تعد متلازمة القولون العصبي IBS من الحالات المرضية الشائعة التي تؤثر في الجهاز الهضمي، وقد تسبب أعراضًا مثل الإسهال، والإمساك، والألم البطني. تشير الأبحاث إلى مجموعة متنوعة من التغييرات في نمط الحياة والأدوية والعلاجات التي تستعمل في علاج القولون العصبي. أحد أنواع الأدوية التي قد يوصى بها هي مضادات الاكتئاب.

وفقًا للمعهد الوطني للسكري وأمراض الجهاز الهضمي والكلى، فإن نحو 12% من الأشخاص في الولايات المتحدة يعانون منها. سنتناول فيما يأتي مضادات الاكتئاب التي قد تكون خيارًا علاجيًا لمتلازمة القولون العصبي، وكيفية استعمالها، والمخاطر المرتبطة بها أو الآثار الجانبية لها.

هل تعد مضادات الاكتئاب خيارًا علاجيًا لمتلازمة القولون العصبي؟

يلجأ كثير من الناس إلى تناول مضادات الاكتئاب للسيطرة عليه وعلى حالات مرضية أخرى، إذ تشير إحصائيات مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها من 2015 إلى 2018، إلى أن 13.2% من البالغين تناولوا مضادات الاكتئاب.

ترتبط مضادات الاكتئاب لعلاج مرضى القولون العصبي بنوع الأعراض التي تظهر لدى كل شخصٍ على حِدة، إذ تختلف شدة الأعرض من شخص إلى آخر.

كيف تساعد مضادات الاكتئاب في علاج القولون العصبي؟

قد تؤثر مضادات الاكتئاب إيجابًا في حركة الجهاز الهضمي، ويقصد بها تقلصات العضلات التي تنقل الطعام من خلال الجهاز الهضمي، ما قد يؤثر بدوره في الوقت الذي يستغرقه الطعام في المرور من خلاله.

تساعد بعض مضادات الاكتئاب أيضًا في تقليل الألم الحشوي المرتبط بالأعضاء الداخلية، بالإضافة إلى معالجة الاكتئاب الذي غالبًا ما يترافق مع متلازمة القولون العصبي. بحسب دراسة أُجريت في عام 2019 على مجموعة من 769 شخصًا مصابًا بمرض القولون العصبي، أفادت أن 198 شخصًا منهم (25.7%) مصابون بالاكتئاب.

ما مضادات الاكتئاب التي يمكن تناولها بوصفها خيارًا علاجيًا لمتلازمة القولون العصبي؟

 مضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقات TCAs

مع إنها تُعد نوعًا قديمًا من أنواع مضادات الاكتئاب، ولم تعد تُستعمل في علاجه، فإنها قد تكون مفيدة في علاج القولون العصبي، نذكر منها:

  •  أميتريبتيلين (إيلافيل، فاناتريب).
  •  ديسيبرامين (نوربرامين).
  •  إيميبرامين (توفرانيل).
  •  نورتريبتيلين (باميلور).

تمنع هذه العقاقير إعادة امتصاص اثنين من الناقلات العصبية (السيروتونين والنورإبينفرين) في الدماغ. فضلًا عن أن هذه العقاقير مهمة في تحسين الحالة النفسية، فإن كلًا من هذه النواقل العصبية يؤدي دورًا مهمًا في وظيفة الجهاز الهضمي.

 مثبطات إعادة امتصاص السيروتونين الانتقائية SSRIs

تُعد مثبطات إعادة امتصاص السيروتونين الانتقائية من أكثر أنواع مضادات الاكتئاب شيوعًا في علاج القولون العصبي، منها:

  •  سيتالوبرام (سيليكسا).
  •  فلوكسيتين (بروزاك).
  •  باروكسيتين (باكسيل).
  •  سيرترالين (زولفت).

متى يمكننا تناول مضادات الاكتئاب لعلاج متلازمة القولون العصبي؟

مما لا شك فيه أن مضادات الاكتئاب ليست علاجًا أوليًا لمتلازمة القولون العصبي. لذلك فإن الطبيب سيوصي بتجربة علاجات القولون العصبي الأخرى أولاً، فإذا لم تكن العلاجات الأولية فعالة في تخفيف الأعراض، عندها قد يقترح تناول مضادات الاكتئاب.

توصي الجمعية الأمريكية لأمراض الجهاز الهضمي بتناول مضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقات في علاج القولون العصبي، في حين شددت على عدم تناول مثبطات إعادة امتصاص السيروتونين الانتقائية؛ إذ إنه استنادًا إلى الأبحاث الحالية أثبتت عدم فعاليتها في تحسين أعراض القولون العصبي على نحوٍ ملحوظ.

كيف نتناول مضادات الاكتئاب لعلاج القولون العصبي؟

يُوصي الطبيب عادةً بجرعة منخفضة من مضادات الاكتئاب لعلاج متلازمة القولون العصبي، من ثم يزيدها تدريجيًا للوصول إلى جرعة تساعد على تخفيف الأعراض بمستوى آثار جانبية أقل.

تشير مراجعة أُجريت عام 2021 إلى أن جرعة مضادات الاكتئاب المُعطاة لعلاج القولون العصبي تكون أقل من الجرعة المُعطاة عادةً لعلاج الاكتئاب. في حين تُوصف مثبطات إعادة امتصاص السيروتونين الانتقائية بجرعات مماثلة لتلك المُعطاة في حالة الاكتئاب.

من المهم مراعاة أعراض القولون العصبي عند اختيار مضادات الاكتئاب، فثلاثية الحلقات يمكن تناولها لعلاج القولون العصبي المترافق مع الإسهال، في حين يمكن تناول المثبطات لعلاج القولون العصبي المترافق مع الإمساك.

