اعتُقد سابقا أن الدهون البنية موجودة عند الأطفال فقط، لكن الأبحاث الحديثة أظهرت أن هذه الدهون موجودة لدى البالغين أيضًا، وهذا أمر جيد!

توجد الدهون البنيّة في تجاويف صغيرة في جميع أنحاء الجسم، وتستخدمها معظم الثدييات -مع الدهون المشابهة لها ذات اللون البيج- للحفاظ على درجة حرارة الجسم في الطقس البارد. وتُسمى الدهون البنية الدهون الجيدة، لأنها تحمي من البدانة وما يرتبط بها من مخاطر صحية، مثل أمراض القلب وأمراض الأوعية الدموية وداء السكري.

يقول ليانجيو روي، وهو أستاذ علم وظائف الأعضاء، ويدرس الآليات الجزيئية والفسيولوجية للبدانة والسكري وأمراض الكبد الدهنية: «في الفئران والبشر، إذا وُجدت العديد من الدهون البنية أو البيج، فإن هذا يقي الجسم من الإصابة بالأمراض الأيضية».

في دراسة جديدة، كشف روي وفريقه مسارًا يُسهم به هرمون اللبتين في إنقاص الوزن، إذ ينظم وزن الجسم عبر التحكم في الشهية وصرف الطاقة، ومعروف أن هذا الهرمون يُنشط الدهون البنية والبيج، وتوضح الدراسة وجود جزيء في الدماغ يُسرّع عمل هرمون اللبتين، يُسمى Sh2b1.

مستقبل دماغي يحمل مفتاحًا لحرق الدهون البنية - هل الدهون البنية موجودة عند الأطفال فقط؟ - دور هرمون اللبتين في إنقاص الوزن

مستقبل دماغي يحمل مفتاحًا لحرق الدهون البنية – هل الدهون البنية موجودة عند الأطفال فقط؟ – دور هرمون اللبتين في إنقاص الوزن

وُجد هذا الجزيء في منطقة الوطاء (ما تحت المهاد)، وهي منطقة مهمة في الدماغ تتحكم في درجة حرارة الجسم والجوع، وتعزز تحفيز الجهاز العصبي الودي الذي يرسل بدوره إشارات عصبية إلى الدهون البنية والبيج لتنشيطها، ومن ثم الحفاظ على وزن الجسم وتفاعلاته الأيضية.

لإثبات ما سبق، استخدم الفريق فئران التجارب. وُجد أن الفئران التي افتقرت إلى الجين Sh2b1 في عصبونات مستقبلات اللبتين كانت فعالية الجهاز العصبي الودي لديها منخفضةً جدًا في تنشيط الدهون البنية والبيج، وكانت قدرتها على صرف الطاقة منخفضةً أيضًا، ما قلل من قدرة الدهون البنية على تنظيم درجة الحرارة، وأدى إلى انخفاض درجة حرارة الجسم المركزية لدى الفئران. إضافةً إلى ذلك، طورت الفئران البدانة ومقاومة الإنسولين ومرض الكبد الدهني، أما الفئران التي امتلكت تعبيرًا إضافيًا لجين Sh2b1 في أدمغتها أظهرت عكس ذلك، إذ لم تتطور البدانة لديها.

يقول روي: «لم يكن معروفًا أن Sh2b1 في الدماغ يتحكم في الجهاز العصبي الودي، أو أنه ضروري لهرمون اللبتين، من أجل تنشيط الدهون البنيّة لزيادة صرف الطاقة واستهلاكها، وبالنسبة للبشر، نأمل أن نجد طريقةً لزيادة التعبير عن هذا الجين في الدماغ أو لزيادة قدرته على تعزيز إشارات اللبتين العصبية وحرق الدهون».

إذن تحتوي العصبونات الموجودة في مستقبلات هرمون اللبتين الدماغية مفتاحًا يساعد على حرق الدهون البنية، وهو الجين Sh2b1، الذي يدعم الجهاز العصبي الودي ويحمي من البدانة والأمراض الأيضية.

اقرأ أيضًا:

وجد العلماء هرمونا دماغيا يزيد من حرق الدهون

نوع من الدهون يوجد في جسم الإنسان ويساعد في إنقاص الوزن

ترجمة: يوسف الجنيدي

تدقيق: عبد الله كريم

مراجعة: أكرم محيي الدين

المصدر