يحدث «مريء باريت» عندما يستبدل نسيج بطانة المريء الطبيعي بنسيج مختلف، يشبه هذا النسيج الذي تم تغييره الأنسجة التي تبطن الأمعاء. وتحدث هذه الحالة أكثر عند الأشخاص المصابين ب الجزر المعدي و الجزر المريئي. والمريء: هو الأنبوب الذي يصل الفم بالمعدة. يشار إلى استبدال الأنسجة باسم «الحؤول المعوي Intestinal Metaplasia». إن سبب هذه الحالة النادرة غير معروف تمامًا، وتصيب حوالي 1.6 إلى 3 بالمئة من الناس، ويواجه الأشخاص المصابون بمريء باريت زيادة خطر الإصابة بسرطان المريء، وهو نوع نادر من السرطان.

وفقًا للمعهد الوطني للسكري وأمراض الجهاز الهضمي والكلى (National Institute of Diabetes and Digestive and Kidney Disease) أو ما يعرف اختصارًا بـ(NIDDK)، فإن سرطان المريء يصيب 0.5٪؜ من مرضى مريء باريت كل عام. وغالبًا ما يحدث مريء باريت للأفراد المصابين بالجزر المعدي المريئي (Gastroesophgeal Reflux Disease)، اختصارًا (GERD) لمدة طويلة.

حقائق سريعة عن مريء باريت

أسباب مريء باريت أعراض مريء باريت التشخيص العلاج الوقاية الجزر المعدي الجزر المريئي بطانة المريء الحموضة المعدية التدخين القلس المعدي

  •  غالبًا ما يصاب الأشخاص الذين عانوا من الجزر المعدي المريئي (GERD) لفترة طويلة بمريء باريت.
  •  يعاني المصابون بهذا المرض من أعراض الجزر المعدي المريئي، مثل ألم الصدر.
  •  يزيد مريء باريت قليلًا من خطر الاصابة بسرطان يدعى: (سرطان المريء الغدي –Esophgeal Adenocarcinoma).
  •  يمكن للأطباء علاج التغيرات في الأنسجة المرتبطة بمريء باريت عن طريق الجراحة.

الأعراض مريء باريت

يعاني الكثير – ممن تطور لديهم مريء باريت – من أعراض الجزر المعدي المريئي أيضًا.

تشمل هذه الأعراض:

  •  الحموضة المعوية (حرقة في الفؤاد): وهو إحساس حارق في الصدر.
  •  عسر البلع: قد يواجه الشخص صعوبةً في بلع طعامه.
  •  ألمًا في الصدر: يمكن أن يسبب عدم الراحة، وإحساسًا بالحرقة خلف القفص الصدري.

ولكن لا يعاني غالبية مرضى مريء باريت من أي أعراض على الإطلاق.

الحمية

يمكن أن تؤدي بعض الأطعمة والمشروبات إلى حدوث الجزر المعدي المريئي (القلس)، والذي يؤدي في النهاية إلى الإصابة بمريء باريت، ويفيد الابتعاد عن بعض الأطعمة في التقليل من الأعراض. من الأطعمة والمشروبات التي يمكن أن تسبب حدوث التهاب في المريء:

  •  الأطعمة الدسمة
  •  القهوة
  •  الشوكولا
  •  النعناع
  •  الأطعمة الدهنية
  •  الطعام حار
  •  الطماطم والمنتجات القائمة على الطماطم
  •  الكحول

ويمكن أن يساعد تناول وجبات صغيرة عديدة بدلاً من ثلاث وجبات كبيرة أيضًا في تقليل أعراض القلس.

عوامل الخطر

يقول المعهد الوطني للسكري وأمراض الجهاز الهضمي والكلى (NIDDK) أن بين 5 و10 في المئة من الأشخاص الذين يعانون من الجزر المعدي المريئي يطورون هذه الحالة أيضًا.

