المحتوى.

تقول جوجل إن «أحد التركيزات الكبيرة لأندرويد-14 كان على تحسين أداء المنصة وكفاءتها»، عندما تنتقل بعيدًا عن التطبيق، يُشار إلى العملية بأنها مخزنة في الذاكرة المؤقتة، ما يعني أنها لم تعد مطلوبة ولكن يُحتَفَظ بها إذا كانت النظام يملك موارد إضافية. أصبح أندرويد-14 أكثر حزمًا في منح وقت وحدة المعالجة المركزية لهذه التطبيقات المخزنة في الذاكرة المؤقتة في الخلفية.

تعهدت جوجل أيضًا بتسريع بدء التطبيقات بفضل الاحتفاظ بالمزيد من التطبيقات في الذاكرة. وحاليًا تأتي أجهزة أندرويد الرائدة مع كمية لا تصدق من الذاكرة، لذا زادت جوجل الحد الأقصى الثابت للعدد الأقصى من التطبيقات المسموح بها لبدء التشغيل في الذاكرة.

هذا هو كل شيء!

هذا هو كل شيء بالنسبة لأندرويد-14، إحدى أصغر الإصدارات على الإطلاق وغير المثيرة للاهتمام بالنسبة للمستهلكين. قال ديف بيرك، القائد الهندسي لأندرويد مؤخرًا، إن بعض الميزات المخطط لها لأندرويد-14 أُطلِقَت بسرعة في أندرويد-13. وأشار إلى رغبته في الحصول على ميزات الشاشة الكبيرة في النظام بسرعة، حتى لو كان من المفترض أن تكون لأندرويد-14، لذا لا يعني هذا الإصدار الصغير أنه لن تُجرَى مزيد من الابتكارات أو التحسينات.

اقرأ أيضًا:

كيف تُشغَل تطبيقات أندرويد على نظام ويندوز؟ إليك أربع طرق للقيام بذلك

معظم التطبيقات الشهيرة على أندرويد تضلل المستخدمين بشأن الخصوصية

ترجمة: محمد فواز السيد

تدقيق: باسل حميدي

مراجعة: محمد حسان عجك

المصدر