هل هناك آثار جانبية لتناول مضادات الاكتئاب لعلاج القولون العصبي؟

ينتج عن مضادات الاكتئاب تأثيرات أوسع في مختلف النواقل الكيميائية. ما يؤدي إلى حدوث آثار جانبية، من بينها:

  •  الإمساك.
  •  جفاف الفم.
  •  احتباس البول.
  •  الدُوار.
  •  النُعاس.
  •  الرؤية الضبابية.
  •  السمنة المفاجئة.
  •  عدم انتظام ضربات القلب، خاصة سرعة معدل ضربات القلب.

بينما تشمل بعض الآثار الجانبية لمثبطات إعادة امتصاص السيروتونين الانتقائية:

  •  إسهال.
  •  غثيان أو إقياء.
  •  جفاف الفم.
  •  دُوار.
  •  صداع.
  •  السمنة المفاجئة.
  •  زيادة في القلق أو الانفعالات.
  •  صعوبة في النوم.
  •  العجز الجنسي، مثل انخفاض الرغبة الجنسية، أو صعوبة في الحفاظ على الانتصاب.

ما التوقعات المرجوة مستقبلًا للأشخاص الذين يتناولون مضادات الاكتئاب لعلاج القولون العصبي؟

القولون العصبي مرض يدوم مدى الحياة، ولكن عند السيطرة عليه على نحو صحيح، يستطيع المريض التمتع بفترة طويلة من دون ظهور أية أعراض، فقد تختلف فعالية علاجات القولون العصبي المتنوعة بحسب الشخص، لذلك قد تؤثر بعض مضادات الاكتئاب إيجابًا في بعض الأشخاص دون غيرهم.

أشارت مراجعة منهجية أُجريت عام 2017 إلى أن مضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقات من أكثر الأدوية فعالية في تحسين أعراض القولون العصبي مقارنة بالدواء الوهمي (البلاسيبو).

في حين وجدت مراجعة منهجية أخرى في عام 2022 أن مثبطات إعادة امتصاص السيروتونين الانتقائية قد تكون فعالة في علاج اضطرابات الجهاز الهضمي، خاصة تلك التي ينتج عنها الإمساك، مثل متلازمة القولون العصبي المترافقة مع الإمساك.

جدول مقارنة الأدوية

أسئلة متكررة

 هل توجد أنواع أخرى من مضادات الاكتئاب؟

بالتأكيد توجد أنواع أخرى من مضادات الاكتئاب الشائعة، نُورد بعضًا منها:

  •  مثبطات إعادة امتصاص السيروتونين والنورأدرينالين، مثل: دولوكستين (سيمبالتا)، وفينلافاكسين (إفيكسور).
  •  مثبط أكسيداز أحادي الأمين، مثل: إيزوكاربوكسازيد (ماربلان)، وفينيلزين (نارديل).
  •  مضادات الاكتئاب غير النمطية، مثل: بوبروبيون (ويلبوترين).
  •  ما الحالات المرضية الأخرى التي نتناول فيها مضادات الاكتئاب؟

الحالات المرتبطة بالصحة العقلية الأخرى، مثل:

  •  اضطراب القلق العام.
  •  اضطراب الهلع.
  •  اضطراب الوسواس القهري.
  •  اضطراب ما بعد الصدمة.
  •  اضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط.
  •  الألم المزمن.
  •  الوقاية من الصداع النصفي.
  •  الأرق.

 ما الأدوية الأخرى لعلاج القولون العصبي؟

تتنوع الأدوية المُعطاة لعلاج القولون العصبي؛ إذ يُوصف كل منها بحسب نوع متلازمة القولون العصبي لدى الشخص. منها:

  •  الأدوية المضادة للإسهال، مثل: لوبيراميد (إيموديوم).
  •  مكملات الألياف.
  •  الملينات.
  •  الأدوية المضادة للتشنج، مثل: ديسيكلومين (بنتيل).
  •  المضادات الحيوية، مثل: ريفاكسيمين (زيفاكسان).

بالإضافة إلى الأدوية التي طُورت خصيصًا لبعض الأشخاص المصابين بمتلازمة القولون العصبي، مثل:

  •  الوسترون (لوترونيكس).
  •  ايلوكسادولين (فيبرزي).
  •  ليناكلوتيد (لينزيس).
  •  لوبيبروستون (أميتيزا).
  •  بليكاناتيد (ترولانس).

 هل يمكن لتغييرات النظام الغذائي التأثير في تخفيف أعراض القولون العصبي؟

قد يؤدي تناول بعض الأطعمة عالية (الفودماب) FODMAP، مثل الخضار، والبقوليات، والفواكه، والحبوب الغذائية، والمكسرات، إلى تهيج القولون العصبي، لذلك قد يساعد تقليل تناول تلك الأطعمة في السيطرة على أعراض القولون العصبي.

 هل هناك علاجات تكميلية لمتلازمة القولون العصبي؟

وفقًا للمركز الوطني للصحة التكميلية والتكاملية، تشير بعض الأبحاث إلى أن بعض العلاجات التكميلية قد تكون مفيدة للأشخاص الذين يعانون من متلازمة القولون العصبي، منها:

  •  العلاج بالتنويم المغناطيسي.
  •  التأمل الذهني.
  •  اليوجا.
  •  الوخز بالإبر.

اقرأ أيضًا:

ما هي متلازمة الامعاء الهيوجة ( IBS ) ؟

ست حميات مختلفة للسيطرة على متلازمة الأمعاء الهيوجة (القولون العصبي)

ترجمة: محمد ديبة

تدقيق: ريمي سليمان

مراجعة: محمد حسان عجك

المصدر