الأشخاص المعرضون لخطر متزايد هم:

  • من يعانون من زيادة الوزن والسمنة.
  • الأشخاص الذين عانوا من الجزر المعدي المريئي لأكثر من 5 سنوات.
  • الأفراد الذين يعانون من الجزر المعدي المريئي ممن تزيد أعمارهم عن 50 عامًا، ويتناولون أدويةً منتظمة.
  • المدخنون.

وقد يواجه الذين بدأ لديهم القلس المزمن، ممن تقل أعمارهم عن 30 عامًا، خطرًا أكبر.

ووفقًا لـ NIDDK، فإن معدل إصابة الذكور بمريء باريت يبلغ ضعف معدل الإناث.

هناك أيضًا العديد من العوامل التي يمكن أن تقلل من خطر الإصابة بمريء باريت، يقترح (NIDDK) العوامل التالية:

  •  يبدو أن أولئك الذين لديهم عدوى جرثومية، والتي تعرف باسم الملوية البوابية (H. pylori) يملكون معدل حدوث أقل لمريء باريت، ومع ذلك، تعتبر هذه الجرثومة السبب الرئيسي لقرحة المعدة، والتي يمكن أن تؤدي بدورها إلى سرطان المعدة.
  •  يمكن أن يؤدي الإفراط في استخدام الأسبرين، أو غيره من الأدوية المضادة للالتهابات، إلى حدوث قرحة في المعدة أيضًا.
  •  يجب اتباع نظام غذائي غني بالفواكه والخضروات وفيتامينات معينة.

أسباب مريء باريت

السبب الرئيسي لمريء باريت هو ارتداد، أو ارتجاع الأحماض. يحدث ارتداد الحمض عندما يرتجع الحمض أو الصفراء من المعدة إلى المريء، وهذا يمكن أن يؤدي بدوره إلى الالتهاب، وفي النهاية، لحدوث الجزر المعدي المريئي. يحدث مريء باريت عند حوالي 10% ممن لديهم ارتجاع للحمض.

التشخيص

يمكن للتنظير أن يساعد الطبيب في تشخيص مريء باريت، فوفقًا لـ NIDDK، يبلغ متوسط العمر عند تشخيص مريء باريت 55 عامًا. لتشخيص مريء باريت، قد يوصي مقدمو الرعاية الصحية بأن يخضع الأشخاص الذين يعانون من علامات ارتداد الحمض إلى القيام بالتنظير، فيفحص فيه المريء، والمعدة، والأمعاء، عن طريق إدخال أنبوب صغير مرن مزود بضوء في نهايته.

يستخدم الطبيب التنظير للبحث عن تغييرات محددة في بطانة المريء، والتي قد تشير إلى وجود مريء باريت، ويستخدم الطبيب أيضًا التنظير لمراقبة المريض بعد تحديد المشكلة، غالبًا ما يحدث هذا في هذه الحالات:

  •  بعد سنة، تليها مرة كل 3 سنوات إذا لم يتم العثور على تبدلات في الأنسجة
  •  بين 6 أشهر وسنة بعد التشخيص، للأشخاص الذين يعانون من تبدلات خفيفة في الأنسجة

قد يأخذ الطبيب في نفس الوقت عينة من الأنسجة، تعرف بالخزعة. وعادةً ما يتم القيام بالتنظير تحت التخدير.

من الصعب على الأطباء أخذ خزعة تمثل بطانة المريء بأكملها. فلن تكون جميع المناطق فيها مصابةً بباريت، ونتيجةً لذلك، يأخذ الطبيب عادةً ثماني خزعات على الأقل خلال العملية.

للأنسجة الطبيعية مظهر مختلف عن تلك المصابة بمرض باريت، فتبدو الأنسجة الطبيعية شاحبةً ولامعةً، في حين أن أنسجة باريت حمراء ومخملية.

