اضطراب إدمان الكحول أو (الكحولية)، هو حالة طبية تحدث عند شرب الكحول بكثرة أو باستمرار حتى عندما يسبب مشكلات صحية نفسية أو أذية جسدية، لكن قد تساعد بعض الأدوية والعلاج السلوكي والدعم على التعافي.

ما هو إدمان الكحول، وهل يُعد مرضًا؟

نعم، يصاب الشخص بإدمان الكحول عندما لا يستطيع التوقف عن الشرب، ويعد الإدمان مرضًا لأنه يعطل وظائف المخ ويتطلب علاجات طبية ونفسية للسيطرة عليه.

ويتراوح إدمان الكحول بين خفيف ومعتدل أو شديد، وربما يتطور بسرعة أو على مدى فترة طويلة من الشرب. ويطلق عليه أيضًا الاعتماد على الكحول أو سوء استخدام الكحول.

ويُعد شائعًا بكثرة، فنحو 14.5 مليون أمريكي بعمر 12 سنة أو أكثر يعانون من إدمان الكحول.

ما هي مضار شرب الكثير من الكحول؟

إنّ الإكثار من الكحول يضر بالصحة، ويرتبط بحدوث عدة مشكلات صحية، نذكر منها:

  •  تلف الدماغ، وحدوث الخرف.
  •  اليأس والاكتئاب والرغبة بالانتحار.
  •  سرطانات الثدي والكبد والقولون والفم.
  •  متلازمة الجنين الكحولي (إذا تعرضت الأم للكحول قبل الولادة).
  •  العرضة للحوادث (مثل السقوط أو الحروق) والإصابات (مثل الكسور أو الغرق).
  •  أمراض الكبد، مثل تشمع الكبد، والتهاب الكبد والكبد الدهني.
  •  الإغماء، والاعتداء، والقيادة تحت تأثير الكحول وحتى القتل.

وقد يؤدي الشرب المتكرر أو المفرط أحيانًا إلى مشكلات شخصية، مثل مشكلات في المال والعلاقات الشخصية أو العمل.

ما الذي يسبب حدوث الإدمان على الكحول؟

ما يزال العلماء يحاولون فهم سبب حدوث إدمان الكحول، ويبدو أنه يعود إلى مزيج من واحد أو أكثر مما يلي:

  •  الجينات والوراثة.
  •  أحداث سيئة في الطفولة المبكرة.
  •  محاولات لتخفيف الألم العاطفي.

ومن المرجح أيضًا أن يصاب الناس باضطراب إدمان الكحول إذا كانوا:

  •  يستهلكون الكحول بكميات كبيرة في كثير من الأحيان، أو أنهم بدأوا بالشرب في وقت مبكر من الحياة.
  •  التعرض لصدمة، مثل الاعتداء الجسدي أو الجنسي.
  •  وجود قصة عائلية لإدمان الكحول.
  •  اضطراب في الصحة العقلية، مثل الحزن والقلق والاكتئاب واضطرابات الأكل واضطراب ما بعد الصدمة.
  •  الخضوع لعملية جراحية في المعدة (مثل عملية قص المعدة) التي تُجرى لعلاج مشكلات زيادة الوزن.

ما هي أعراض اضطراب إدمان الكحول؟

تشمل علامات إدمان الكحول ما يلي:

  •  الإغماء أو عدم تذكر الأشياء التي حدثت.
  •  الاستمرار بالشرب حتى لو تسبب بالضرر للمتعاطي أو للآخرين.
  •  شرب كمية أكبر أو لفترة أطول من المقرر.
  •  الشعور بالتهيج أو الاضطراب عند عدم الشرب.
  •  تكرار الصداع الناجم عن تناول الكحول.
  •  القيام بممارسات خطيرة بعد الشرب (كالقيادة أو ممارسة الجنس غير الآمن أو السقوط).
  •  عدم القدرة على القيام بأي نشاط بدون الشرب.
  •  الرغبة الشديدة في تناول الكحول.
  •  حدوث مشكلات متكررة في العمل أو المدرسة أو في العلاقات مع الآخرين أو اختراق القانون بسبب الشرب.
  •  الحاجة إلى شرب المزيد والمزيد للحصول على نفس التأثير.
  •  عدم القدرة على التوقف عن الشرب بعد البدء.
  •  قضاء الكثير من الوقت في الشرب أو التعافي من الشرب.
  •  الرغبة في تخفيف تناول الكحول والفشل في تحقيق ذلك.

