يحيّر الكم الهائل من ألعاب الأطفال وأدواتهم الوالدين الذين أنجبوا طفلهم الأول، ويحذّر الأطباء الوالدين من استخدام جهاز واحد وهو مشاية الأطفال.

أظهرت الدراسة أن مشايات الأطفال مسؤولة عن عديد من الإصابات في الرأس والرقبة وكسور الجمجمة، وذلك رغم انخفاض إصابات الأطفال في السنوات العشر الماضية.

ما مشايات الأطفال؟

صُممت المشايات للأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 5 إلى 15 شهرًا، وهي أجهزة مستديرة ذات عجلات مع مقعد معلق في الوسط لجلوس الطفل، تمكنه من تحريك قدميه لملامسة الأرض.

كانت مشاية الأطفال سابقًا ضرورية للأهل لمساعدة أطفالهم على تعلم المشي، ولكنها أصبحت خطرًا كبيرًا على سلامة الأطفال ويجب تفاديها.

قد تحدث الإصابات في جزء من الثانية

يقول طبيب الأطفال كيمبرلي جوليانو: «قد يبتعد الطفل عن والديه بسرعة، ويتعثر ويتدحرج على السلالم، ولكن من الإصابات الأخرى التي تغيب عن أذهان الأهل عادةً قدرة الأطفال على الوصول إلى أشياء أخرى مرتفعة وسحبها إليهم، ما قد يجعلها تسقط فوقهم، مثل الوصول إلى موقد الغاز أو التسبب بحروق».

يضيف الدكتور جوليانو: «يسرّع وضع الطفل في المشاية حركته، إذ إنها تمكنه من تحريك قدميه بسرعة في أجزاء من الثانية، فيصبح أسرع من الشخص الكبير».

يجب على الأهالي عدم وضع أطفالهم في مشاية الأطفال خارج المنزل، فقد تكون الأرض مسطحة أو العشب ناعمًا؛ ما يزيد خطر الانزلاق إلى المسبح أو خروج الطفل إلى الشارع دون ملاحظة الأهل.

لا تساعد مشاية الأطفال على تعلّم المشي دائمًا

لا تساعد مشاية الأطفال على تعلم المشي، ويوجد فكرة عامة خاطئة حول الفائدة المرجوة منها، إضافةً إلى أنها تُعد خطرًا على السلامة.

يقول الدكتور جوليانو: «قد تسبب المشايات تأخرًا في النمو الحركي للطفل؛ فعندما يستخدم الطفل المشاية يحرك عضلاته بطريقة مختلفة عن التي يستخدمها الطفل حين يمشي بمفرده، لذا قد يتأخر الأطفال الذين يستخدمون المشاية في المشي عن الأطفال الذين تُركوا لتعلم المشي بمفردهم، وتحديد المجموعات العضلية المسؤولة عن المشي بأنفسهم».

أُجريت دراسة أخرى عام 2019 تثبت وجهة نظر الدكتور جوليانو؛ تشير التقارير إلى انخفاض القدرة الحركية لدى الأطفال الذين استخدموا مشاية الأطفال مقارنةً مع الأطفال الذين لم يستخدموها.

استخدام بدائل أكثر أمانًا

إذا أراد الوالدان أخذ استراحة للحصول على خمس دقائق لطي الغسيل أو تناول العشاء مثلًا، فالحل بسيط مع وجود أجهزة بديلة أكثر أمانًا وثباتًا من مشاية الأطفال؛ وضع الطفل بأمان على كرسي مرتفع.

يُعد استخدام قفص اللعب أو سد جزء من الغرفة ببوابات الأطفال من الأساليب المتبعة أيضًا لحماية الطفل. مع ذلك، ينصح الدكتور جوليانو بالتأكد أن يبقى الطفل على مرأى أعين الأهل طوال الوقت، حتى عند استخدام هذه الأساليب البديلة.

إذا كان الجهاز يستخدم للأطفال الرضع، فمن الأفضل التأكد أن الجهاز مناسب لحجم الطفل.

يقول الدكتور جوليانو: «عندما يكبر الطفل ويزداد طولًا، فإنه يوجد مخاوف من احتمال سقوطه عن جهاز اللعب؛ إذا كان خصر الطفل الذي يمشي بسرعة قريبًا جدًا من الجزء العلوي من الجهاز قد يسقط خارج مشاية الأطفال».

اقرأ أيضًا:

هل من الآمن والصحي استخدام مشايات الأطفال لمساعدتهم على المشي؟

علماء يبتكرون عقلًا اصطناعيًا ذكيًا يستطيع التفكير مثل الأطفال الصغار!

ترجمة: فاطمة الرقماني

تدقيق: ميرفت الضاهر

مراجعة: عبد المنعم الحسين

المصدر