علاج مريء باريت

أسباب مريء باريت أعراض مريء باريت التشخيص العلاج الوقاية الجزر المعدي الجزر المريئي بطانة المريء الحموضة المعدية التدخين القلس المعدي

يعتمد علاج مريء باريت على مدى شدة التغير في الأنسجة، والصحة العامة كذلك. يتضمن العلاج (في حال عدم وجود تغيرات في الأنسجة، أو وجود تغيرات بسيطة):

  •  أدوية لضبط الجزر المعدي المريئي.
  •  احتمال القيام بعمل جراحي لشد العضلات الموجودة في المعدة، والتي تمنع الحمض من الارتجاع.

قد يؤدي علاج الجزر المعدي المريئي إلى إبطاء تطور مرض باريت، عن طريق تقليل حموضة العصارات المعدية التي قد تلامس المريء.

أما في حالة التغيرات الشديدة، أو التغيرات واسعة الانتشار في الأنسجة، فيتطلب العلاج المزيد من التدخل، مثل:

  •  الاستئصال بالمنظار: وهو إزالة الخلايا غير الطبيعية باستخدام أنبوب التنظير.
  •  الاستئصال بالترددات الراديوية: في هذا الإجراء، يقوم الجراح بتدمير الأنسجة غير الطبيعية باستخدام موجات الراديو التي تسبب الحرارة.
  •  العلاج بالتبريد: يطبق الطبيب سائلًا باردًا، أو غازًا على الخلايا الشاذة في دورة من التجمد والذوبان حتى تتلف أنسجة باريت.
  •  العلاج الديناميكي الضوئي: هي عملية جعل الخلايا الشاذة حساسة للضوء، باستخدام مركب كيميائي يفعل بالضوء يسمى: البروفيمر profimer. ثم يستخدم الطبيب ليزرًا لتدمير هذه الخلايا.
  •  استئصال الغشاء المخاطي بالمنظار: يزيل الجراح الأنسجة غير الطبيعية باستخدام منظار داخلي، وأحيانًا بالاشتراك مع العلاج الديناميكي الضوئي.
  •  استئصال المريء: يقوم الجراح بإزالة الأجزاء المصابة من المريء بشكل كامل، ثم يعيد تصنيع تلك الأجزاء باستخدام أجزاء من المعدة، أو الأمعاء الدقيقة.

قد يوصي الأطباء بتناول دواء لعلاج الجزر المعدي المريئي. وتشمل هذه الأدوية فئةً تعرف باسم مثبطات مضخة البروتون (Proton Pump Inhibitors) أو (PPIs). من مثبطات مضخة البروتون (PPIs): الأوميبرازول، ولانسوبرازول، وإيزوميبرازول.

تغيير نمط الحياة

  • يمكن أن يزيد التدخين من خطر الإصابة بمريء باريت، فاتركه اليوم!.
  • يمكن إجراء بعض التغييرات في نمط الحياة، لتقليل أعراض القلس المعدي وخطر الإصابة بمريء باريت، ومنها:
  •  الحفاظ على وزن صحي.
  •  تجنب الملابس الضيقة.
  •  الإقلاع عن التدخين.
  •  تجنب الانحناء أو الاستلقاء بعد الأكل.
  •  رفع رأس السرير 6 إلى 8 بوصات، عن طريق وضع كتل خشبية تحته.
  •  يجب على الأشخاص الذين يعانون من أعراض الجزر المعدي المريئي أو لديهم أسئلة حول مخاطر الإصابة باريت التحدث مع أطبائهم.

اقرأ أيضًا:

تضيق الصمام الأبهري

تعذر الارتخاء المريئي أو اللا ارتخائية Achalasia

أسباب فقدان الشهية

لماذا يجعلك شرب البيرة تتجشأ؟

ما لا تعرفه عن التهاب المعدة

ما هي متلازمة التقيؤ الدوري؟

ما هو سبب الحرقة الهضمية؟

ترجمة: بشر معلولي

تدقيق: عبد الرحمن عبد

المصدر