قد يعاني الشخص المصاب بإدمان الكحول أيضًا من أعراض الانسحاب عندما يحاول التخفيف أو التوقف عن الشرب، ومنها:

  •  القلق والاكتئاب.
  •  التهيج والهذيان.
  •  الغثيان وحدوث الجفاف.
  •  تسارع ضربات القلب والتعرق.
  •  اضطرابات النوم والأرق.
  •  الارتعاش.
  •  الصرع.
  •  رؤية أشياء ليست موجودة (الهلوسة البصرية).
  •  الغيبوبة والموت.

ما هي مراحل حدوث إدمان الكحول؟

يتطور إدمان الكحول على مراحل ولا يظهر فجأة.

  •  مرحلة الخطر: تبدأ عندما يبدأ الشخص بالشرب في ظروف اجتماعية معينة أو لتخفيف التوتر وتحسين المزاج. وربما تبدأ معها مرحلة تحمل الكحول.
  •  إدمان الكحول المبكر: في هذه المرحلة، تبدأ محاولات الشرب سرًا أو على انفراد، والتفكير في الكحول كثيرًا.
  •  إدمان الكحول في منتصف المرحلة: هنا أصبح تعاطي الكحول خارج نطاق السيطرة ويسبب خللًا في الحياة اليومية، وعلى صعيد العمل والأسرة والصحة المالية والجسدية والعقلية، بالإضافة إلى إمكانية ظهور أعراض تلف الأعضاء الحيوية في الفحوصات المخبرية والاستقصائية.
  •  إدمان الكحول في المرحلة النهائية: يصبح تناول الكحول في هذه المرحلة المحور الرئيسي لحياة الشخص المدمن، مع استبعاد الطعام وممارسة العلاقة الحميمية والصحة والسعادة، ويسيطر اليأس وتلف الأعضاء، وربما يغدو الموت قريبًا.

كيف يشخص إدمان الكحول؟

لا يوجد تحليل مخبري واحد يدل على إدمان الكحول، ويعتمد التشخيص على استجواب الطبيب للمريض ليؤكد تشخيص الإدمان، عندما يتداخل شرب الكحول مع الحياة أو يؤثر في الصحة.

ما هو علاج اضطراب إدمان الكحول؟

يعتمد اختيار طريقة العلاج على مرحلة الإدمان وشدته، وما إن كان العلاج يتطلب قبولًا في المشفى أو في مركز إعادة التأهيل، أو يمكن معالجته في المنزل.

  •  العلاجات السلوكية: أي طلب المشورة أو الحديث مع مقدم الرعاية الصحية مثل الطبيب النفسي أو مستشار الصحة العقلية، إذ قد يقدمون طرقًا لتغيير السلوك، ويعد هذا النوع من العلاجات التقنية الأكثر استخدامًا.
  •  الأدوية: وافقت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية على النالتريكسون والأكامبروسيت لعلاج إدمان الكحول، وقد يقلل التوبيراميت والغابابنتين أيضًا من الرغبة الشديدة في تناول الكحول لدى بعض الأشخاص. ونادرًا ما يستخدم دواء أقدم اسمه ديسفلفرام. وتقوم آلية عمل هذه الأدوية على محاولة التخفيف من فرط التفكير في تناول الكحول.
  •  مجموعات الدعم: ربما تساعد اللقاءات الجماعية مع الأشخاص الآخرين الذين يعانون من إدمان الكحول على البقاء متيقظًا. وعادة ما تكون هذه الاجتماعات مجانية ومتاحة في معظم المجتمعات.

كيف يمكن تجنب الإدمان على الكحول؟

للنساء، يجب ألّا يزيد معدل تناول الكحول عن أربعة مرات أو أكثر في اليوم الواحد أو ثمانية مرات أو أكثر في الأسبوع، أما بالنسبة للرجال، فيجب ألّا يزيد عن خمسة مرات أو أكثر في اليوم أو خمس عشرة مرة أو أكثر في الأسبوع. وإذا كان معدل شرب الكحول أكثر من ذلك، فيجب التفكير في التقليل من الشرب أو الإقلاع عنه قبل الدخول في مرحلة الخطورة.

ما هي التوقعات للأشخاص الذين يعانون من اضطراب إدمان الكحول؟

يعتمد ذلك على عوامل كثيرة، فقد تشكل الحالات المعتدلة من الإدمان مشكلة لفترة من الوقت فقط، بينما غالبًا ما تمثل الحالات الشديدة صراعًا مدى الحياة. وكلما أسرعنا في كشف وجود إدمان الكحول، كانت فرص الشفاء منه أفضل.

اقرأ أيضًا:

عواقب إساءة تناول المشروبات الكحولية في سن المراهقة تستمر لعقود

لماذا تسبب المشروبات الكحولية الرديئة (الرخيصة) ثمالة بشكل أسوأ من المشروبات ذات الجودة العالية؟

ترجمة: تيماء القلعاني

تدقيق: لين الشيخ عبيد

مراجعة: محمد حسان عجك

المصدر